منوعات

تغير العادات في الأعياد .. البحث عن موطن الطفولة

تغير العادات في الأعياد .. البحث عن موطن الطفولة

ربما في العامين الماضيين أصبح من اللافت أن المدن الكبرى تصبح شبه خالية ولا تعاني زحاما خصوصاً مدينة مثل الرياض، ومن شاهد شوارعها في أول أيام عيد الفطر لا يعتقد أنها في أواخر شهر رمضان كانت تغص بالسيارات. يعزو أحمد الشهري الإخصائي الاجتماعي ذلك إلى أن عادات الناس تغيرت، فأصبحوا يميلون لقضاء أعيادهم في الهجر أو القرى أو المدن الصغيرة بالقرب من أقاربهم أو في الأماكن التي اعتادوا أن يقضوا العيد فيها وهم صغار. ويشير إلى أن ازدحام المدن الكبيرة مع حرارة الأجواء كلها عوامل مؤثرة في قضاء الناس أعيادهم خارج المدن الكبيرة ودافع للابتعاد إلى مناطق أقل كثافة وبسيطة. ويقول: إن الناس أصبحت تميل إلى التغيير خصوصاً مع تصاعد درجات الحرارة والفعاليات التي اعتادوا عليها طوال الأعوام الماضية فأصبحت المدينة لا تمثل لهم جديدا، مشيراً إلى أن من كان يسكن في المناطق الصغيرة أو الهجر والقرى فضلوا قضاء العيد فيها أو السفر خارج المملكة. ويعتقد أن الأعياد في القرى والهجر أكثر حميمية وقربا، نظراً إلى أن المجتمع متجانس وعدده قليل وبالتالي ينعكس على الاحتفال بالعيد فيصبح أكثر قرباً، وهو عامل من عوامل الجذب خصوصاً للأطفال الذين يجدون فرحة في اللعب مع نظرائهم. وفي إحدى قرى الطائف يقضي عبد الله العتيبي تفاصيل عيده في منزل والده بعدما اعتاد أن يقضيه في مدينة الرياض، لافتاً إلى أنه قرر هذا العام أن تجتمع العائلة في هذا المنزل الذي اضطرتهم أعمالهم لأن يتركوه الأعوام الماضية، مؤكداً أن العيد في القرية كانت له نكهة خاصة وفرحة لا تضاهى. وأشار إلى أن زحام المدن الكبيرة وحرارة الأجواء كانت دافعاً لأن يقضي العيد في القرية، حيث استعاد أيام الصغر عندما كان يقضي العيد في منزلهم. أما عبد الله الشهري فوجد هذا العام في احتفال قريتهم بالعيد ضالته خصوصاً مع الأجواء الجميلة التي تعيشها المنطقة الجنوبية، مشيراً إلى أنه اعتاد أن يقضي العيد في القرية بعيداً عن المدينة التي يعمل فيها. يقول: إن "تفاصيل العيد الجميلة لا نجدها إلا في القرية نظراً إلى قرب الناس من بعضهم إلى جانب تجانس المجتمع وهو أمر ربما أنه مفقود في المدن"، مشيراً إلى أن العيد في المدن ينتهي بنهاية اليوم الأول وتبقى الفرحة الحقيقية للأطفال. من جهته، يرى عبد اللطيف المسعودي أن فرحة العيد الحقيقية تكمن في اقتراب الناس من بعضها البعض وهو ما يفسر سفر كثيرين نحو القرى والهجر، لافتاً إلى أن هذا العام كثيرون فضلوا الابتعاد عن المدن والسفر إما داخلياً أو خارجياً بهدف التغيير والبحث عن جديد يكمل فرحة العيد. وذكر أن العوامل المناخية وازدحام المدن كانت من الأسباب التي دفعت كثيرين إلى التخلي عن عيد المدن الكبيرة والتوجه إلى أماكن أخرى أو العودة إلى الأماكن القديمة التي كانوا يقضون العيد فيها وهم صغار، وهو أمر مميز أن يستعيد الناس ذكرياتهم مع العيد قديماً.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من منوعات