طلبة الجامعة «الأهلية» المغلقة: سنتقدم بشكوى لـ «مكافحة الفساد»

طلبة الجامعة «الأهلية» المغلقة: سنتقدم بشكوى لـ «مكافحة الفساد»

طلبة الجامعة «الأهلية» المغلقة: سنتقدم بشكوى لـ «مكافحة الفساد»

اتفق أمس عدد من طلبة جامعة العلوم والتكنولوجيا الأهلية في جدة التي أغلقت أخيرا، على التوجه هذا اليوم بشكوى لهيئة مكافحة الفساد، وتوكيل محام بهذا الشأن، للمطالبة بمعاودة فتح الجامعة ليتمكن المنتسبون إليها من إنهاء مسيرتهم التعليمية، وعزموا على إرفاق أوراق تثبت تورط وزارة التعليم العالي والجامعة في قضية راح ضحيتها 1400 طالب وطالبة، رافضين قرار الوزارة الذي أصدرته قبل أيام القاضي بتحويلهم إلى جامعة الملك عبد العزيز لاستكمال دراستهم. وجاء رفض الطلبة، أمس الأول، لقرار وزارة التعليم العالي بتحويلهم إلى جامعة الملك عبد العزيز لاستكمال دراستهم، في حضور مندوب من وزارة التعليم العالي وعدد من رجال الأمن في موقع الجامعة بجدة. #2# وفي موقع التجمع تم نقل عدد من الطلاب للمستشفى لإصابتهم بحالات متفرقة، منها إصابة أحدهم بنوبة صرع شديدة، فيما أصيب آخر بضيق في التنفس، وثالث بهبوط في ضغط الدم، إضافة لبعض حالات الإعياء التي تعرضت لها طالبات. وأرجع طلاب التقتهم "الاقتصادية" أسباب رفضهم الالتحاق بجامعة الملك عبد العزيز، خاصة طلاب المراحل النهائية، ومن تبقت لهم خمس ساعات للتخرج، إلى عدم وجود الأقسام نفسها التي كانوا يدرسونها في جامعة الملك عبد العزيز، إضافة إلى احتساب المواد العامة فقط للبدء مجددا وفق تخصصات جامعة الملك عبد العزيز، الأمر الذي أثار حفيظتهم، مشيرين إلى عدم اطلاع منسوبي جامعة الملك عبد العزيز على القرار رغم نزوله في موقع الجامعة. وطالبوا بمعاودة فتح الجامعة ليتمكن الطلاب المنتسبون إليها من إنهاء مسيرتهم التعليمية واعتمادها من التعليم العالي أسوة بالجامعة الأمريكية التي أغلقت قبل ثلاث سنوات لعدم حصولها على الترخيص وتحويلها إلى جامعة العلوم والتكنولوجيا مع استمرار طلابها بالجامعة. واعتبروا قرار وزارة التعليم العالي بإغلاق الجامعة لعدم امتلاكها مبنى "سببا غير مقنع، ويتجاهل مستقبل 1400 طالب هندسة بمختلف مجالاتها للنظر بالأمور الإنشائية". وعزم طلبة الجامعة أمس على التوجه لهيئة مكافحة الفساد هذا اليوم، وإرفاق جميع الأوراق التي تثبت تورط الوزارة والجامعة في قضية راح ضحيتها 1400 طالب وطالبة، وذلك عبر أوراق - حصلت "الاقتصادية" على نسخ منها - بإعطاء الوزارة شهادات تعريف لطلاب جامعة العلوم والتكنولوجيا بختم الوزارة، مبينين أنه من غير المنطقي أن تمارس جامعة ثلاث سنوات على مرأى من الوزارة دون علمها، رغم مشاركة الجامعة في المعارض العامة التي حددتها وزارة التعليم العالي وجمع إيرادات أكثر من 450 مليون ريال سعودي خلال السنوات الثلاث، إضافة إلى وجود ختم الوزارة وفق الأوراق الرسمية لجامعة العلوم والتكنولوجيا التي تظهر مدى معرفة الوزارة بمسيرة الجامعة العلمية. ووسط التجمع الكبير من الطلبة مع مندوب الوزارة - الذي رفض ذكر اسمه - طمأنهم بحل المشكلة ومباشرتهم الدراسة في الفصل الدراسي الحالي مع حفظ جميع حقوقهم، وتوصيل رسالتهم للوزارة في الرياض برفضهم الالتحاق بجامعة الملك عبد العزيز، وقال ردا على تساؤلات الطلاب: "ما على الرسول إلا البلاغ"، لعدم معرفته بتفاصيل المشكلة، كما تفاجأ بوجود ختم الوزارة على أوراق التعريف للطلاب، رافضا التعليق على هذا الأمر والتصوير. وأوضح عبدالإله جابر - أحد مؤسسي الجامعة - ردا على الطلاب، أن الوزارة طلبت من الجامعة الخطة الدراسية للطلاب لفتح مسارات بالتخصصات غير المتوافرة بجامعة الملك عبد العزيز - وفق المنهج المعتمد على حد قوله من الوزارة. وحول مستحقات الطلاب المالية قال: "الجامعة مفتوحة أمام جميع الطلاب لاسترداد مستحقاتهم المالية التي دفعوها"، وحول مستقبل الجامعة قال: "سنعمل جاهدين لفتح الجامعة مجددا بعد الانتهاء من تجهيز المبنى الذي سينتهي خلال الفصل الدراسي الأول لمباشرة عمل الجامعة مجددا"، رافضا التعليق على الأسباب الفعلية لإغلاق الجامعة، مشيرا إلى أن السبب الرئيس هو المبنى. وأكدت منار خشيفاتي إحدى الطالبات لمندوب الوزارة رفضهن الالتحاق بجامعة الملك عبد العزيز لعدم وفرة التخصصات ولاحتساب فقط المواد العامة، ومطالبتهن بمعاودة فتح الجامعة لإنهاء سنتهن الدراسية والتخرج بشهادات معتمدة وعدم قبول تسجيل المستجدين مع فرض عقوبات على جميع المتسببين في هذه القضية، متسائلة عن سبب تجاهل الوزارة لوضع الطلاب، وقالت: "لم نترك جهة حكومية إلا وذهبنا إليها لإنصافنا، ومنذ 22 رمضان ونحن ما بين وزارة التعليم العالي والجامعة لمعرفة مصيرنا بعد إغلاق الجامعة، دون وجود أي ردود فعل من الوزارة سوى الدعوة بالصبر". وبيّنت أن المسؤولية تقع على عاتق كل من الوزارة والجامعة، لافتة إلى أنه من غير الطبيعي عدم معرفة الوزارة بالجامعة رغم أنها على وشك تخريج أول دفعة لها، إضافة إلى مشاركة الجامعة في معارض الوزارة، ووجود ختم الوزارة على الأوراق الرسمية للجامعة. واعتبرت خشيفاتي إغلاق الجامعة لعدم وفرة مبنى سببا غير مقنع، وتساءلت: "كيف لجامعة استطاعت تحقيق إيرادات أكثر من 450 مليون ريال لا تستطيع توفير مبنى مستقل"، مبينة أن هناك شيئا غامضا بين الوزارة والجامعة، مطالبة بضرورة فتح الجامعة لإكمال المسيرة التعليمية والحصول على شهادات معترفة وعدم قبول مستجدين جدد في الجامعة ومعاقبة المتسببين في ذلك. فيما أكد خالد المحمود "طالب في الجامعة" لمندوب الوزارة أن وجود ختم الوزارة بتاريخ 9 رمضان على أوراق للطلاب يمثل اعترافا رسميا بالجامعة، لافتا إلى وجود فساد، "لكن للأسف لم يحاسب أحد عليه، وكانت نتيجته أن نكون نحن الضحايا". وقال عماد السلمي: "قابلنا في وقت سابق منسوبا من الوزارة اطلع على اشتراطات الجامعة، وأكد لنا حينها أن المناهج صحيحة ومعتمدة وإجراءات الترخيص مكتملة، فكيف بين ليلة وضحاها تغلق الجامعة ويعلق مصير 1400 طالب وطالبة"، مؤكدا "لا نريد أموالنا بقدر رغبتنا في مواصلة تعليمنا بشهادات معترف بها، أما العودة لبداية سلم التعليم في جامعة الملك عبد العزيز مضيعة للوقت وللعمر، فكيف يمكن تجاهل أكثر من ثلاث سنوات دراسية". ورفضت فريال إحدى الطالبات التسجيل في جامعة الملك عبد العزيز، وقالت: "بحثنا عن تخصصات تحتاج إليها سوق العمل وتكبدنا مصاريف الجامعة لنفاجأ بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات بعدم حصولها على ترخيص، رغم أن اللوحات في الجامعة تظهر شعار التعليم العالي، إضافة إلى الأوراق الرسمية التي عليها ختم الوزارة، فكيف يتم تحويلنا إلى جامعة الملك عبد العزيز التي لا تتوافر فيها تخصصاتنا".
إنشرها

أضف تعليق