إعادة برمجة خلايا جذعية وسيلة للتغلب على مشكلات أخلاقية

إعادة برمجة خلايا جذعية وسيلة للتغلب على مشكلات أخلاقية

إعادة برمجة خلايا جذعية وسيلة للتغلب على مشكلات أخلاقية

يتيح اكتشاف كيفية إعادة برمجة خلايا عادية لتصبح مماثلة للخلايا الجذعية الجنينية الفائز بجائزة نوبل للطب لهذا العام- وسيلة للتغلب على المشكلات الأخلاقية المتعلقة باستخدام الأجنة البشرية لكن مخاوف متعلقة بالسلامة تجعل استخدام تلك الخلايا مستقبلا في علاج الأمراض غير يقيني. وفي حين أن الباحثين طبقوا بالفعل الانفراجة العلمية التي توصل لها البريطاني جون جوردون والياباني شينيا ياماناكا اللذان حصلا على جائزة نوبل في الطب هذا العام لدراسة كيف تتطور الأمراض فإن تحويل تلك الخلايا إلى وسائل علاج جديدة سيتطلب المزيد من التدقيق. وووفقا لتقرير نشرته رويترز أمس، تقوم الخلايا الجذعية في الجسم بدور الخلايا الرئيسة التي توفر المصدر الأولي لكل الخلايا الأخرى. ويمكن أن تحدث تحولا في الطب من خلال إعادة نمو أنسجة مطلوبة لعلاج أمراض مختلفة من العمى إلى الشلل الرعاش. وبتكوين خلايا جذعية مماثلة للخلايا الجنينية دون تدمير الأجنة يتغلب الباحثون على قضية مثيرة للجدل من خلال تجنب الحاجة لاستخدام الأجنة المتبقية في المراكز الطبية التي تعالج مشكلات الخصوبة وهي ممارسات أدت إلى اعتراضات سياسية داخل الولايات المتحدة وغيرها. #2# وتتيح الخلايا التي يعاد برمجتها والتي يطلق عليها اسم الخلايا الجذعية المستحثة المتعددة الإمكانات بديلا لا يمثل أي مشكلة أخلاقية. وظلت هذه الخلايا موضع بحث منذ أن اكتشف ياماناكا إمكاناتها عام 2006 مستفيدا من الأبحاث التي أجراها جوردون على الضفادع وأفراخها قبل 40 عاما. لكن في الآونة الأخيرة لاحظت مجموعات بحث مختلفة مشكلات مرتبطة بالخلايا الجذعية المستحثة المتعددة الإمكانات مما يعني أنها ربما لا تكون على قدم المساواة من حيث الفاعلية مع الخلايا الجنينية. وفي إحدى الدراسات ماتت الخلايا الجذعية المستحثة المتعددة الإمكانات سريعا وفي دراسة أخرى حدثت تحورات وراثية متعددة مما أثار مخاوف من احتمال أن تسبب أوراما. ورغم ذلك يأمل باحثون يابانيون تجربة الخلايا الجذعية المستحثة المتعددة الإمكانات إكلينيكيا على شكل من أشكال العمى قريبا في العام القادم وذلك بعد إجراء تجارب ناجحة أخيرا على العيون باستخدام الخلايا الجذعية الجنينية. لكن الباحثين في الغرب بصفة عامة هم أكثر توجسا. وقال كريس ميسون أستاذ الطب التجديدي في كلية لندن الجامعية ''هناك قدر من الاختلاف بين اليابان وباقي العالم في هذا الصدد''. وأضاف ''يحاول العلماء في اليابان التحرك بسرعة جدا نحو التجارب الإكلينيكية للخلايا الجذعية المستحثة المتعددة الإمكانات في حين أن الكثير منا ما زال يشعر بأن هناك الكثير من المسائل التي لابد من التغلب عليها خاصة فيما يتعلق بالسلامة''. والمستقبل المحتمل للخلايا التي أعيد برمجتها هو أنها يمكن أن تؤخذ من أشخاص مرضى حتى يحصلوا على ''خلايا بديلة شخصية'' لإصلاح أعضاء أو أنسجة تالفة. لكن من المسائل الرئيسة المسببة للقلق هي أن تكنولوجيا الخلايا الجذعية المستحثة المتعددة الإمكانات تتطلب استخدام جينات يمكن أن تسبب أوراما في بعض الظروف كما أن مشكلات لم يتم رصدها بعد قد تظهر بعد زرع الخلايا الجديدة في المرضى. وهون جوردون من شأن تلك المخاوف وقال إن السلطات التنظيمية والحكومات يجب أن تتراجع خطوة للوراء وتتيح للمرضى تقييم المزايا والمخاطر المحتملة بأنفسهم. وأوضح للصحافيين ''إذا شرحنا لمريض ما.. ما الذي يمكن أن يتم وما الأضرار المحتملة فيجب حينئذ أن نسمح للمريض بالاختيار لا أن يكون هناك أشخاص يدافعون عن القيم الأخلاقية... أو أطباء أو أي شخص كان ليقول له يمكن أو لا يمكن استخدام الخلايا البديلة''. واتفق الخبراء على أن العمل الرائد الذي قام به الطبيبان الحائزان على جائزة نوبل هذا العام أحدث تغييرا في مجال أبحاث الخلايا الجذعية. وبين أيربان لندال رئيس اللجنة التي تمنح جوائز نوبل ''الأمر العظيم في هذا الاكتشاف هو أن هذه الخلايا البالغة المتخصصة يمكن أن ترجع للوراء في نموها وتصبح خلايا جذعية''. لكن الكثير من الخبراء يعتقدون أن الأمل الحقيقي للخلايا الجذعية المستحثة المتعددة الإمكانات هو في كونها أدوات بحث فريدة أكثر منها أساس لأشكال علاج جديدة. وهي لها ميزة رئيسة غير متوافرة في الخلايا الجذعية الجنينية وهي أن الباحثين يمكن أخذها من الأشخاص المصابين بمرض معروف مما يتيح لهم التعرف على كيفية تطور الأمراض التي لا علاج لها على مستوى الخلية. وتمكن الباحثون بالفعل من تطوير خلايا جذعية مستحثة متعددة الإمكانات من مرضى مصابين بمتلازمة داون والشلل الرعاش والسكري. وقال دسكو أيليك وهو محاضر في علم الخلايا الجذعية بكلية كينجز كوليدج في لندن ''أرى أن تستخدم الخلايا الجذعية المستحثة المتعددة الإمكانات أكثر في اكتشاف الأدوية وفي فهم آلية الأمراض المختلفة أكثر منها علاج''. وعادة يستخدم الباحثون أنسجة بديلة للأنسجة البشرية مثل الخميرة أو الذباب أو الفئران لأبحاثهم على الأدوية والآن يمكنهم استخدام الخلايا البشرية التي تحتوي على مجموعة كاملة من الجينات التي تسببت في مرض بعينه.
إنشرها

أضف تعليق