طريق هدى الشام يعيد لعروس البحر مفهوم «الاتجاهات الأربعة»

بتدشين طريق هدى الشام الجديد تتخلى عروس البحر الأحمر عن واحدة من خصائصها السلبية، وهو اقتصار مداخلها على اتجاهين هي الشمال والجنوب متخلفة بذلك عن قريناتها من مدن العالم، إذ يشكل المشروع الجديد إعادة لتوظيف المدخل الشرقي وهو من المداخل القديمة لجدة. ويتوقع أن يسهم طريق هدى الشام الذي يربط مدينة جدة بمكة المكرمة في انتعاش الحركة الاقتصادية للقرى الواقعة على جانبيه، وسيختصر الطريق زمن قطع المسافة بين المدينتين بنحو 35 دقيقة، مخففا الزحام المروري على طريق الحرمين السريع. في مايلي مزيد من التفاصيل: يتوقع أن يسهم طريق هدى الشام الذي يربط مدينة جدة بمكة المكرمة في انتعاش الحركة الاقتصادية للقرى الواقعة على جانبيه، وسيختصر الطريق زمن قطع المسافة بين المدينتين بنحو 35 دقيقة، مخففا الزحام المروري على طريق الحرمين السريع. «الاقتصادية» تلقي نظرة من كثب على المشروع الرابط بين طريقي الهجرة السريع والحرمين بجدة، حيث يمثل طريق هدى الشام حلقة وصل وربط بين مدن منطقة مكة المكرمة معا خصوصا لقاصديها في وجهتهم اليومية. ففي شرق طريق مكة المكرمة - المدينة المنورة "الهجرة" السريع تقع قرى عدة ذات فئات متنوعة (أ وب) يسكنها آلاف المواطنين، وأغلبية أبنائها الطلاب والطالبات يدرسون في محافظة جدة في مراحل التعليم المختلفة، كما يعمل بعض أبناء تلك القرى في أعمال متنوعة عسكرية وتعليمية وإدارية وأنشطة تجارية في العروس، وبالنظر للوضع الحالي اليومي في تحركات هؤلاء القادمين من محافظة خليص والجموم وعسفان وهدى الشام والقرى الواقعة شرق الطريق القديم، فقد كانوا يتجهون إلى محافظة جدة إما عن طريق عسفان وإما طريق القضيمة شمالا أو الاتجاه عبر طريق الشاحنات الجموم - الزيمة حتى الوصول إلى مدينة جدة. #2# ويعد طريق الجموم - الزيمة خيارا غير مقبول لما يشهده من شاحنات ترانزيت تنقل البضائع من ميناء جدة إلى الرياض من جهة، ومن جهة أخرى طول المسافة وسلوك الطرق الداخلية لجدة حين الوصول إليها، وهو أمر صعب لمن وجهته يومية للدوام خصوصا وقت الذروة. أما طريق عسفان فهو خيار يعد مقبولا، إلا أن مسافته تصل إلى 87 كيلومترا ثم طريق آخر بطول 28 كيلومترا ثم الوصول إلى شمال جدة والعودة إلى وسطها أو شمالها بطول 35 كيلومترا، أي أن سالكه يحتاج إلى قطع نحو 140 كيلومترا، بينما تعد الطرق الأخرى مثل طريق القضيمة - خليص - جدة الأبعد، كون سالكه يضطر إلى قطع مسافة تصل إلى 100 كيلومتر إضافية أخرى حتى يصل إلى القضيمة، ثم يعود باتجاه الجنوب حتى الوصول إلى جدة مسافة تصل إلى 65 كيلومترا. فيما يمثل طريق هدى الشام السريع متنفسا طال انتظاره، خصوصا أن راغبي الوصول إلى جدة من سكان مكة المكرمة ليس أمامهم إلا أن يسلكوا طريق العمرة النورية ثم الجموم السريع، وعند مسافة كيلومترا كم يبدأ الطريق الجديد "هدى الشام" من طريق كوبري حديث يربط بين كلا الطريقين الهجرة والحرمين ثم المسافة الواقعة بينهما بطول 35 كيلومترا ثم كوبري بريمان فقط. ويعد الطريق الخيار الأمثل والأفضل لقاصدي جدة من سكان مكة المكرمة وقراها، حيث لن يكون على الطريق كثافة كبيرة في المركبات ولا توجد نقاط فرز ولا تحويلات، خاصة إذا ما اكتمل الجزء المتبقي منه ثمانية كيلومترات فقط، أما إن أراد سكان مكة المكرمة حاليا أن يتجهوا إلى جدة فإنهم سيسلكون طريق مكة جدة السريع مرورا بالشميسي بطول 80 كيلومترا ثم استخدام طريق الحرمين بطول 35 كيلومترا، وهي مسافة إلى آخر نقطة على الطريق، لكن تختلف الوجهة من قاصد إلى آخر حسب وجهته، فتطول وتقصر، حيث تمثل وجهة مطار الملك عبد العزيز والقاعدة الملك فهد الجوية والمنتجعات السياحية الساحلية ومدينة الحجاج نقاطا أبعد إذا ما سلك قائد المركبة هذا الطريق، ويدرك ذلك من يعتمد على أجهزة GPS في تحديد المواقع والوجهات التي يتم حساب المسافة والزمن عبر الأقمار الاصطناعية، مما يعنى أن الطريق عند اكتماله سيسهم في تغيير اتجاهات مرتادي الوجهة الشمالية لمدينة جدة تماما، ويترك الخيار أمام مرتادي الوجهتين الجنوبية والوسطى لمدينة جدة للطريق الحالي مكة جدة السريع. ويمثل موسم الحج ورمضان في ظل ارتفاع أعداد المعتمرين سنويا عائقا كبيرا أمام الجهات المنظمة لحركتهم وتنقلاتهم من جهة وأمام المستفيدين من الطريق الآخرين مشكلة أخرى، في ظل الكثافة الكبيرة في أعداد الحافلات الناقلة لضيوف الرحمن، حيث يضطر سائقو حافلات نقل الحجاج من مدينة الحجاج شمال مطار الملك عبد العزيز مرورا بامتداد الحرمين ثم الدخول إلى عنق الزجاجة "طريق الحرمين" ثم الدخول إلى طريق مكة جدة السريع ثم الشميسي عندها نقطة استقبال الحجاج التابعة لوزارة الحج، لتوجههم إلى مقار سكنهم. وهي رحلة يجد فيها الحجاج المتعبون من السفر مشقة كبيرة جدا في طول المسافة وبطء حركة الحافلة وكثرة التوقفات من جهة أخرى، بينما عندما اكتمال طريق هدى الشام - الحرمين - الهجرة السريع فإن سائقي الحافلات الناقلين لضيوف الرحمن أمامهم طريق سريع يخلو من الكثافة المرورية ويبتعد عن وسط جدة الخانق بمسافة أقصر حتى يصلوا إلى بيت الله الحرام في وجهتهم ومقصدهم الديني في كل عام، ولا تتجاوز المسافة 90 كيلومترا من مدينة الحجاج وحتى مركز استقبال الحجاج بالنوارية (7 كيلومترات) شمال مكة على طريق الهجرة بدلا من تلك الرحلة المحفوفة بالمشقة والإرهاق لضيوف جلهم كبار سن ونساء. أما صهاريج الوقود، فالأمر يستوجب التوقف عنده مليا حيث تقع مصفاة شركة أرامكو السعودية البترولية شمال جدة وتحديدا شمال كوبري بريمان بكيلومترين فقط، مما يعني أن طريق هدى الشام حيوي ومهم لتلك الصهاريج، التي تسلك في العادة طريق جدة - مكة السريع ثم طريق الحرمين باتجاه الشمال حتى تصل إلى مصفاة "أرامكو" ثم العودة من الاتجاه نفسه، وهي صهاريج خطرة نظرا لما تحمله من مواد سريعة الاشتعال تسير جنبا إلى جنب مع المركبات الصغيرة على طريق مكتظ بالطلاب والطالبات والموظفين أثناء فترات الذروة على طريق الحرمين السريع، مما يعني أن الطريق هدى الشام متنفس لهذه الصهاريج التي تأتي من محافظة مكة المكرمة من الطائف والقرى التابعة لها ومحطات توليد الطاقة الكهربائية شمال مكة المكرمة بالمقربة من مسجد السيدة عائشة أم المؤمنين، التي تعتمد على الوقود البترولي في توليد الطاقة الكهربائية للعاصمة المقدسة والمعتمدة كليا على الصهاريج بشكل يومي، إضافة إلى الارتال كبيرة من صهاريج محطات وقود السيارات المنتشرة داخل مكة المكرمة، مما يعني أن أمامهم طريقا مختصرا وسريعا وهو طريق هدى الشام. ويتمثل الوضع الحالي لمداخل جدة في وجود مدخلين فقط أحدهما شمالي عبر طريق المدينة المنورة - رابغ - جدة السريع، والآخر جنوبي وهو طريق مكة - جدة السريع، أما من جهة الشرق والغرب (البحر الأحمر) فلا توجد طرق كحال أغلبية المدن الحيوية في المملكة، فضلا عن مدينة بحجم جدة اقتصاديا وإداريا وواجهة سياحية يقصدها سكان المملكة في كل موسم بأعداد كبيرة، لذا يعد طريق هدى الشام السريع واجهة ومدخلا شرقيا لمدينة جدة سيسهم في حل جذري في الاختناقات المرورية وتوجيه المركبات وفرزها تلقائيا بتوجيه فردي من قبل السائق بدلا من سلوك طريق وحيد جنوبا أو شمالا إلى وسط جدة النابض من جهته، أشاد اللواء هاني إدريس قائد قوات أمن الطرق في منطقة مكة المكرمة في وقت سابق بطريق هدى الشام، مؤكدا أنه سيسهم بشكل كبير خلال مواسم الحج والعمرة في فك الاختناقات المرورية، وتخفيف الكثافة الكبيرة التي يشهدها طريق جدة مكة - السريع الحالي.