مكة: غرف تفتيش السيول مصائد تقتنص المركبات

مكة: غرف تفتيش السيول مصائد تقتنص المركبات

يعيش أهل مكة هاجسا مؤرقاً جراء انتشار ظاهرة كشف أغطية "غرف التفتيش" التابعة لمجاري السيول، التي أصبحت -كما سمّوها- "مصائد الأمانة" التي أحالت مركباتهم إلى ورش السيارات جراء سقوطها في تلك الحفر، ما تسبب في تلفيات كبيرة تقدر قيمتها بمبالغ باهظة. وبمجهودات فردية وبقلة حيلة، أقدم عدد من قائدي تلك المركبات على وضع علامات تدل على وجود حفرة لكيلا تسقط مركبة أخرى، حيث وضعوا أخشابا وأحاطوها بحجارة من جميع الجهات، في انتظار طال أمده، لتقدم أمانة العاصمة المقدسة على عمل إجراء سريع لمعالجة تلك الحفر وتغطيتها في أسرع وقت ممكن. وقال عدد من المواطنين: إن مركباتهم تضررت خصوصا أن بعضا منهم سقط في تلك الحفر ليلة العيد، الأمر الذي حول أفراحهم إلى أتراح نتيجة التكلفة المادية لإصلاح مركباتهم ما زاد أعباءهم المضافة لشراء مستلزمات العيد. وأضافوا: إن هذه المعضلة ليست الوحيدة التي يشتكون منها، بل إن وجود عديد من التشققات الأسفلتية، ونشوء مطبات وحفر، نتيجة الإهمال الواضح من قبل المقاولين الذين تتعاقد معهم الجهات الحكومية لتنفيذ عدد من المشاريع لمصلحتها، كوزارة النقل، والأمانة، وشركة الكهرباء، والاتصالات، وغيرها، حيث إن تلك المشاريع لا تكون مكتملة، ودائما ما يغلفها الجانب الإهمالي من قبل هؤلاء المقاولين، الذين يرجحون كفة الكسب المادي على جانب الإتقان في تنفيذ تلك المشاريع. ولم يبرئ المواطنون الجهات المعنية التي تتعاقد مع هؤلاء المقاولين، حيث إنها تجيز لهم تنفيذ المشروع وتوافق على انتهائه من دون أن تكلف نفسها عناء الوقوف على المشروع وتعميد انتهائه، ولو أنها وقفت على تلك المشاريع لما أنهتها، وكانت قد كلفت المقاول المنفذ بإجادة تنفيذ المشروع، وعمل السفلتة الجيدة للمشروع. وكانت وزارة الشؤون البلدية والقروية قد عممت في وقت سابق من هذا الشهر على أمانات مدن ومحافظات السعودية، بإصلاح الخلل في بعض الطرق والشوارع داخل المدن وفي المحافظات والمراكز والقرى، استجابة لخطاب تلقته من الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد. وتضمن خطاب "الهيئة"، على نسخة منه، بلاغات من المواطنين ورصدا لما نشرته وسائل الإعلام من ملاحظات حول سوء وضع بعض الطرق والشوارع، كما أن "الهيئة" وقفت ميدانيا من خلال مفتشيها ومهندسيها على كثير من المواقع وتفحصها والتحقق منها. وتبين لهيئة مكافحة الفساد، قصور واضح في مستوى جودة تنفيذ بعض الطرق والشوارع وكثرة وجود الحفر والتشققات والهبوط وسوء أعمال الرصف والتعبيد وتشويه الشوارع بكثرة العوائق ومخلفات المشاريع. وشدد وزير الشؤون البلدية والقروية على الأمانات بضرورة تنفيذ توصيات هيئة الفساد من خلال الإسراع في إصلاح مظاهر الخلل المشار إليها والرجوع بالتكاليف على المتسبب في ذلك، سواء من المقاولين أو المشرفين ومساءلة من يثبت تقصيره.
إنشرها

أضف تعليق