Author

رسالة إلى المجتمعين بجوار الكعبة المشرّفة

|
بعد أيام سيلبي قادة الأمة الإسلامية دعوة خادم الحرمين الشريفين؛ للاجتماع بجوار الكعبة المشرّفة .. وتخيلت رسالة مختصرة من مواطن مسلم في أي مكان من عالمنا الإسلامي الكبير إلى الزعماء المجتمعين يذكرهم فيها بعظمة الزمان والمكان لهذا الاجتماع، حيث يعقد ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك في أطهر بقعة على وجه الأرض .. ثم يمضي في رسالته ليقول إن أهم ما نريدكم أن تتفقوا عليه هو حماية ثوابت هذه الأمة بحيث يجرم ويعاقب كل مَن يسيء إلى ذات الإله - جلّ وعلا - أو يسخر من نبي الأمة - عليه صلوات الله وسلامه .. أو يتطاول على الصحابة - عليهم رضوان الله جميعاً .. ثم يريد المواطن المسلم من الزعماء أن يعملوا بجد على توفير العيش الكريم لشعوبهم والاستقرار لبلدانهم وحل خلافاتهم بالتفاهم وأن يحاربوا دعاة الفرقة والطائفية والانقسام .. وأن يجعلوا كلمتهم في المحافل الدولية موحدة لتعود الأمة مهابة الجانب كما كانت .. ويمكن للزعماء قراءة التاريخ الإسلامي المجيد بشكل دائم للاستفادة من أحداثه كما كان يفعل الملك عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - حيث كانت تقرأ في مجلسه صفحات من التاريخ المحلي والإسلامي ثم يعلق هو على أحداثها وكيفية الاستفادة منها. ولا تهمل الرسالة على الرغم من اختصارها الإشارة إلى الإعلام الإسلامي وطلب وضع سياسات واضحة له كي يكون عوناً للأمة لا عوناً عليها .. كما أن من الأمانة أن يختار الزعماء (القوي الأمين) في كل المناصب كي تقدم الخدمات للناس بإخلاص وعدل ومساواة، وتؤدى الحقوق إلى أصحابها وتصرف الموارد في مصارفها الصحيحة .. ومن المهم أن يُعاد النظر في المنظمات الإسلامية المشتركة بحيث تدعم أجهزتها بالشباب المؤمن بالعمل الإسلامي المشترك والقادر على العطاء كي تُدار بعقلية تختلف عمّا درجت عليه تلك المنظمات من عمل روتيني لا يعرف المبادرة والإبداع والمهنية العالية .. وينطبق ذلك أيضاً على ممثليات الدول الإسلامية في المنظمات الدولية وسفرائها في الدول الأخرى بحيث يتم اختيار المؤهلين القادرين على الدفاع عن الأمة وإبلاغ صوتها ورسالتها لا أن تكون هذه الوظائف للمتقاعدين الذين يبحثون عن مكان مريح لقضاء بقية أعمارهم. وأخيراً: ليثق الزعماء بأن أمتهم الإسلامية غنية بالرجال والكفاءات كما هي غنية بمواردها الطبيعية فكم من مبدع ومخترع مسلم لم يجد الفرصة في بلاده ورحبت به دول الغرب فأقام فيها طبيباً ماهراً أو عالماً في الذرة أو خبيراً يعمل في محطات الفضاء ولو عاد هؤلاء إلى البلاد الإسلامية وفتحت لهم الأبواب ووفرت لهم الإمكانات وبيئة العمل المناسبة لعادت الأمة الإسلامية إلى مكانها ضمن من يقدم للبشرية أمثلة رائعة من التفوق في شتى المجالات. والخلاصة: التضامن الإسلامي يريده المواطن المسلم مترجماً في خطوات جادة لرفعة الشعوب الإسلامية وتوحيد كلمة الأمة .. وهو ما تسعى إليه بلادنا منذ تأسيسها .. ثم أطلق الملك فيصل بن عبد العزيز دعوة التضامن الإسلامي التي أعادت للأمة آنذاك شيئاً من الترابط، وهو ما تحتاج إليه اليوم بشكل أكبر بعد هوانها على الناس وشدة الأخطار والتحديات التي تواجهها من الأصدقاء والأعداء ومن بعض أبنائها مع شديد الأسف.
إنشرها