Author

اقتناع السوق غاية لا تدرك

|
يعيش المتداولون في حالة خيالية هذه الأيام تنصب على الاتجاه التنازلي للسوق وبدون أي تفسير يذكر، وكلما نشرت نتائج أو تقدمنا في شهر تشرين الأول (أكتوبر) تسارعت وتيرة الهبوط، وكان هناك عمليات بيع داخل السوق الهدف منها التخلص من مراكز وبأي سعر. طبعا الهبوط مستمر والمتداول يقف حائرا خلف أسباب التراجع فلا المؤشرات الاقتصادية تدعم التوجه الحالي ولا حتى الأوضاع العالمية تساند هذا التوجه. وأسعار النفط ارتفعت ولا تزال تحافظ على مستواها، وحتى القطاع البتروكيماوي نتائجه عكست بأن التأثير لم يكن كبيرا وهناك تحسن ربعي، مقارنة بنتائج العام الجاري. كذلك نتائج القطاع المصرفي لا تزال في الاتجاه الإيجابي، خاصة في القياديين وقطاع التجزئة كانت النتائج جيدة من زاوية الأرباح المحققة ومقارنة بتوقعات المتوقعين. لا يوجد تفسير واضح عن أسباب هذا الاتجاه البيعي القوي في السوق وسحب الأسعار فيه إلى مستويات متدنية، كما نراه اليوم في السوق وبعكس المنطق المكشوف والمعروف لنا فهل هناك أسباب خفية لا يعلم عنها رجل الشارع العادي تغذي وتوجه عملية البيع هذه ولهذه المستويات. ومن الذي يبيع وبهذه السرعة ويخفف محافظه بهذه الطريقة في السوق. لا شك أن عملية البيع هذه لها تأثير سلبي على المتداولين، وستكون عملية عودة مستويات الأسعار للسابق اتجاها صعبا في مدة قصيرة، وبالتالي يستلزم فترة طويلة. حاليا وخلال الأسبوع الماضي والجاري (ستة أيام) بلغت السيولة في السوق أكثر من 30 مليار ريال، وبالتالي ليس هناك تراجع أو تراخ في حجم السيولة الداخلة. المتداول العادي لا تتوافر لديه معلومات متعمقة ويستغرب هذا الاتجاه، فهل هناك معلومات خاصة دولية أو محلية على الصعيد الاقتصادي أو السياسي يمكن أن تحدث لدى المتبصرين بالأمور توجهات مطابقة لما نراه حاليا. لا شك أن هناك أبعادا كثيرة على مستوى المنطقة يمكن أن تعطي إفرازات سلبية. ويبدو أن هناك قناعة لدى البعض ممن لديهم محافظ قوية في الخروج من السوق، وبالتالي مهما كانت النتائج المتحققة سيستمر الضغط حتى يختفي الضغط البيعي هذا. ولعل الاستغراب من قبل رجل الشارع لماذا الآن؟ وإلى متى؟ ولكن هل هناك حاجة للسيطرة وتخفيف الضغط من قبل الجهات الرسمية لتخفيف الضغط البيعي الحالي؟ أسئلة كثيرة إجابتها لدى أهل التبصر.
إنشرها