FINANCIAL TIMES

لدغة «أبل» ربما تعطي «سامسونج» الدفعة التي تحتاج إليها

لدغة «أبل» ربما تعطي «سامسونج» الدفعة التي تحتاج إليها

هذا الشهر حققت "أبل" شيئا لافتا يضاهي تحويلها الهاتف إلى أيفون. لقد حولت "سامسونج" إلى شركة خاسرة. وهذا يتطلب بعض الجهد، حيث استحوذت "سامسونج"، بموظفيها الذي يبلغ عددهم 220 ألف موظف و83 قسما خاصا بالأعمال التجارية، على خمس صادرات كوريا الجنوبية ولديها مثل هذا الوجود الساحق في سوقها المحلية، ووصفها أحد الذين يقللون من قدرها بـ"الإخطبوط العدائي". فالنظر إليها على أنها مدعي شجاعة - وإن كانت "مقلدة" – فهذا يعادل حشد الناس للقضاء على جالوت على أساس أنه "رجل كبير مثله لا يحظى بفرصة". وبشكل واضح، في نظر بعض المستهلكين، قد تعرضت العلامة التجارية سامسونج لضرر بسبب الحكم القاطع لهيئة محلفين في كاليفورنيا بأنها انتهكت عدة براءات اختراع لأبل. فربما يعتبر بعض المشترين المحتملين الذين اعتقدوا أن هاتف جالاكسي بديل جيد للأيفون، الآن أنه نسخة شعبية كورية أقل جاذبية. لكن من المرجح أن تأخذ محكمة الرأي العام، مقارنة بأخرى موجودة في سان خوسيه على بعد أميال قليلة من مقر كوبرتينو أبل، الاتجاه الآخر. ويقول إنريكي جوتيريز، وهو مدون، إنه بناء على ملاحظاته، يتساءل الناس لماذا لا ينبغي لهم شراء أجهزة سامسونج إذا كانت قد هزت أبل بشدة. "إنها أفضل حملة إعلانات حاذت عليها سامسونج على الإطلاق والتي تقدر بمليار دولار"، على حد قوله. مشيراً إلى حجم عقوبة الشركة الكورية الجنوبية. وسعت "سامسونج" نفسها لمحاكاة "أبل"، بلامبالاة: "ومن المؤسف أنه يمكن التلاعب بقانون البراءات لإعطاء شركة واحدة فرصة احتكار المستطيلات مع الزوايا المستديرة" (فقط في حال حصول محامي أبل على أي أفكار مضحكة، فهذا العمود قائم الزوايا ولكن أركانه مستقيمة بلا جدال). والمفارقة هي أن ينظر إليها على أنها متنافس غير مترابط، وأن مجموعة الشركات العائلية العملاقة مثل سامسونج ينظر إليها في كوريا الجنوبية على أنها مهيمنة. ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في كانون الأول (ديسمبر) أصبحت العلاقة العائلية إحدى الضروريات. وحتى الحزب المحافظ الحاكم، الذي ينتمي إليه لي ميانخ باك، الذي يتمتع بعلاقات حميمة مع الشركات العائلية - لي شخصياً كان يشغل منصب رئيس مجلس الإدارة في شركة هيونداي للهندسة والبناء- بأن سلطتهم بحاجة إلى كبح جماحها. وقال تشوي بيونج لي، مدير المعهد الكوري للأبحاث الاقتصادية، إنهم بحاجة إلى مهاجمة مجموعة الشركات العائلية ليتم انتخابهم. ويلقى بعض الكوريين اللوم على هذه المجموعات في فجوة الثروات بسبب المبالغة والضغط على الموردين. وتقول لجنة التجارة العادلة في كوريا الجنوبية: "إن هيمنتهم أيضاً تلحق الضرر بالمستهلكين". ففي عام 2010 أوجدت نحو 3500 حالة من التلاعب في الأسعار. ويقارن دانيال تودر، مؤلف كتاب "كوريا: الدولة المستحيلة"، بين الشركات العائلية والأشجار الطويلة حيث لا شيء ينمو أسفل هذه الظلال. ولقد أنشئ عدد كبير من الشركات العائلية على اعتبارها أبطال وطنية في عهد دكتاتورية بارك تشونج هي، الذي حكم البلاد حتى عام 1979. وهذا ساعد في نمو كوريا الجنوبية ذي السرعة غير المستقيمة. لكن تودر يجادل قائلاً: "إن اقتصادا تهيمن عليه شركات عائلية بشكل تام لم يعد مناسباً لدولة يفوق معدل دخل الفرد فيها المعدل الأوروبي على أساس معادل القوة الشرائية". فشركة سامسونج التي بدأت كشركة صغيرة للمكرونة في عام 1938 أصبحت الآن واحدة من أضخم الشركات. والشركات المرتبطة بالمجموعة، التي تعد سامسونج واحدة منها، تمثل نحو ربع حصة مؤشر كوبسي. وهناك شركة سامسونج للصناعات الثقيلة، التي تصنع ناقلات النفط العملاقة، وسامسونج إيفرلاند التي تدير منتزها وحديقة حيوان، وسامسونج للتأمين على الحياة التي تزعم تأمينك ضد احتمالية تعرض حياتك للخطر بسبب أحد أسود حديقة سامسونج إيفرلاند. ويهدد مشرعون باتخاذ إجراء. وتحت شعار "الديمقراطية الاقتصادية" يقترحون إجراء تغييرات من شأنها أن تعالج هياكل المساهمة المعقدة التي تسمح للعائلة المؤسسة أن تتحكم على نحو غير مناسب. فهيكل مجموعة شركات سامسونج أثار بوضوح الشكوك بأنها ستعرض مميزات غير مناسبة في موطنها. لكن ماذا عن أثر قدرتها على مواجهة أبل؟ فمن ناحية ربما يؤدي نهج من القمة للقاعدة المتعلق بهذه المنظمة الضخمة إلى جعلها أقل خبرة في عالم الابتكار. وأثبتت سامسونج لنفسها أنها أسرع الشركات التابعة، لكنها لم تظهر بعد لنفسها أن بإمكانها ابتكار شيء جديد (أو هل ينبغي أن يكون بعيداً عن المستطيل المتعلق بالأركان المستديرة؟). ومن ناحية أخرى، وعندما تأتي إلى الأجهزة، فقد يكون نموذج سامسونج المتكامل ذا متانة، فقد تجعل بداخلها كل ما تحتاج إليه من شاشات العرض الواضحة والمعالجات الداخلية الخاصة بهواتفها واللوائح الرقمية الخاصة بها. وإذا واصلت "أبل" محاولتها لمنع المزيد من هواتف "سامسونج"، أو استخلاص العائدات، فلن يكون أمام الشركة الكورية سوى الظهور بمنتج جديد، وبهذا ربما تكون "أبل" أعطتها الدفعة التي تحتاج إليها.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES