Author

العيد..!

|
لم يترك أحمد عيد بابا يمر منه محبوه إلى الدفاع عنه إلا وأغلقه، ورمى بمفتاحه في البحر، وكأن الرجل الوقور المهذب صاحب الابتسامة الخجلة والملامج الوجلة، ينفذ عملية انتحارية مجنونة لا يمكن أمامها إلا أن تحصي عدد الضحايا فقط. رغما عن لجنة المسابقات، رغما عن نادي الاتحاد، رغم أنف القانون، أعلن مجلس الاتحاد المؤقت عن تأجيل ديربي جدة، بمسوغات أثارت الغالبية ولم تقنعهم، وشرخت جدار الثقة فيما هو مماثل آت. أحمد عيد أسطورة الحراسة الخليجية في السبعينيات، وخريج أعرق الجامعات، شغل عديدا من المناصب الرياضية، ما كوّن لديه تجربة تراكمية ثرية، بدأت من الميدان لاعبا، وتحولت إلى الإدارة عضو مجلس إدارة ناد، ثم رئيسا، ومدير المنتخبات السعودية، وعضو مجلس اتحاد اللعبة ثم رئيسا للاتحاد السعودي لكرة القدم في فترته الانتقالية الحالية بين التعيين والانتخاب. في تأجيل مباراة الاتحاد والأهلي وقع الدكتور في فخ أخطاء، أولها كسر النظام، ثم تجاوز إحدى لجانه وتجاهلها، وثالثها فتح باب لن يسد بسهولة في عهده، ورابعها صياغة ركيكة في بيان ينتظره كثيرون، وآخرها فتح ثغرة جديدة في كل خطوة توضيحية لاحقة، قام بها. .. إذا كان الدكتور الفاضل يقول إن المصيبيح موافق، فلماذا لم يطلب من فهد إصدار البيان باسم لجنته؟ وإن كان رئيس لجنة المسابقات غير موافق، فلماذا قال لنا رئيس اتحادنا إن الرجل موافق؟ هذه واحدة يا دكتور أحمد، أما الثانية، فلماذا وضعت نفسك في الواجهة منفردا، ولماذا لم يكتب البيان أن القرار تم بالتصويت إن كان تم، على الأقل يتفرق دمه بين القبائل ولا تطلب وحدك للثأر؟ ثالثة الثغرات يا أبا رضا عليك من الله الرضا، لم يستند البيان إلى أي مسوغ قانوني، واستعاض برصف عبارات إنشائية مبتكرة، كانت إحدى أمانيَّ التعرف على ناظمها ومبتدعها الآتي بما لم تأت به الأوائل، آخرها أن البيان خص الاتحاد والأهلي بالتمثيل الوطني وتناسى الاتفاق والهلال والفتح التي تلعب في الفترة نفسها خارجيا، فلم يشر إلى رغبتهم في التأجيل ولا رفضهم لهم. .. وإن كان الأهلاويون يبررون شرعية القرار بمساواتهم بالهلال قبل ثلاثة مواسم حين تأجلت مباراته أمام الاتحاد، فهو اعتراف ضمني بالخطأ، إضافة إلى أن ارتكابه فيما سبق، لا يبرر اقترافه مجددا، ناهيك عن أن لجنة المسابقات أغلقت هذا الباب وانتهجت قانونا واضحا تخضع له قرارات التأجيل مستمد من أنظمة فيفا، للحق أنه طبق بكل دقة منذ عامين، فكيف نطالب بالنظام ونخرقه عند أول سانحة. بعد التأجيل، لم يخسر الاتحاد شيئا، فربما يفوز في مواجهته الآسيوية وفي الديربي المؤجل أيضا، ولم يربح الأهلي مغنما كبيرا، فربما يفوز ويخسر أيضا في المواجهتين، أبرز الخاسرين هو الدكتور الفاضل الخلوق أحمد عيد، خسر ثقة وأصوات أغلبية الأندية التي كانت تسعى لاستمراره في رئاسة اتحاد القدم منتخبا من الجمعية العمومية، خسر الدكتور الفاضل سيادة القانون فيما تبقى من رئاسته المجلس المؤقت للاتحاد، خسر الدكتور حياديته ومنح الفرصة لمن يريد لتلوين قراراته السابقة واللاحقة بالميول، هز الدكتور ثقة الرياضيين في لجان اتحاد القدم وأحدث شرخا لن يتم علاجه بسهولة ولا في وقت قصير. يا دكتور أحمد عيد، أحيي فيك جوانب مضيئة، وأراك تملك منفردا ما لا يملكه غيرك من تأهيل علمي وعملي، فإن صدقتني فردد معي: اللهم اكفني شر نفسي، وشر أصدقائي قبل أعدائي.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها