منوعات

3 سعوديات يؤسسن أول معرض للتحذير من التحرش الجنسي بالأطفال

3 سعوديات يؤسسن أول معرض للتحذير من التحرش الجنسي بالأطفال

لم يقف عائق الهيمنة الذكورية لريادة الأعمال أمام ثلاث سيدات سعوديات وحّدن قواهن الناعمة في علم النفس والاجتماع والمادة في سبيل تذليل معوقات العمل التطوعي وإدخال البهجة في نفوس فئة غالية على المجتمع وهم ذوو الاحتياجات الخاصة، تمثل ذلك في تأسيس معرض خيري تحت شعار "مكاني بينكم". ويتصدر "التحرش الجنسي بالأطفال" أهم برامج القائمين على المعرض، من خلال ورش مفتوحة هي الأولى من نوعها محلياً، يتم من خلالها توجيه الأطفال نحو السلوك الأمثل للتعامل مع مثل هذه الأحداث، مثل طرق الدفاع عن أنفسهم، أو كيفية تعامل الأسرة مع هذه الأمور، وسبل التواصل مع الجهات المعنية أو مراكز الخدمة والمساعدة. وقالت لـ "الاقتصادية" بسمة حلمي إخصائية نفسية وتعديل سلوك أطفال وإحدى السيدات المؤسسات للمعرض: إن فكرة إقامة ركن في المعرض تحت شعار "جسدي ملكي" حظي برعاية خاصة بهدف إيصال رسالة للأطفال المعوقين بأن هناك أماكن لا ينبغي لأحد الاقتراب منها أو العبث بها. وأضافت: "هدفنا الحد من الظاهرة والتأكيد للأسرة وللأطفال أنها جريمة وأن لها آثارا نفسية وسلوكية عديدة يجب التصدي لها". وذكرت أن التحرش الجنسي بالأطفال يعتبر جديدا في مجتمعاتنا العربية وأحد أوجه العنف الجسدي الذي تعانيه مجموعة من المعوقين، وهناك تحرش يندرج تحت إطار العنف اللفظي ضد الأطفال. وأشارت إلى بعض الطرق التي تحد من تلك السلوكيات المشينة وتساعد على التصدي لمشاكل التحرش الجنسي للأطفال، زيادة الانتباه للقنوات الفضائية التي يشاهدها الطفل خاصة أن هذه المرحلة هي مرحلة فضول لدى الطفل لمعرفة جنسه والجنس الآخر، وتزويد الطفل بالمعلومات الجنسية الصحيحة التي تتناسب مع عمره العقلي والزمني حتى لا يحصل على معلومات سيئة من الغير دون أن يدرك خطورتها، وتكثيف جلسات الحوار التثقيفية العلمية للطفل عن جسده والخطوط الحمراء التي لا ينبغي لأحد الوصول إليها. ويهدف المعرض الخيري الذي انطلق البارحة الأولى في إحدى القرى الترفيهية في الرياض إلى تعزيز وجود ذوي الاحتياجات الخاصة وحضورهم في شتى المجالات وتوعية الأسرة والمجتمع بقدرتهم على العطاء ومعاملتهم بإحسان، وبناء جسر من المودة والرحمة والثقة لتقوية الأواصر بينهم وجميع من هم في محيطهم ومد الأذرع لهم لقهر إعاقتهم ومساعدتهم على الإنتاجية وتوعيتهم بالمخاطر التي تدور حولهم. وفي هذا الإطار قالت عبير المزيني الإخصائية الاجتماعية والمؤسسة الثانية للمعرض: إن أبرز معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة تكمن في النظرة الدونية لهم والشفقة عليهم، ما يجعلهم يشعرون بالتبعية للآخرين ومدى عجزهم في كل شيء حتى التعبير عن أبسط حقوقهم، وأكثر ما يحزنهم عند رغبتهم في الزواج نجد الأسر تعارض لا لسبب واضح إنما لمحسوبيات اجتماعية. وأضافت "المزيني": إن العمل التطوعي نشاط إنساني خيري يقوم به كيان طوعي وطني مانح أو منفذ لبرامج محددة وذلك لتحقيق أهداف اجتماعية وتنموية ورعائية وعلمية، فالعمل التطوعي يسهم في رفع الهمم وتوحيد الصفوف وامتزاج الأفكار وتهذيب الأخلاق حيث ينطلق الإنسان من رغبة شخصية واستعداد نفسي وفقا لقوله تعالى "ومن تطوع خيرا فهو خير له". وتشير الدراسات إلى أن الأطفال اليافعين هم الأكثر عرضة لمخاطر العنف الجسدي، وغالبا ما يستهدف المعتدون الأطفال المعوقين أو المشردين، أو الذين يتميزون بجمالهم أو من ينتمون لعائلات مفككة أو بيوت كبيرة لا تسمح للوالدين بمتابعة أبنائهم، وغيرها من الفئات التي تقع عليها عين المعتدي الذي يخلو قلبه من الدين والقيم وإن كان يظهر عكس ذلك، وترجع أسباب انتشار تلك الظاهرة إلى قلة الوازع الديني وضعف التوعية والتثقيف الأسري والمجتمعي لهذه الظاهرة، وعدم فتح باب الحوار الإيجابي مع الأطفال والمراهقين والبالغين مما لا يسمح لهم بالكشف عما يدور حولهم من مخاطر.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من منوعات