Author

اللقب يعرض نفسه..!

|
يبدو أننا أمام موسم سيبحث فيه لقب الدوري السعودي حتى الجولات الأخيرة عمن يحمله فلا يجد، الوجوه متشابهة والكل يطيح بالكل، لا قوي ولا كبير أظهرته الجولات التسع الماضية، وأعتقد أننا أمام دوري سيبحث اللقب عن البطل أكثر من بحث الأخير عنه. في الأسابيع الثلاثة الأولى أظهر الشباب ما حسبته استمرارا لموسمه القوي الماضي ذي الأرقام القياسية والعروض الفنية الباهرة، حتى قلت إن الفريق لن يوقفه إلا الدعاء، ويبدو أن دعوة أصابته فلم يكد يشفى من رباعية الفتح وسهام إيلتون الموجعة، إلا وزاد ويسلي وهرماش والقحطاني ألمه وجعا، وجروحه نزفا. الشباب انتفخ منذ نهاية الدوري الماضي، في كافة أجهزته، يحتاج إلى صدمة تفيقه، هل يكفي ما فعله إيلتون وويسلي؟ لا أظن، رغم هذا سيتقدم اللقب بطلب ود الليث وربما لا يكون الأبيض في حال تسمح. في الجهة الأخرى، يسير وصيف بطل الدوري بهدوء، لم يخسر لكنه لعب مباريات أقل عن البقية، مستواه يتصاعد، وأجواؤه مستقرة صافية، وكأني به على الخطى نفسها في الموسم الماضي، حين بدأ في إعلان نفسه مرشحا قبيل ختم الدور الأول بجولة. ميزة الأهلي أنه يشفى من جراحه سريعا ولا يبقى أسيرا لها، وأن المطالبات الجماهيرية بتحقيقه اللقب الآسيوي أقل من مواطنيه الآخرين، إذا ما استمر في التصاعد، فإن اللقب سيمر من أمامه طالبا القرب بإلحاح، وهو أقربهم في القبض عليه. .. الأزرق ليس بحال أفضل، ولكنه يضع نفسه مرشحا دائما في كل سباق، ما يتوافر للهلال من ثقافة أفضلية راسخة في رجاله ولاعبيه تصنع منه بطلا وبلا بطولة أحيانا، الخطاب الإعلامي الأزرق أكثر هدوءا هذا الموسم وتخلى عن الضغط تجاه هدف معين قاريا كان أم محليا، كومبواريه أظهر صرامة ودقة عاليتين في عمله، خسر أمام الفتح، فأعاد صياغة فريقه وأجلس أسماء مهمة إلى جواره يتقدمهم الشلهوب والفريدي، فوزه على الشباب جعله أكثر راحة وانفكاكا من الضغوط الجماهيرية التي لمستها في فرحته بالأهداف الثلاثة، اللقب سيغازل الهلال وسيوقعه الأزرق في حبائله متى ما كان في عافية تسمح عند المنعطف الأخير. كبير جدة الاتحاد، كله شوق للقب، نتائجه في آسيا ستحدد ذلك أكثر، إذا غادر الصراع القاري قبل الذهب، سيحتاج إلى فترة استشفاء ونقاهة قد تطول إلى بطولة الكأس، وسيظهر لنا عرضان خليجيان جديدان لمحمد نور وهزازي وتتفجر المشاكل، ويبكي الحاضرون الغائبين ويغيب حاضرون، الأصفر العريق يتوافر لديه واحد من أفضل المدربين في تاريخه، مشكلته أنه لم يستوعب بعد أن الاتحاد ثقافة وتاريخ وتقليد حجازي قديم، ولا يمكن أن يغير هذه الثقافة بسهولة، بل يحتاج إلى أجيال، اللقب سيقول للاتحاد لا مانع لدي، لحظتها هل سيكون الاتحاد في قوى تسمح، طريقه في آسيا هي المعيار. أصفر الرياض، يملك حاليا أفضل فريق فني في عهد فيصل بن تركي، أي خلال السنوات الأربع الماضية، مشاكله النفسية لا تزال مستمرة، تجهض أي تفوق فني وبالذات في المعتركات الجماهيرية، النصر يحتاج إلى قائد كاريزمي ملهم، هذا الرجل توفي في العام 2006، لم يخلفه أحد بعد ولا بوادر واضحة في خليفة محتمل، كل الموجودين مجتهدون يتعثرون في أخطائهم قبل تفوق الآخرين عليهم، رغم هذا وربما حفظا للعيش والملح بينهما سيعرض اللقب نفسه على الأصفر مرة واحدة، وسيقول الأخير حينها: ما عندي ماعون. الاتفاق، فريق كل السعوديين، يحبونه ولا يعرفون لماذا، لن يكون بطل الدوري هذا الموسم، لكن عندما يمر اللقب على السابقين أعلاه، سيلتفت عن بعد إلى الاتفاق ويقول: ما حنيت؟ لا أظن أتي الشرقية في حال تسمح بالرد، ربما يطأطئ رأسه خجلا ويصمت. هؤلاء هم الستة الكبار، الذين حققوا بطولة الدوري من قبل، لا أحد فيهم أظهر شخصية البطل حتى الآن رغم أن الوقت لا يزال يسمح، الظروف متاحة أكثر من ذي قبل لإعلان سابع الستة، الفتح يريد أن يكون وخطواته الآن شبيهة بخطوات الاتفاق والشباب عندما انضما إلى قائمة الشرف، يحتاج الحساوي الطموح إلى مواجهة خصومة بشخصية بطل وسيكون.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها