Author

الخمسة..!

|
في عام 1989 فشل جيل مؤسسي الإنجاز والهيبة السعودية في بلوغ المونديال الإيطالي 1990, وبدا للمسؤولين آنذاك أن جيل: صالح النعيمة, ماجد عبد الله, عبد الله الدعيع, محمد عبد الجواد، وفهد المصيبيح، شارف على النهاية وأن التحرك لمنح الشباب الفرصة هو الحل الحقيقي. أمام ذلك, كانت المشكلة التي تواجه المسؤول الرياضي هي الخوف من الانعكاسات السلبية التي قد تعصف بالجيل الجديد قليل الخبرة والتجربة, حين يُقدَّم إلى الواجهة تحت اسم منتخب كبير مثّله نجوم لا يزالون النموذج في مراكزهم حتى الآن. للتو كان منتخب الناشئين قد عاد بكأس العالم, ومنتخب تحت عشرين عاما فرغ من المشاركة في مونديال الرياض, فمنح الفريقان المدرب القادم البرازيلي نيلسينيو خيارات متعددة. أقر اتحاد الكرة المشاركة في بطولة العرب 1992, ومنها عاد الأخضر بالفضية بعد خسارة النهائي أمام مصر 2/3, وفيها عرف المتابعون (أخضرييّن) جددا: فؤاد أنور, سامي الجابر, فهد المهلل, سعيد العويران, عبد الله الشريدة, سالم سرور, وحمزة إدريس, تلتها المشاركة في كأس القارات, تغلبنا على أمريكا بالثلاثة, وفي النهائي خسرنا أمام الأرجنتين بالثلاثة وفي صفوف التانجو يلعب العمالقة: باتستوتا, فرناندو ريدندو, دييجو سيموني, ليوناردو رودريجيز, وكلاوديو كانيجيا, أسبوع فقط عقب المباراة الكبيرة التي ما زالت تحمل الرقم القياسي في عدد الحضور في ستاد الملك فهد, غادر الأخضر إلى اليابان للدفاع عن لقبه الآسيوي بجيل جديد, لا يضم من الفريق الذي حقق آخر لقب إلا : فهد الهريفي, يوسف الثنيان, خالد مسعد, عبد الله صالح, وأحمد جميل بلغنا النهائي, وكانت أول وصافة آسيوية في تاريخ الأخضر, أعقبتها خيبة كبيرة في كأس الخليج في قطر, أطاحت بنيلسينيو وجاءت بمواطنه كندينو. مباريات كبيرة خضع لها الأخضر الشاب آنذاك استغرقت أكثر من ثلاثة أعوام قبل خوض تصفيات كأس العالم التأهيلية لمونديال 1994, وفيها نجح الجيل الجديد المعد تدريجيا في تحقيق ما فشل عنه جيل الكبار الفاتحين على مدى ثلاثة مونديالات سابقة. البارحة الأولى, لعب منتخبنا أمام بطل العالم بجيل جديد لم يلعب منه أمام أستراليا قبل أشهر قليلة إلا ستة لاعبين, ما يعني أن التخطيط بدأ لإحلال جيل جديد يخوض الاستحقاقات المقبلة بدءا بكأس الخليج بعد أربعة أشهر ثم كأس آسيا وتصفيات كأس العالم. .. لم نلعب جيدا في المباراة, وأعتقد أن لاعبينا يستطيعون أن يقدموا أفضل من عرضهم الخجول أمام الماتادور, وأظن أن انكسارا نفسيا بدا واضحا عليهم تسبب في فقدان الثقة والخشية من الخسارة وما يعقبها من ردود فعل سلبية تلاحقهم, كان سببا رئيسا في المستوى الباهت, ناهيك عن الأخطاء الأساسية التي نرددها أكثر من مرة، ويأتي في مقدمتها الاهتمام بالبنية الجسدية وتمارين الحديد والغذاء. أفضل مكاسبنا في المباراة, أن منصور الحربي, سلطان البيشي, جيزاوي, الدوسري, والرويلي, واجهوا أفضل منتخب في العالم وجها لوجه, في خطواتهم الدولية الأولى, وعرفوا أنهم يحتاجون إلى الكثير لمقارعتهم, وأن الحل بأيديهم قبل الآخرين, وأسوأ ما حدث فيها, أن نتيجة قياسية أخرى دونت في سجلاتنا وأفقدتنا المزيد من هيبة الأخضر. انتهت المباراة, وعلى الجريء محمد المسحل ورفيق دربه ريكارد, أن يسألا نفسيهما؟ هل اختارا التوقيت الخطأ في اللعب مع إسبانيا؟ إذا كانت الإجابة نعم, فليعيدا الحسابات من جديد, لدينا متسع من الوقت قبل الاستحقاقات الرسمية وبالإمكان العودة للتدرج في تحضير هذا الجيل, إن كانت لا, فليعزز الاثنان الثقة بفريق عملهما وليبادرا إلى تصحيح السلبيات وأهمها كسر الحاجز النفسي اللعين.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها