Author

تتبرّع جمعية فلان الخيرية بـ ...

|
الجمعيات والمؤسسات الخيرية هي واحد من عناصر مكونات ونسيج المؤسسات المدنية في كل مجتمع، حيث تؤدي دورها المجتمعي بمحاولة ردم الهوَّة لكثير من ذوي الحاجة لأمور تقصر المؤسسات الحكومية عن توفيرها أو ليست في نطاق أعمالها ورغبة من أصحابها في فعل الخير رجاء الثواب والجزاء الحسن ــ إن شاء الله من رب العالمين. وانطلاقاً من تعاليم ديننا الحنيف الذي يحث على فعل الخير وتلمس حاجات بعضنا بعضا، خصوصاً ممّن لا يجد حاجة من أمور الحياة من غذاء أو دواء أو تعليم أو حتى القيام بواجبات دينية معينة فقد كان لهذه التعاليم أثر كبير نحو التنافس في هذا المضمار في ميادين شتى إما بجهود فردية أو على شكل كيانات مؤسساتية وذلك لتنظيم الجهود والخروج بأفضل النتائج. ولعل من أبرز ما تكون في مجتمعنا من أمثلة لهذه الكيانات المؤسساتية الجمعيات الخيرية، خصوصاً لعدد من الأثرياء أو الموسرين. إن الحديث عن الجمعيات الخيرية يتشعب كثيراً لكن التركيز هنا سيكون عن مضامين ومعاني بعض من الأعمال التي تقوم بها تلك الجمعيات، خصوصاً في المواسم الدينية التي يتحراها المسلم طمعاً في ثواب أجزل، ونحن على أعتاب أحدها وهو موسم الحج. فمن بين تلك المعاني حين ترى خبراً منشوراً عن قيام الجمعية الخيرية التابعة لفلان بعمل هامشي وذلك من واقع الملاءة المالية لتلك الجمعية وقياساً على حجم العمل ذلك، حيث لا أفهم من هذا الخبر سوى إبراز اسم هذه الجمعية والذي في الأصل والغالب أن فعل مثل ذلك العمل هو الكتمان لأن المقصود في عمل الخير هو الثواب من المولى ـــ عزّ وجلّ ـــ. نعم لا يغمط حق المتبرّع أيَّا كان فرداً أو مؤسسة، ويجب تشجيعه وشكره أيضاً وذلك من باب التنافس في فعل الخير، لكن أيضاً يجب ألا تكون هذه الأعمال الخيرية وسيلة دعائية، خصوصاً إذا كان ما أعلن عنه هو عمل بسيط. ولا أريد أن أضرب الأمثلة على ما يشبه هذه الأعمال، وذلك لأن فعل الخير لا يُحتقر مهما صغر، لكنني أطمع أن تتناسب على الأقل الأخبار عن العمل ذاته موازية لحجمه لكي يفهم منه إذكاء روح التنافس في ميادين البذل والخير، ولكي تصل الرسالة من جرّاء هذا الخبر بمعناها الحقيقي.
إنشرها