أخبار اقتصادية

اقتراب موعد ولادة أكبر عملاق في العالم للصناعات الحربية والطيران والفضاء

اقتراب موعد ولادة أكبر عملاق في العالم للصناعات الحربية والطيران والفضاء

خطت عملية الاندماج بين مجموعتي (إي أي دي إس) الأوروبية لصناعة الطيران و(بي أي إي) سيستمز البريطانية للصناعات الدفاعية خطوة جديدة. وانتقلت من التسريبات الإعلامية والتصريحات المشروطة إلى الرسائل الرسمية، حيث وجه توماس أندرس رئيس مجموعة إي أي دي إس الأوروبية رسالة إلى 133 ألف موظف يعملون في المجموعة يحيطهم فيها علماً أنه سيتم الإعلان قريباً عن المزيد من التفاصيل المتعلقة بعملية الاندماج بين المجموعتين، مشيراً إلى أنها تسير على الطريق الصحيح. وأندرس يشير ضمناً إلى أنه سيتم إطلاع الموظفين ووسائل الإعلام على التفاصيل قبل العاشر من الشهر المقبل. وكان بيار موسكو فيتسي وزير المالية الفرنسي قد أعلن قبل أيام أن مشروع الاندماج بين مجموعتي صناعة الفضاء والدفاع الأوروبية إي. أي دي. إس وبي. أي. إي البريطانية يتطلب دراسة معمقة من قبل الحكومات وهذه الدراسة تأخذ وقتاً. وأضاف " إننا ندرس المشروع وخاصة مع الحكومة الألمانية ونحن نطرح الكثير من الأسئلة المتعلقة بالمصالح والفوائد الاستراتيجية لمثل هذا الاندماج وتأثيره الصناعي وإمكانيات التنسيق ومن سيتولى المسؤولية ومستقبل صناعتنا الدفاعية والعمالة فيها، والإجابة عن هذه الأسئلة تتطلب التكتم والوقت". وكان قصر الإليزيه قد أعلن يوم الجمعة الماضي أن باريس وبرلين تنتظر مشروع الاندماج بشكل واضح لكي تحكما عليه ولاتخاذ القرارات. وباريس وبرلين ستدرسان اليوم خلال اللقاء بين الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ملف اندماج Eads و Bae والذي سيسمح بولادة أكبر عملاق لصناعات الطيران والدفاع في العالم. وقد حضر وزيرا الدفاع الألماني والفرنسي هذا الملف. فالبلدان يريدان التوصل إلى مواقف مشتركة لتحقيق تطابق المصالح. والحكومتان الألمانية والفرنسية تمتلكان أسهماً في المجموعة الأوروبية، وهي تستخدم حق النقض بالنسبة للمشاريع الحساسة. وتتوزع أسهم Eads على الشكل التالي: ديملير يملك 22.35 في المائة من الأسهم منها 7.35 في المائة لمجموعة من المصارف الألمانية. فرنسا تملك 22.35 في المائة من الأسهم منها 15 في المائة للدولة الفرنسية و7.5 في المائة لمجموعة لاجاردير، الدولة الإسبانية تملك 5.45 في المائة وبقية الأسهم التي تصل نسبتها إلى 49.85 في المائة فهي أسهم عائمة. وتتوزع أسهم المجموعة البريطانية Bae على الشكل التالي: 12 في المائة لشركة إينفسكو Invesco 5.16 في المائة لشركة بلاك روك Black Rock، 5 في المائة. والاندفاع بين المجموعتين الأوروبية والبريطانية سيجعل أرقام أعمال المجموعة الجديدة تزيد على 73 مليار يورو. في حين لدى شركة بوينج الأمريكية 170 ألف موظف والتي تصل أرقام أعمالها إلى 53 مليار يورو. وبالتالي فإن الاندماج سيشكل تحدياً كبيرا للعملات الأمريكية، الذي سيصبح عليه مواجهة عملات أكبر منه في صناعات الطيران والدفاع والفضاء. خاصة أن شركة Bae تبيع معدات للجيشين الأمريكي والبريطاني، منها مدفعية ونظم القتال المستخدمة في طائرات إف 35. وتشير الأوساط المقربة من مشروع عملية الدمج إلى أن هناك إجماعا حول الرائد العالمي المستقبلي في صناعات الفضاء والدفاع، الذي سيولد من رحم المفاوضات الجارية، والتي سيتقرر جزء مهم منها اليوم، فالمفاوضات تقترح أن يتم تبني نموذج التنظيم المتبع لدى مجموعة يونيليفر Unilever الهولندية البريطانية، الذي وضع في عام 1930، خلال عملية الاندماج بين مشتركي ليفر برازر البريطانية ومارجارين أوني الهولندية، والذي يجذب اندماجاً معقداً للمجموعة المستقبلية، يقول أحد متابعي المفاوضات. وعلى غرار يونيليفر فإن Eads وBae ستبقيان كل مجموعة على حدة، وكل مجموعة تحتفظ بمقرها الرئيسي، الأولى في أمستردام والثانية في لندن، وكل منهما تبقى مدرجة في البورصة. ولديها رئيس تنفيذي واحد هو توماس أندرس من حيث المبدأ. وسيترأس المجموعتين من مقر الـ Eads في فرنسا. وسيكون هناك مجلس إدارة واحد، وستعقد جمعية عامة للمكتتبين مشتركة، وسيتم نشر أرقام أعمال المجموعتين في تقرير واحد أصحاب الأسهم سيحصلون على أسهم مشتركة 40 في المائة لمجموعة Bae و60 في المائة لمجموعة Eads ويقول مصدر متابع لعملية الاندماج أنه ستكون هناك روابط بين الشركتين من خلال مجموعة اتفاقات تسمح بتوزيع الحقوق الاقتصادية. والمفاوضات لا تتم بين المجموعتين فقط، فهي تتواصل بينهما من جهة ومع الحكومات البريطانية الفرنسية والألمانية من جهة ثانية، والتي لا تتعلق فقط بحصص الحكومات ولكن أيضاً بحقوق استخدام الفيتو عندما يتعلق الأمر بالصناعات النووية أو العسكرية الحساسة فكل دولة لها مطالبها. وتهدف المفاوضات إلى تحقيق توافق بين مالكي الأسهم للحفاظ على المصالح الاستراتيجية والوطنية. وإذا كان التحالف لا يغير شيئاً بالنسبة للحكومة البريطانية، التي تحافظ على مصالحها من خلال ما يعرف بجولدن شير golden share فإن ولادة العملاق الجديد Eads – Bae يعتبر ميثاق ملاك الأسهم لدى Eads لاغياً وسيتم استبداله بجولدن شير الذي يحفظ حقوق الدولتين الفرنسية والألمانية.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية