Author

حاجات الناس على الواقع

|
طالبت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بوضع احترام حقوق الإنسان وضمان حرياته ضمن مؤشر قياس الأداء في الأجهزة الحكومية. جاء ذلك في التقرير الثالث للجمعية الذي رصد قصورا لدى أجهزة حكومية في حماية حقوق الأفراد وتذليل الصعوبات التي تواجههم. وهذا وفقا للتقرير مخالفة صريحة لمنطوق التوجيه الملكي بوضع المواطن واحتياجاته نصب عين الوزراء والمسؤولين. وقد تلا هذا التوجيه، أمر سام آخر يؤكد على الأجهزة الحكومية بالحرص على تطوير الخدمات التابعة لها وتقديمها لكل محتاج من المواطنين وتلافي أي قصور. (التقرير الثالث عن أحوال حقوق الإنسان في المملكة: طموح قيادة وضعف أداء أجهزة). ويمكن الحصول على نسخة كاملة من التقرير ومراجعته من خلال موقع الجمعية الإلكتروني. ما دعاني للتذكير بالفقرات السابقة، استمراء بعض المسؤولين، اعتبار أن أي ملاحظة لا بد أن يكون لدى قائلها دافع نفعي شخصي، بل إن البعض منهم أحيانا يصغي للحل الأسهل، والذي يصب في مصب التشكيك في الولاء والإنسياق لتأثيرات سلبية. لكن خطورة هذا المسار، أنه يجعل المسؤول بدلا من إعادة قراءة الصورة بشكل صحيح وموضوعي، يستسلم للحلول الأسهل وهي الركون إلى أنه لا توجد مشكلة، وأن كل الأمور تمام، والأمر لا يعدو أن يكون مجرد أصوات حاقدة يمكن تصنيفهم تحت مسمى: أعداء النجاح. لا شك أن هناك أعداء للنجاح، وهناك مغرضين، وهناك متربصين، لكن غالبية المخلصين لا يمكن وضعهم في السلة ذاتها، فقط لأن مستشار هذا المسؤول أو ذاك لا توضع أمامه الحقيقة بشكلها المجرد، أو أنه يصر على أن يرى الصورة بشكل مغاير. إن تقرير الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان يؤكد ما يعرفه الجميع، من أن القيادة الرشيدة يحفظها الله، حريصة على أن يكون الإنسان أولا. ولكن الأدوات التنفيذية لم تتمكن حتى الآن من ترجمة هذه التوجيهات على أرض الواقع بما تتطلع إليه القيادة وما يطمح إليه المواطن.
إنشرها