العادات الاجتماعية والخصوصية أبرز ضحايا عالم التقنية

العادات الاجتماعية والخصوصية أبرز ضحايا عالم التقنية

كشف مغردون على ''تويتر'' في وسم (التقنية الجديدة جعلتنا‬‏) عن حجم التغيرات التي انتابت حياتهم بعد تغلغل وسائل الاتصال الحديث والشبكات الاجتماعية وبرامج التراسل الفوري في حياتهم، معتبرين أن حجم التغيير الذي حدث خلال الأعوام الخمسة الماضية يعادل ربما 100 عام مما أحدثه الإنسان قبل دخول التقنية بتطوراتها الجديدة والمتسارعة. وكتب مغردون أن هذا الموضوع يحتاج إلى دراسات متخصصة ومئات الرسائل الأكاديمية كي تستطيع اكتشاف جزء ولو قليلا من مظاهر التغيير في المجتمع بعد الإنترنت والهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي. كاشفين أن الفوائد التي انتجتها التقنية لا تحصى لكنها خلفت سلبيات لا يمكن إنكارها ولا غض الطرف عنها. وأجمع المشاركون في الوسم أن التغيير الأبرز كان اجتماعيا، فعالم التقنية قرّب البعيد وأبعد القريب بحسب تعبيرهم، مفسرين ذلك بقولهم: نحن الآن في ''تويتر'' و''فيس بوك'' اجتماعيون بعزلة، مشاعرنا جياشة لأسماءٍ خلف الشاشات، شحيحة لمن هم تحت أنظارنا. وكتب @a7_sh في تغريدة له: أصبحنا أقوياء معرفياً، ضعفاء اجتماعياً. واتفق مغردون على أن الخصوصية أيضا من أبرز ضحايا مستجدات التقنية، وقال بعضهم إنه كان من قبيل المزحة في السابق أن تحث شخصا ما من الناس عن البحث عن الآخر عبر الإنترنت خصوصا أولئك المتقدمين للوظائف أو المقبلين على الزواج، الحقيقة أن هذه لم تعد مزحة، بل أصبحت حقيقة مشاهدة، الكثير من مشتركي مواقع التواصل الاجتماعي يكشفون جميع أوراقهم على صفحاتهم دون أن يشعروا وتزول خصوصيتهم شيئا فشيئا، اعتقادا منهم أن عالمهم الافتراضي بمنأى عن الواقع لكن ما تثبته القصص التي نشاهدها يوميا أنهم في قلب الواقع كصفحات كتاب مفتوحة للآخرين. وكتب @fahadali1: أصبحنا أقل ثرثرة، أكثر ميلا للكتابة، أشد انطوائية، متطورين بكسل، ودون أي إدراك للوقت، يبحر الواحد منا في الـ''يوتيوب'' أو ''تويتر'' مساء يوم لا يفيق منه إلا في صباح آخر، ننام على أجهزتنا ونستيقط عليها، والشواهد حية ترزق. وكتب @yuseffadl على حسابه: نظرة واحدة على أحد مجالسنا التي كانت تفعم بالحركة والحوار كافية للتدليل على الأثر الضخم الذي خلفته التقنية، المجالس ملأى لكنها هادئة، عيون لا تراقب سوى شاشات أجهزتها بحثا عن جديد أو طريف، تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى. وقال @alanezy41: كل تقدم لا يخلو من ضريبة في التقنية وفي غيرها من شؤون الحياة، التطور في وسائل النقل والصناعة أفاد كثيرا على جميع الأصعدة لكنه مثلا تسبب في التلوث وأوجد الاستهلاك المفرط للموارد، وما صاحب هذا من أضرار متنوعة، وأضاف: لا يمكن اختزال الموضوع في سلبيات وإيجابيات والمفاضلة بينهما، ما نعلمه ونتأكد منه أننا نعيش عصرنا بكل تفاصيله ونحن نضطر لتقبله بكل تغيراته. iPrestige_ قال: بعد التقنية أصبحنا نبحث عن أصدقاء (جدد).. بينما نحنُ لم نُوف (القدامى) كامل حقوقهم. من جهته @M_saudii كتب: التقنية أتاحت لنا أن نستخرج الإبداع، هناك مثلا الكثير لا يستطيعون الكتابة في وسائل الإعلام، فكان ''تويتر'' مجالا خصبا لهم، بذروا علمهم وحصدنا الفهم. @HILAL_SHG ابتعد عن الجوانب الاجتماعية قائلا: التقنية جعلتنا أشد قربا لأحداث العالم والإحساس بمعاناة الآخرين وأكثر محاذاة للأخبار، فقد تقدمنا 10 سنوات إعلامياً بعيداً عن أي مصادر تمدنا بأجنداتها خاصة. وقال ‏@kaaled4 على حسابه موجها كلامه لمتابعيه: التقنية الجديدة جعلتنا نتواصل معكم ونكسب معرفتكم، رغم عيوبها لكن وجودي معكم هو الفائدة الحقيقية.
إنشرها

أضف تعليق