Author

قليل من الثرثرة يصلح الأمور

|
السعادة والضحك والأمل في المستقبل من أهم الأشياء التي تقي الإنسان من الإصابة بمرض الاكتئاب وما يتبعه من أمراض جسمانية، كذلك فإن الحزن والتشاؤم وكبت المشاعر والميل إلى الانزواء والانطواء وإخماد الشعور بالحزن الداخلي من شأنه الإصابة أيضا ببعض الأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم والجلطات وغيرهما من الأمراض المزمنة التي أصبحت سمة العصر الحالي، خاصة بين الشباب في منتصف العمر. في دراسة جديدة أجريت في مركز البحوث الاجتماعية في مدينة أكسفورد البريطانية، جاء فيها أن الثرثرة المقبولة مفيدة لأنها تحرر مشاعر الإنسان المكبوتة وتقلل من التوتر وتساعد على التقارب مع الآخرين الذين يملكون شبكة علاقات اجتماعية كبيرة ويعيشون نمط حياة صحية. كما أظهرت الدراسة أن الثرثرة من الأمور الأساسية التي تبعد الضغط وسمومه عن الإنسان، فعندما يدخل الإنسان في ثرثرة على نحو محدود ومن دون إساءة إلى الآخرين، فإنه بذلك يقاوم الانهيار العصبي والاستسلام للحزن، وما يؤكد ذلك هو أن الأشخاص الذين يتصفون بالثرثرة هم الذين تندر إصابتهم بانهيار عصبي ويندر أن يتعرضوا لأمراض القلب. وبعيدا عن الأمراض والمشكلات الصحية فإن حياة الإنسان يمكن أن تصبح أكثر سعادة إذا كانت حياته مرحة وبعيدة عن المنغصات النفسية، لأن الأفكار السعيدة والمشاعر الإيجابية في مرحلة مبكرة من الحياة تساعد كثيرا على الوقاية من الأمراض. وجاء في الدراسة أيضا أن المشاعر المرضية كالكآبة والعدوانية يمكن أن تؤدي إلى حدوث الأمراض، كما أن المشاعر السلبية كالقلق والضغينة يمكن أن يكون لها تأثير تراكمي على الجسم بمرور الوقت، فعلى مدى سنوات طويلة يمكن أن تؤذي هذه المشاعر السلبية اليومية أصحابها ويصبحون أكثر عرضة للوقوع ضحايا لأمراض القلب. لكن الدراسة العلمية التي أظهرت أهمية الثرثرة بالنسبة لصحة الإنسان تناشد محبي هواية الثرثرة عدم الخوض في تفاصيل حياة الغير، مؤكدة أن التحدث مع الآخرين والتواصل الاجتماعي ينبغي أن يكون في حدود، وألا يسيء إلى الغير.
إنشرها