أخطاء بدائية تعرقل الصعود الكبير لـ «تويتر» وتثير استياء المستخدمين

أخطاء بدائية تعرقل الصعود الكبير لـ «تويتر» وتثير استياء المستخدمين

''ولم أر في عيوب الناس عيبًا.. كنقص القادرين على التمام''، ربما لو أراد أي متابع لواقع الإنترنت إطلاق الوصف الشعري لأبي الطيب المتنبي على موقع إلكتروني واحد فقط لم يكن ليجد أكثر التصاقا بهذا المعنى من موقع تويتر. ولا يمكن وصف تويتر على أنه موقع تواصل اجتماعي فحسب، كل المنتمين لهذا العالم مجمعون على كونه بلا شبيه على الإطلاق، فهو إخباري من الطراز الأول، وترفيهي من نوع فريد، ومحل للصداقة والتعارف والمحادثة، ومكان للمشاركة بكل أنواعها، يصفه محبوه بأنه عالم الإنترنت بصيغةٍ مصغرةٍ تغني عما سواها. والفكرة البسيطة النابعة من 140 حرفا فقط والتي جمعت 140 مليون مستخدم نشط حول العالم، تؤكد روعتها يوما بعد آخر عبر تأثيرات ''تويتر'' على الأرض وزيادة أفراد مجتمعه الكبيرة على حساب العملاق الآخر.. ''فيس بوك''. وهذه الفكرة الخلابة للموقع تواجه معضلة سوء التطبيق المتمثلة في الضعف التقني والحركة السلحفاتية في مستوى تطوير الأدوات التي بين يدي المستخدمين، ناهيك عن مسلسل الأخطاء التي يفاجأ بها المستخدمون يوما بعد آخر، تتابع شخصا ما رغما عنك ودون علمك! وتحذف متابعتك لآخر أيضا دون طلب منك، تفاجأ بتغريدات في مفضلتك لا علاقة لك بها، ناهيك عن تغييرات إلى الأسوأ في طريقة العرض، وكم آخر كبير غير مبرر من الأخطاء التي يفترض أن يكون موقع بحجم تويتر قادرا على تجاوزها في ساعات بدلا من استمرارها على مدى أشهر. ويقول مغرد ذو اطلاع على مستجدات عالم التقنية إن هذه الأخطاء مهما كانت بسيطة في نظر البعض تمثل صفعة لسمعة الموقع الذي يفترض به لكونه عالميا وواسع الانتشار ألا يقبل بأدنى خطأ يضر بالمستخدمين، وأضاف ''الأخطاء التي يواجهها بعض المستخدمين لا تحدث مع آخرين يواجهون بدورهم أخطاء أخرى مختلفة، معتبرا أن تطبيقات البرامج الكثيرة على الأجهزة الكفية تمثل مشكلة بحد ذاتها علاوة على أن الموقع الأساسي لتويتر يعج بمشكلاته الخاصة. وقبل نحو خمسة أشهر اعترف موقع تويتر بوجود مشاكل برمجية في موقعه ، تؤدي في بعض الأحيان إلى توقف المستخدم عن متابعة حسابات الأشخاص الآخرين، بشكل عشوائي ومن دون علمه. الأمر الذي يطرح تساؤلا كبيرا عن سبب عدم اتخاذ الموقع أي إجراء حيال هذه المشكلة المستمرة منذ ذلك الحين. ويقول آخر ''صدمت الأسبوع الماضي ومعي كثيرون باختلاف طريقة عرض الصور في تويتر إلى طريقة عرض غبية تجبرك على متابعة صور أي مغرد واحدة تلو الأخرى على الترتيب دون أن يكون هناك أي خيار لعرض جميع الصور أو الاطلاع على صور مصغرة وهو ما كان موجودا مسبقا، وأضاف هذا ما يجب أن يطلق عليه ''انتكاس تقني'' وتطور بالعودة إلى الخلف، والمؤسف بكل تأكيد أن هذا تم دون اختيار مني على الإطلاق ودون مبرر مناسب من إدارة الموقع. وأضاف: تجربتي مع الدعم الفني للموقع كانت سيئة بالمجمل، وجعلتني أغض الطرف عن أي مشكلة أواجهها الآن، فمراسلاتي المستمرة لهم لم تجد أي صدى لديهم ولم أتلق أي رد على ملاحظاتي سواء كان سلبا أو إيجابا، وكأن الموقع فوجئ بالنجاح الذي يحققه ووجد نفسه في خانة غير المستعد لمواجهة كثافة المستخدمين وكثافة مشاكلهم. وقبل يومين فقط واجه مغردون عرب مشكلة جديدة بعد أن أخلى الموقع جدولا صغيرا كان موجودا في الصفحة الخاصة لكل مغرد يوضح عدد المتابِعين، والمتابَعين، والتغريدات، في خطوة تجعل الوصول لشيء واحد يمر بصفحات متعددة. والعطل الذي حدث للموقع قبل نحو ثلاثة أسابيع نتيجة لخلل في مركز للبيانات وأدى لتوقفه لنحو ساعتين وهو ثاني تعطل على نطاق واسع في شهر واحد، يمكن التغاضي عنه نسبيا بالنظر إلى أن الموقع الآن يعيش زمنه الذهبي ويتحمل تبعا لهذا زيادة في كمية المشترين وكمية ما يبثونه فهو يستقبل نحو خمسة آلاف تغريدة في الثانية الواحدة، لكن غير المقبول أن يخطو الموقع خطوات نحو الأمام تاركا خلفه إرثا من الأخطاء، فعوضا عن تعريب الواجهة وإضافة الهاشتاق العربي وكلتاهما خطوتان كبرى عمّقت وجود الموقع في المجتمعات العربية يجب ألا يكون كل هذا على حساب تصحيح ما هو موجود فعلا. وربما لا تمثل بعذ هذه المشكلات معضلة لدى المستخدم البسيط لكنه بلا شك يمثل تهديدا لفكرة الاعتماد على الموقع في أمور المال والأعمال وحتى كوجهة إخبارية أساسية ومنافسة.
إنشرها

أضف تعليق