Author

كارثة.. ربع سكان المملكة مصابون بالسكري!

|
كارثة تهدد سكان المملكة اسمها "السكري"، فقد كشفت آخر إحصائية أن نسبة عدد المصابين بمرض السكري في المملكة قد وصلت إلى ربع عدد السكان في البلاد ـــ كما نشرت جريدة "عكاظ"، وأضافت الجريدة أن 20 في المائة منهم وراثي. وأن 80 في المائة مكتسب. الأكثر أن خمسة آلاف منهم مهددون ببتر جزء كبير من الساق أو الفخذ أو بتر أصابع وأجزاء من القدم.. كما صرح بذلك البروفيسور حسن بن علي الزهراني رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية لجراحة الأوعية الدموية. نحن إذن أمام كارثة حقيقية تحيق بالمجتمع السعودي، فالمنتظر أن ترتفع نسبة الإصابة بالمرض خلال السنوات العشر القادمة، ما لم تتم السيطرة على انتشار المرض مع أن الحل في أيدينا. وليس بعيدا عنا فأطباء السكري يعترفون أن مرض السكري مرض صديق يمكن التعايش معه ليس عن طريق وزارة الصحة أو الجهات المعنية بصحة المواطن، ولكن عن طريق المواطن نفسه. نعترف وهذا ليس اعترافا جديدا إننا في مجتمع الوفرة، لكن هذه الوفرة ذاتها تمثل نوعا من القتل. ما لم نتعامل معها بحساب، خصوصا أن مجتمعنا ليس مجتمع الحركة. فالرياضة مثلا ليست بندا من بنود ممارسة حياتنا والاقتصاد ليس أيضا من بنود تعاملنا مع الأطعمة الدسمة والجاهزة ولذلك ينتشر مرض السمنة، ليس فقط بين الكبار ولكن بين الصغار أيضا، والسمنة أسرع طريق للإصابة بمرض السكري. نحن لا نرمي إلى حرمان المواطن من متعة الطعام ولكن الاقتصاد فيه، وكما قال رسول الله ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ "ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه"، إن علينا أن نغير من نمط حياتنا وألا نستسلم لمتعة الطعام، فهذه روشتة بسيطة يقدمها أطباء مرض السكري، ويبقى شيء مهم هو دور أجهزة الإعلام في التوعية بأن تعقد ندوات مذاعة في الإذاعة والتلفزيون تبين ضرورة نمط حياتنا الذي أصبح قاعدة ثابتة في حياتنا، فمثلا عندما يحل علينا ضيف يكون إكرامه هو الكم الهائل من الطعام بتنوع أشكاله وألوانه، وكأن ذلك نوع من الكرم مع أنه في الحقيقة نوع من القتل البطيء. إننا نعيش كارثة حقيقية يجب أن ننتبه لها وأن نبتعد عن هذا المرض اللعين الذي له انعكاسات خطيرة على بقية أجهزة الإنسان، فهو يؤثر في الكلى والكبد والقلب، إنه غول ينهش في جسم الإنسان، وعلى الذين لم يصابوا به أن يحذروه. أما الذين وقعوا في براثنه عليهم أن ينتبهوا له وأن يتعاملوا معه كصديق حتى لا يندموا في وقت لا يفيد فيه الندم.
إنشرها