منوعات

جبل مسخوطة.. جدل تاريخي حول تسميته بامرأة انحرفت سلوكيا

جبل مسخوطة.. جدل تاريخي حول تسميته بامرأة انحرفت سلوكيا

دائما ما ترتبط الجبال في مختلف الأماكن بمسميات تاريخية تأتي بحسب الموقع أو حادثة مشهورة سبق أن وقعت وتداولها الناس فيما بينهم، ولكن هناك جبال اختلف الناس على تسميتها بسبب حدوث عدة قصص في مكان واحد، ومنها وأشهرها جبل مسخوطة في مكة المكرمة. أكد الدكتور يوسف الثقفي أستاذ التاريخ الحديث في جامعة أم القرى أن جبل مسخوطة يقع جنوب المسجد الحرام في الجزء المجاور لمستشفي النور حالياً، ويشرف على طريق حي الهجرة، واسمه الحقيقي جبل النسوة ولكن العامة من الناس أسموه جبل مسخوطة. وقال الثقفي، في الحقيقة إن التاريخ يحمل الكثير من المعلومات التي يشوبها الشك وإن المؤرخين يتداولون المعلومات عن بعضهم البعض وتصل إلى الأجيال تباعاً وهي تحمل عددا من وجهات النظر التي تحتاج إلى تحقيق ودراسة وتعليل وتحليل علمي ليصل المؤرخ إلى المعلومة الأقرب من الصحة. وأشاروا إلى أن سبب التسمية ما تناقلته الروايات من أن إحدى النساء في مكة انحرفت في سلوكها الاجتماعي وحملت من شخص غوى بها، فأرادت أن تهرب من مجتمعها إلى مكان بعيد فذهبت إلى الجانب الشمالي من جبل ثور فاستقرت هناك وولدت، وفي ذلك الزمن البعيد أطلق الناس على هذه المرأة المسخوطة لأن الله عاقبها على فعلتها حتى أصبحت جامدة كالصخرة. وأشار الثقفي إلى رأي بعض المؤرخين أنه تصديقا لهذه الرواية يوجد في قمة الجبل صخرة تشبه المرأة وهي مقلوبة على رأسها، ولهذا أطلق الناس على ذاك المكان جبل المسخوطة، ومع مرور الزمن أخذت هذه الرايات ترسخ في أذهان الناس وتناقلوها جيلا بعد آخر. وأشار إلى أن هناك سببا آخر تناقلته الأخبار وهو أن امرأة أرادت أن تدل كفار قريش على الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وهما في غار ثور والله سبحانه وتعالى سخطها وجمدت كالصخرة. وأضاف الثقفي، أن هذه المنطقة عرف عنها قديما أنها موقع يتنزه فيه المكيون بعوائلهم خلال أوقات فراغهم ولربما شاهد الناس تلك الصخرة التي تشبه المرأة وهي مقلوبة على رأسها وقد فعلت الطبيعة وعوامل التعرية فيها ذلك الشكل مما أفسح المجال أمام الناس لينسجوا من تلك الصورة قصة أسطورية مؤثرة تناقلتها الأجيال وأصبحت أقرب إلى الحقيقة منها إلى الخيال، ولهذا السبب قامت الجهات الحكومية المختصة بإزالة الصخرة لكي لا تصبح مع مرور الأيام مدخلا للبدع والاعتقاد المنافي للدين. وأضاف الثقفي، كما هو معروف أن المجتمعات في كل زمان ومكان إذا حدث أن ارتكب الفرد أو المجتمعات خطأ في سلوكه وانحرف عن جادة الصوب وعوقب بسبب ذلك، ومثال ذلك إنه في سنة 79 للميلاد انحرف الناس في مدينة يومبي الإيطالية قرب نابولي وطغوا فسادا فدمرها بركان هائل في منتصف النهار وأسماها الناس المدينة المسخوطة، وكذلك في مصر يوجد تل المسخوطة الذي حمل الاسم في معاقبة أعمال الناس الفاسدة، وليس غريباً أن يطلق الناس اسم مسخوطة على أحد جبال مكة المكرمة بسبب فعل سيئ. وقال الثقفي إن على أي حال لم تظهر هذه المقولات من لا شيء وكما يقول المثل ما ينعق الغرب إلا على وجود لحم، ويبدو أن تسمية الجبل بهذا الاسم له علاقة قوية بالنساء، وأن هناك قضية تتعلق بجرم معين أخذ بعقابه ربما غياب الحقيقة الفعلية لهذه التسمية وهو الذي أسهم كثيراً في تعدد الآراء في أسباب تسمية الجبل بهذا الاسم.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من منوعات