FINANCIAL TIMES

مصنعو السيارات الألمان يتسابقون على أثرياء الهند

مصنعو السيارات الألمان يتسابقون على أثرياء الهند

السباق على السيادة في سوق السيارات الفخمة في الهند يحفل بكل مظاهر سباقات الطرق السريعة. تفوقت أودي على مبيعات بي إم دبليو لأول مرة في حزيران (يونيو) والمصنعان الألمانيان محبوسان حالياً في سباق قصير للوصول إلى القمة في عام 2012، حيث إن كلاً منهما قد باع ما يقرب من تسعة آلاف سيارة هذا العام. في تلك الأثناء، هبطت رائدة السوق لفترة طويلة مرسيدس بينز إلى المركز الثالث، وأخيراً أعلنت خططا لاستثمار أربعة مليارات روبية هندية (72 مليون دولار) في ثالث أكبر اقتصاد في آسيا على مدار الأعوام الثلاثة المقبلة لكي تستعيد مكانتها. إنه سباق يصنع الخطوط الأنيقة لسيارات وأزيز المحركات الألمانية التي تعد لاعباً أساسياً مشتركاً على طول مارين درايف المتنزه الذي يطل على البحر في مدينة مومباي. لكن بالنسبة للمصنعين هذه ليست مسابقة للمتقاعسين، حيث إن سوق الهند سريع النمو أصبح آخر جبهة في معركة ثلاثية الجبهات وشديدة الوطء للوصول إلى الريادة العالمية. ديبيش راثور، المدير العام لشركة أي إتش إس أوتوماتيف في الهند يقول "بالطريقة التي أنظر بها إلى الأمر فإن سوق السيارات الفاخرة سينمو أسرع من سوق السيارات العادية، سيكون النمو هائلاً في السنوات العشر المقبلة". بالرغم من أن 40 ألف سيارة متطورة على وشك أن تستنفد من صالات العرض الخاصة بالمصنعين هذا العام، فإن هذا جزء يسير من المبيعات في الكثير من الأسواق المنشأة. في عام 2010، كان سوق السيارات الفاخرة يساوي أكثر من مليار دولار بقليل، طبقاً لشركة إيه تي كيراني الاستشارية، لكن كان هذا ارتفاعاً على 36 في المائة من السنة الماضية ونمو في هذا القطاع يتوقع له أن يكون أسرع نمواً من بقية الأسواق. العام الماضي على سبيل المثال، باع المصنعون الألمان الثلاثة أكثر من 22 ألف سيارة، وهي زيادة أكثر بنحو 50 في المائة من العام الماضي. الصراع للتفوق على طرق الدولة المليئة بالحفر لا يبدو أنه سيسوي مصنعي السيارات الألمان، جنباً إلى جنب مع المنافسين الطموحين مثل جاجوار لاندروفر البريطانية، يواجهون ظروفاً قاسية هذا العام، على سبيل المثال، تثبيطهم بسبب أسعار النفط المرتفعة وزيادة تعريفة الاستيراد الجمركية وركود اقتصادي واسع النطاق. لكن هذا التوجه طويل المدى نحو النمو الصاخب يبدو واضحاً، مما يؤدي بالمعنيين إلى اختبار طرق جديدة لاكتساب ميزة صغيرة في سوق الهند الضخم والمعقد. أساليب الإنتاج المتميزة يمكن أن تكون جزءاً من الإجابة. كل من اللاعبين الألمان الثلاثة يقومون بتجميع السيارات في الهند، في الوقت الذي تقوم فيه بي إم دابليو أخيراً بتخريج السيارة رقم 25 ألفا من مصنعها بشيناي، الذي يعد مركز السيارات لجنوب الهند. رسوم الواردات المرهقة تعني أن العديد منها سيتم تصنيعه محلياً في المستقبل، في الوقت الذي يقوم فيه المصنعون بزيادة أعداد أنواع النماذج التي ينتجونها، وعلى الأخص في الأسواق الرخيصة نسبياً، في حين يقومون بتوسيع نطاق شبكات معارضهم. ما زال معظم المحللين يقولون إن الفوز بهذا السباق سيكون من نصيب الشركة التي تتوصل إلى كيفية تلبية الأذواق التي تتزايد طلباتها من قبل أثرياء البلد الجدد المحبين للسيارات، وكما يتزايد نمو اقتصاد البلد الواسع تتزايد معه أعداد الزبائن المحتملين. تعداد سكان الهند المتسارع الذي يشمل أفراداً ذوي ثروات "عالية جداً"، هؤلاء الذين يمتلكون فوق الـ 250 مليون روبية هندية لينفقوها على تلك الألعاب الباهظة، من المتوقع أن يزيدوا ليصبحوا 286 ألفا على مدى السنوات الخمس المقبلة، طبقاً لمركز كوتاك ويلث مانيجمينت في مومباي. مايكل بيرشك، رئيس فرع أودي في الهند، يقول إن شركته تستهدف بالأساس عائلات الصناعة الرائدة والبالغ عددها من 500 إلى 1.500 عائلة في الهند، مشيراً بابتسامة إلى أدى جودريج، الملياردير الذي يحظى باحترام واسع ورئيس مجموعة شركات جودريج ذات الثلاثة مليارات دولار، أنه يقود إحدى سياراته. يقول "إذا جعلت هؤلاء الناس الطيبين يقومون تطوعاً بتأييد خططك، فإن هذه طفرة مهمة جداً لمن يتطلعون إلى هؤلاء الناس". الطبقات الاجتماعية التي تملك الأموال في الهند على وعي بالعلامات التجارية أكثر مما في أي أسواق صاعدة أخرى. المصنعون من أمثال أودي يحاولون جاهدين أن يثيروا إعجاب الأثرياء، بشكل جزئي عن طريق تأجير خليط نموذجي من ممثلين في بوليوود ونجوم لعبة الكريكيت على طريقة "سفراء العلامة التجارية أو المروجين لها" هم أيضاً يعِدون بمساحة إضافية ومعدات عالية التقنية في المقاعد الخلفية، وهو شيء مهم يوضع في اعتبار الطبقة العليا التي لديها سائق خاص. ويطلب الناس هنا تدليلاً خاصاً أيضاً. يقول السيد بيرشك. "طلبات الزبائن من حيث الخدمة لا يُعلى عليها. السجادة الحمراء والنهج المبني على المعاملة الحسنة للزبائن هو المتوقع هنا، أكثر مما في أوروبا". سوق الهند للسلع الفاخرة ما زال في مهده وما زالت به العديد من الثغرات. السيارات الرياضية لم تسحب بعد بشكلٍ كبير، وهذا يرجع جزئياً إلى طرق الهند المزرية وشبكات الطرق السريعة المحدودة. مدينتا مومباي ونيودلهي ما زالتا يهيمنان على أرقام المبيعات، على الرغم من أن المحللين يقولون إن هذا يترك مساحة أكبر للنمو حيث يتوسع السوق في أرجاء البلاد. راجات داوان، رئيس تجريب السيارات الهندية لشركة ماكينزي يقول "هذا ما حدث في كوريا في الثمانينيات، وبعدها في الصين في بدايات الألفية الثالثة، عندما تسارع النمو بشدة وأصاب الكثير من المصنعين بالدهشة، الهند حالياً، بينما نتحدث، تمر بهذا المنعطف بالضبط". وبينما يتسارع سوق السيارات الفخمة في الهند، فإنه سباق لا يستطيع المصنعون الرواد في العالم أن يسمحوا لأنفسهم بخسارته.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES