Author

في اليوم الوطني.. المواطن يريد

|
احتفالنا بعد غد باليوم الوطني احتفال بكل بقعة في هذا الوطن بجباله ووديانه وشواطئه وبحاره وأراضيه. نحتفل باليوم الوطني في مكة المسجد الحرام حيث رفع إبراهيم - عليه السلام - قواعد البيت وبنى الكعبة. لكن المواطن في المعلاة والمسفلة والشبيكة يريد شفافية أكثر في تنظيم هدم البيوت، خاصة بعد مرحلة إزالة بعض الأحياء التاريخية القديمة. نحتفل باليوم الوطني في المدينة المنورة في المسجد النبوي الذي يحتضن قبر النبي محمد - صلى الله عليه وسلم الرسول الأمين. لكن المواطن يريد رعاية صحية أفضل في مستشفى الملك فهد في المدينة، الذي يئنُ تحت وطأة نقص الكوادر الطبية المؤهلة وندرة الأجهزة وعدم مناسبة أسرّة مرضى غسيل الكلى وسوء النظافة وسوء التكييف وانتشار الحشرات والقوارض بين الأسِرة. نحتفل باليوم الوطني في مدينة جدة ببريقها وجمالها ومكانتها التاريخية والأثرية وبعضٍ من بحرها، لكن المواطن يريد أن تنفض الجهات المسؤولة الغبار عن عشوائيات أحياء الرويس وبني مالك والهنداوية، حيث يعاني سكان هذه الأحياء من المواطنين والمقيمين "المؤقتين" الجهل والفقر والمرض من دون رقابة أو عناية. كذلك يريد المواطن في جدة حلا لأزمة المرور في تقاطعات طريق الملك عبد العزيز مع شارعي الحمراء وفلسطين. نحتفل باليوم الوطني في الطائف اللدانة التي طافت على الماء كأصحاب الصريم، لكن المواطن يريد أن تكون حدائق حي عودة الشعيب الأحمر مصدر نزهة وتسلية وبهجة ومسطحات خضراء وأماكن ألعاب للأطفال وإنارة وليست مأوى للخوف ينطوي بين خباياها المشردون ومخالفو نظام الإقامة. نحتفل باليوم الوطني في الرياض قلب الجزيرة النابض على هضبة نجد الحصن وتاريخ عرقة والعمارية وقصور سلوى، لكن المواطن يريد حل مشكلة مدخل شرق العاصمة واختناقات المرور وتكدس السيارات، خاصة في طريق خريص والدائري وفي الشوارع الرئيسة التي خُطِطَتْ قبل أكثر من 30 عاماً ولم تراع تزايد عدد السكان والمركبات. نحتفل باليوم الوطني في المنطقة الشرقية في الدمام والخبر والقطيف وكل شبر على ساحل الخليج مروراً بالخفجي ويبرينْ وجبل قارة والأحساء تحكي قصص لعبة النطة والمحاذف والشعرور وسوق الخميس. لكن المواطن يريد أن تكون الدمام والخبر وغيرهما فعلاً من أجمل مدن العالم إذا تمت إزالة تشوهات الطرق وقضينا على عدم الشفافية في تنفيذ المشاريع. المواطن في الدمام يعاني كثرة حفر الشوارع بسبب عدم التنسيق بين مديرية المياه ومقاولي الهاتف والجوال لإكمال المشاريع التي رُصِدَتْ لها الملايين. نحتفل باليوم الوطني في الجنوب في عسير نسيم قحطان وضيافة شهران وشهامة حطينْ، وفي نجران في قرى (القابل) و(السودا والحمر) وجبل (المسماة). نحتفل باليوم الوطني في أبها مجدولة المطر تحيط بها أشجار البرشومي والورد الطائفي. لكن المواطن يريد أن تكون أبها خالية من النفايات، وأن يتحسن وضع الأحياء وأن يتم القضاء على مشكلة انتشار البعوض. المواطن يريد أن يقوم مشروع الطرق الزراعية في منطقة الباحة الذي رصد له مبلغ 60 مليون ريال والربط بين دائري الباحة ودائري بلجرشي، وطريق الجنوب مع طريق الباحة - بني سعد ورفع مستوى هذه الطرق وغيرها وصيانة الوصلات القائمة التي نفذت منذ أكثر من 20 سنة. المواطن يريد إقفال مستشفى النماص العام المتهالك، المواطن يريد أن يعرف أين وصل المشروع التعليمي في محلا قلوة في محافظة المخواة الذي رصد له مبلغ 1.7 مليون ريال ولم يتم تسليم الموقع للمقاول إلا بعد مرور أكثر من سنة وثمانية أشهر من تاريخ فتح المظاريف. المواطن يريد أن نرتقي بمستوى مستشفى خميس مشيط للولادة والأطفال والحصول على الخدمات الصحية والرعاية الجيدة. من غير المقبول أن يصل المستشفى لحالة الاحتضار ويعجز عن تأمين أسرة وحضانات كافية للأطفال مع غياب الكفاءات الطبية وعدم توافر صالات كافية للانتظار وسوء خدمة النظافة وعدم توافر بعض الأدوية في صيدلية المستشفى. المواطن يريد أن تكثف بلدية خميس مشيط أعمال الرقابة الصحية على محال الخضراوات والفواكه والتمور وأسواق الأسماك المتعفنة وساحات بيع الأغنام الهزيلة. نحتفل باليوم الوطني في الجوف وتبوك وحائل بوابة الشمال وفخر صمود الحويطات وشمر والشرارت وبني عطية. المواطن يعاني سوء الخدمات الصحية وينتظر بفارغ الصبر الانتهاء من مشروعي مستشفى الملك عبد العزيز التخصصي والبرج الطبي في مستشفى الأمير عبدالرحمن السديري المركزي في سكاكا، ولا سيما أنه قد تمت الموافقة على زيادة تكلفة التخصصي باعتمادات إضافية ليصبح إجمالي التكاليف المعتمدة للإنشاء 220 مليون ريال بعد أن كانت تكلفته الأصلية 140 مليون ريال. نحتفل باليوم الوطني في حائل مفتاح الصحراء التي شكلت (حائلاً) في أوقات الغيث بين أجا وسلمى. لكن المواطن في حائل يريد حلاً للحفر الواسعة والعميقة التي تعانيها الطرق في حي التلفزيون وأن يكون هناك تنسيق بين الإدارات الحكومية، كالمياه والصرف الصحي والكهرباء والأمانة عند حفر الطرق وإصلاحها. نحتفل باليوم الوطني في ينبع البحر مدينة الـ 2500 عام التي مشى في دربها التجار من كل صوب يحملون البهارات والبخور من اليمن السعيد إلى مصر وسواحل الأبيض المتوسط. لكن المعلمة المواطنة في ينبع تريد حياة آمنة، فالطرق المؤدية للقرى وعرة وشبكة الاتصالات معدومة، ما يؤثر في وظيفتها وبيتها وربما حياتها. لا بد لمسلسل حوادث الطرق في ينبع أن ينتهي. الاحتفال باليوم الوطني حس إنساني، بل قصة شراكة نتمنى أن نرويها هذا العام بقلوب صادقة ونية صافية.
إنشرها