FINANCIAL TIMES

اليابان تتخلص تدريجياً من الطاقة النووية لمصلحة الطاقة المتجددة

اليابان تتخلص تدريجياً من الطاقة النووية لمصلحة الطاقة المتجددة

من الممكن أن تقدم خطوة التخلص التدريجي من الاعتماد على توليد الكهرباء من الطاقة النووية، دفعة كبيرة إلى صناعة الطاقة المتجددة التي تضررت من جراء الوفرة في المعروض، وهبوط أسعار المعدات إضافة إلى الشكوك حول الدعم الأمريكي والأوروبي. كذلك، فإن الزيادة المتوقعة في الإقبال الياباني على الغاز الطبيعي المسال له آثار بعيدة المدى على السوق التي شهدت نموا قويا في العقد الماضي. وقد صرح مارتن هوستن، مدير العمليات التنفيذي في شركة النفط والغاز، ''بريتش غاز'' التي تمثل المنتج والتاجر الرئيس للغاز الطبيعي المسال، قائلا: ''للغاز مستقبل كبير جدا في حين أن اليابان لا تزال تقرر ما هي مصادر الطاقة الأخرى التي ستحل محل الطاقة النووية''. إن انهيار محطة فوكوشيما النووية في اليابان العام الماضي كان له بالفعل تأثير كبير في تدفقات الغاز الطبيعي المسال، وهو شكل من أشكال الغاز فائق التبريد الذي يتم تصديره في شكل سائل عبر ناقلات. كما أغلقت اليابان مفاعلاتها الحية، وارتفعت واردات الغاز الطبيعي المسال من نحو 70 مليون طن سنويا قبل وقوع الحادث إلى 77 مليون طن سنويا في العام الماضي، ويمكن أن يصل المجموع إلى 83 طنا سنويا هذا العام، وذلك فقا إلى ''بريتش غاز''. وحيث إن التخلص التدريجي من الطاقة النووية يستغرق وقتاً، لا يزال العطش الياباني للغاز الطبيعي المسال مرتفعا. كما يقول فرانك هاريس، رئيس الغاز الطبيعي المسال في شركة وود ماكينزي الاستشارية: ''هناك الكثير من إمدادات الغاز الطبيعي المسال الجديدة قادمة على الخط في نهاية العقد في أماكن مثل الولايات المتحدة وشرق إفريقيا وشرق البحر الأبيض المتوسط، لذلك فإن الطلب الياباني سوف يكون جيد للصناعة''. ولكن ارتفاع الطلب الياباني على الأرجح يعني ارتفاع أسعار الغاز - وهو احتمال من الممكن أن يجعل الحياة صعبة على أنصار نظام الطاقة المعتمدة على الغاز، مثل مستشار المملكة المتحدة، جورج أوزبورن. كما يقول مايكل ليبريتش، الرئيس التنفيذي شركة بلومبرج نيو إنيجي فاينانس، مجموعة بيانات الطاقة النظيفة: ''من الممكن أن يكون هذا هو الكابوس الأسوأ على الإطلاق الذي يعانيه جورج أوزبورن'' ''إنه يلقي ظلالا من الشك على الفكرة القائلة بأن أسعار الغاز سوف تنخفض في أي وقت قريب، لأنه سوف يكون هناك ضربة ضخمة جديدة من الطلب في ثالث أكبر اقتصاد في العالم''. التحول بعيدا عن الطاقة النووية يمكن أن يشجع أيضا الشركات التجارية اليابانية للاستثمار في أصول الطاقة مباشرة - وهو الاتجاه الذي برز بالفعل في عصر ما بعد فوكوشيما. في الشهر الماضي، على سبيل المثال، صرحت مؤسسة سوميتومو أنها ستستثمر نحو ملياري دولار أمريكي في حقول النفط الحجري في الولايات المتحدة. وقد ذكر هاريس ''بمجرد ما يتم التخلص من الطاقة النووية، من الممكن أن تصبح الشركات اليابانية أكثر نشاطاً وتتخذ مراكز في أصول صناعة التكرير وذلك لمنحهم المزيد من التحكم والمرونة. ولكن على الأرجح أن التأثير سيكون أكبر على صناعة الطاقة المتجددة. ومن شأن هذه الخطوة اليابانية زيادة الطلب على المعدات التي تصنعها الشركات مثل ''فيستاس'' الدنماركية، أكبر مصنع مولدات رياح في العالم من حيث المبيعات، التي تمثل بالفعل نحو ربع تركيبات الرياح في اليابان. يقول مورتين ألبيك، نائب الرئيس الأول، التسويق العالمي في شركة فيستاس: ''أعتقد أنك سترى المزيد من البلدان تتحرك على هذا الطريق من الآن لأن بلدا في حجم اليابان اتخذ هذا القرار''. ويقول مضيفا: ''عندما يأخذ ثالث أكبر اقتصاد في العالم مثل هذه الخطوة الجريئة يكون هذا مصدر إلهام''، ويستطرد أنه إذا قال أي شخص قبل عامين أن كلا من ألمانيا واليابان كانتا في طريقهما للتخلص التدريجي من الطاقة النووية، لكان اعتبروه ''المخلوق الأكاديمي الأكثر سذاجة''. ولكن البعض الآخر يقول إنه من المستبعد أن البلدان التي قامت بالفعل ببناء محطات نووية - مثل المملكة المتحدة والصين والإمارات العربية – ستغير مسارها الآن. كما يقول تيم يو، رئيس لجنة الاختيار المشتركة للطاقة: ''كان هنالك عام ونصف للناس لاستيعاب صدمة فوكوشيما، ومعظم البلدان اتخذت وجهة نظر ناضجة تماما''. في حين أن معظم البرامج النووية ما زالت تتقدم، فإن قرار اليابان له آثار مهمة على الشركات الهندسية التي لها علاقة ببناء المفاعلات النووية، مثل ''جنرال إلكتريك هيتاشي'' و''ويستنج هاوس'' للإلكترونيات، التي تملكها شركة توشيبا بنسبة 67 في المائة. ويقول دانيال غروسفينور، رئيس الطاقة النووية في شركة ديلويت من المملكة المتحدة: ''تاريخيا؛ فإن هذه الشركات قد بدأت المتاجرة من قاعدة محلية قوية جدا مع دعم من الحكومة، وإذا كانت تلك القاعدة ستختفي سوف يكون من المثير رؤية نتائج ذلك''. وتتحدى ''ويستنج هاوس'' تلك النظرية قائلة: ''عملنا قوي جدا وعالمي ونحن لا نعتمد على سوق واحد''، مشيرة إلى أن كل المفاعلات الجديدة AP1000 التي يتم بنائها الآن هي خارج اليابان – أربعة في الصين وأربعة في الولايات المتحدة. ولكن من الواضح أن الاتجاه الياباني يخلق فرصة جديدة للآخرين. يقول يو :''تلك فرصة إلى البلاد الأخرى – مثل الصين وبريطانيا – لتأخذ زمام القيادة في التكنولوجيا النووية.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES