مدارس أهلية وعالمية ترفع رسومها بـ «الآلاف» وتجمِّد رواتب معلميها

مدارس أهلية وعالمية ترفع رسومها بـ «الآلاف» وتجمِّد رواتب معلميها
مدارس أهلية وعالمية ترفع رسومها بـ «الآلاف» وتجمِّد رواتب معلميها

رفعت مدارس أهلية في المنطقة الشرقية رسومها للعام الدراسي الجديد 2000 ريال لكل مرحلة، وبلغ الارتفاع في بعضها 5000 آلاف ريال، فيما لم تقم هذه المدارس برفع رواتب معلميها التي تراوح بين 1200 إلى 2000 ريال يحسم منها 200 ريال للتأمينات و200 ريال مواصلات بالنسبة للمعلمات.

وبلغت الرسوم الدراسية بالنسبة للمرحلة الابتدائية في بعض المدارس المستأجرة التي تمثل أكثر من 90 في المائة من إجمالي المدارس الأهلية في الشرقية من 11 إلى 13 ألف ريال والمتوسطة والثانوية من 14 إلى 16 ألف ريال، شاملة المواصلات.

وكشفت مصادر عاملة في مدارس جامعة الملك فهد لــ "الاقتصادية" أن إدارة المدارس رفعت الرسوم الدراسية عن العام الماضي نحو خمسة آلاف ريال لكل مرحلة.

وبينت المصادر أن إدارة المدرسة أرسلت خطابات ورسائل جوال إلى أولياء أمور الطلبة تفيدهم برفع الرسوم، مضيفة أن الرسوم الجديدة بالنسبة للمرحلة الابتدائية 19 ألف ريال والمرحلة المتوسطة 20 ألفاً والثانوية 22 ألفاً.

وأوضحت أن إدارة المدارس حددت في رسائلها إلى أولياء الأمور التاسع من يوليو الماضي لدفع 50 في المائة من الرسوم، للاحتفاظ بمقعد الطالب، وفي حال عدم دفع الرسوم في التاريخ المحدد ستقوم المدرسة بحجز المقعد للطلاب الجدد المتقدمين لمدارس الجامعة.

وأبدى عدد كبير من أولياء أمور الطلاب اعتراضهم على زيادة الرسوم التي وصفوها بالزيادة المبالغة، مقارنة بالرسوم الدراسية لبعض المدارس الأخرى التي تنافس مدارس الجامعة من حيث المبني المدرسي أو الكادر التعليمي، وقالوا: إن بعض هذه المدارس يتفوق على مدارس الجامعة بمراحل، إلا أن قرب السكن من مدارس الجامعة جعل كثيرا من أولياء الأمور يتوجهون إليها.

وطالبوا إدارة المدرسة "المؤقتة" (بسبب مرض مدير المدرسة وغيابه لمدة تجاوزت أكثر من ستة أشهر) بالعدول عن هذا القرار الذي يكبدهم خسائر كبيرة، أو على أقل تقدير خفض هذه الزيادة المبالغ فيها، التي قد تكون سبباً رئيسياً في نقل أبنائهم إلى مدارس أخرى سواء أهلية أو حكومية، مطالبين الجهات التعليمية ذات الاختصاص بالتدخل والتحقيق لمعرفة أسباب هذه الزيادة الكبيرة التي ترهقهم ماديا، مطالبين في الوقت ذاته بتحديد الرسوم الدراسية حسب إمكانيات المدارس والكادر التعليمي والمساحة والخدمات التعليمية المقدمة وتوفير سقف أعلى وأدنى للرسوم.

وقال عدد من المعلمين العاملين في مدارس أهلية: إن هناك معلمين ومعلمات يتقاضون رواتب شهرية تراوح بين 1200 و2500 ريال شهريا، مطالبين الجهات ذات الاختصاص بالوقوف ميدانيا على المدارس الخاصة والاطلاع على العقود المبرمة بين إدارة المدرسة والمعلمات، مؤكدين أن أغلب المعلمين والمعلمات يرضخون للأمر الواقع ويوقعون عقود رواتب شهرية بعكس ما يتم تسلمه، متسائلين عن البرنامج الذي أطلقه صندوق الموارد البشرية لدعم رواتب المعلمين والمعلمات في المدارس الأهلية، الذي حدد مبلغ 5600 ريال راتباً شهرياً يتم صرفه مناصفة بين الصندوق والمدارس.

#2#

وحاولت "الاقتصادية" الوصول إلى مدير التربية والتعليم في المنطقة الشرقية، وكذلك رئيس لجنة التعليم الأهلي في غرفة الشرقية، لمعرفة الأسباب الرئيسية لرفع الرسوم الدراسية في المدارس الأهلية، ومعرفة رواتب المعلمين والمعلمات في تلك المدارس، وهل هناك سقف أعلى للرسوم أو الرواتب، إلا أن جوالاتهم كانت مغلقة.

وفي جدة، أقدمت مدارس أهلية وعالمية على رفع رسومها بزيادة بلغت في بعضها 4000 ريال وتخفيض نسبة خصم الأخوين من 10 في المائة إلى 5 في المائة، دون إنذار سابق لذوي الطلبة، ما وضع الأهالي في اختيار صعب بين الرضوخ للزيادة أو إخراج أبنائهم من المدارس، لعدم توافر مقاعد خاصة في المدارس العالمية.

وأوضح عبد الله الثقفي مدير عام التعليم في جدة لـ "الاقتصادية" أن الوزارة بصدد إصدار لائحة خلال الفصل الدراسي الحالي، تمنع المدارس الأهلية والأجنبية من رفع الرسوم إلا بموافقة مسبقة من الوزارة ووفق اشتراطات معينة حددتها الوزارة، مبيناً أن دور الوزارة الآن محصور في توجيه المدارس بعدم رفع الرسوم بعد تلقي شكاوى الأهالي من الارتفاعات غير المبررة، موضحاً أن الأمر يرجع لذوي الطلبة في قبول زيادة الرسوم.

واشتكى عدد من الأهالي التقتهم "الاقتصادية" من استغلال المدارس خاصة العالمية ورفع رسومها لمعرفتها بعدم وجود مقاعد فارغة وامتلاء قائمة الانتظار في المدارس العالمية التي تقبل الطلبة السعوديين، مرجعين ذلك إلى غياب رقابة الوزارة على المدارس الأهلية والعالمية رغم تحذيرات الوزارة من زيادة الرسوم، وأن أي زيادة تكون بموافقة مسبقة من الوزارة لبحث مسبباتها، فقد فوجئ أولياء أمور الطلبة مطلع الأسبوع الجاري بالزيادة غير المبررة -على حد وصفهم- في الرسوم الدراسية وبدون إبلاغ أولياء أمور الطلبة بوقت سابق، وتقديم حجج وتبريرات واهية غير واقعية لأسباب الزيادة التي أرجعها عدد من المدارس إلى ارتفاع رسوم الكتب بينما مدارس أخرى إلى ارتفاع مستلزمات الدراسة من الدبلومات الإضافية، بينما أرجعتها مدارس إلى وسائل النقل، فقد بلغت الزيادة في إحدى المدارس 4000 ريال بدون سابق إنذار، وخفض خصم الأخوين من 10 في المائة إلى 5 في المائة رغم عدم زيادة أي برامج أو مناهج هذا العام.

وقالت زهور الحربي والدة طالبة في الصف الخامس في إحدى المدارس العالمية: إن المدرسة تضغط على الأولياء بشكل كبير في ظل غياب الرقابة، حيث رفعت الرسوم إلى 4000 ريال دون الإبلاغ عن الزيادة بوقت سابق، مرجعين سبب الزيادة إلى ارتفاع أسعار الكتب والمستلزمات الدراسية رغم عدم زيادة أي برامج أو مناهج دراسية، مبينة أن المدرسة استغلت وضع عدم وفرة مقاعد دراسية في أغلب المدارس العالمية ومحدودية المدارس التي تقبل الطلاب السعوديين التي عادة تكون بالتسجيل المسبق للطالب، مبينة أن المدرسة تجاهلت تحذيرات الوزارة، ولكن للأسف ضعف الرقابة وعدم وجود لجان تفتيشية على المدارس جعل المدارس صاحبة سلطة على أولياء الأمور.

وأشار محمد إسلام والد لطالبتين إلى أن المدرسة لم تبلغ الأهالي بارتفاع الرسوم رغم حجز مقعد لابنته المستجدة بنهاية العام الدراسي الماضي دون الإفصاح عن أي زيادة، ولكن عند دفع رسوم التسجيل مطلع هذا الأسبوع فوجئ بارتفاع الأسعار إضافة إلى خفض تخفيض الأخوين من 10 في المائة إلى 5 في المائة، وعند التوجه للوزارة لم يجد أي تجاوب.

وقالت وجدان محمد والدة لطالبتين في إحدى المدارس العالمية: إن رفع الرسوم دون سابق إنذار يعتبر استغلالا لوضع الطلبة، خاصة في محدودية المدارس العالمية التي تقبل السعوديين التي لا تتجاوز 12 مدرسة وعادة يكون التسجيل في العالمية بوقت مسبق نظرا لارتفاع قائمة الانتظار، مبينة أنها منذ مطلع الأسبوع تبحث عن مدرسة تستوعب فتاتيها ولكن لم تجد مقعدا فارغاً، وجرى تسجيلهما في قائمة الانتظار.

الأكثر قراءة