Author

فتاوى

|
أسوأ ما في كرة القدم أن كل من يتابعها يعتقد أنه يفهم كل تفاصيلها وتقنياتها الفنية والإدارية والقانونية, ويستطيع أن يرفع عقيرته مطالبا ومنتقدا ومهددا أحيانا. تصلني رسائل كثيرة على هاتفي, وعلى الإيميل, أستمتع أحيانا بقراءتها وأعترف بقدرة حروفها على استفزازي أحايين أخرى, ولا أجد في نهاية الأمر بُدا من ترديد: اللهم لا حسد على هذه الثقة. .. ولأننا أمام أسبوع يرتفع فيه ضغط الدم إلى أعلى مستوياته لدى مشجعي فرقنا الثلاثة: الاتحاد، والهلال والأهلي, ترقبا لجولة الذهاب الآسيوية, اخترت لقارئي العزيز طرائف مما يصلني, لعل في ذلك تسلية وعبرة. مشجع متحمس جدا لخدمة الهلال, يقول بأدب جم وثقة عالية: عزيزي لدي اقتراح مهم سيؤيده كل أنصار الأزرق الذين يحبون الكيان لا الأفراد, لماذا لا تحسم إدارتنا أمر الفريدي, ما يحدث لا ينبئ عن ذكاء إداري وفني ولا احترافية في التعامل, الفريدي نصراوي, الفريدي هلالي, لدينا ما هو أهم, لماذا لا يجلسون معه؟ يقولون له بوضوح: تريد النصر, تنازل عن مرتباتك المتبقية واذهب إلى الجار من الآن ولننهي هذا الصداع والله يوفقك وحنا الله يوفقنا, ويكمل: وفي هذا فرصة للفريدي أيضا للتعرف والانسجام مع فريقه الجديد, ونحن الهلاليين نرتاح ونفكر في فريقنا والبطولة الآسيوية المهمة. المشجع العزيز الواثق جدا, لا يعرف أن هناك قانونا اسمه فترة تسجيل اللاعبين, ومع ذلك يفتي. اتحادي غيور, هكذا وصف نفسه, أرسل لي رسالة هاتفية تتطاير منها شحنات غضب وعتب, يقول: يا أخي كنا نقول: ما لنا إلا أنت توصل صوتنا, للأسف طلعت مجامل وخواف مثلهم, لا تستطيع أن تقول: إن نواف بن فيصل هو من أجل ديربي جدة, مجاملة للأهلاويين ولخالد بن عبد الله وفهد بن خالد, لماذا تتهمون أحمد عيد والمصيبيح وتتركون المدبر الأول, "واللا عشانه...." ويترك نقاطا متجاورة إشارة إلى كلمة ذات حساسية عالية لا يمكن البوح بها صراحة. المشجع الغيور يعرف أن نواف بن فيصل استقال قبل أشهر من رئاسة الاتحاد السعودي, لكنه لا يعرف ترتيب الأداور في الرياضة السعودية, ومع ذلك يفتي. أما أكثر مشجع دعوت الله له أن يسلبه ثقته الخادعة, محبة له وشفقة عليه, فهو صديق رسائل قديم, لا يمل أن يرسل لي تعليقاته أمام كل حدث جديد في رياضتنا, تحت اسم: دمي أصفر, وعندما أعلن الرئيس العام لرعاية الشباب عن تغييرات في وكلاء الرئاسة, جاءت حروفه مندفعة بعنف: مهما غير نواف بن فيصل, ومهما عدل, ومهما فعل, الخطأ في الرياضة السعودية واضح وكلكم تلفون وتدورون حوله ولا أحد يجرؤ على الاقتراب منه أو المساس به, إنما أنتم جوقة مطبلين فقط, عليكم من الله ما تستحقون, لماذا لا تقولون الحق؟, ويكمل: لماذا يتغير الكل ولا يتغير نواف بن محمد؟, لماذا يعبث نواف بن محمد بالرياضة السعودية ويتدخل في كل شيء؟ عبثا حاولت إفهامه أن الرجل المقصود لا يشغل أي منصب رسمي في رعاية الشباب, بل رئيس اتحاد لعبة متطوع فقط, لكنه لا يستجيب يراهن على أن رئيس اتحاد ألعاب القوى هو السبب في هبوط دوري كرة القدم ومنتخب البلاد. لم يكذب هذا المشجع عندما اختار لقبه, فعلا دمه أصفر. رسائل طريفة, لا تعبر عن قاعدة في الوسط الرياضي, أسوأ ما فيها أن مدرجا كاملا يتبنى أحيانا ما فيها ويكوّن اتجاها يظلم فيه الآخرين في طريقه إلى ما يتوقعه حقا مسلوبا وهدفا مشروعا, والأسوأ أن تجد رئيس النادي في وسط المدرج يردد ما يقولون.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها