حذّر اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا من تصاعد الاضطهاد والقمع والتهجير بحق مسلمي الروهينجيا في ميانمار الذين يتعرضون إلى انتهاكات ترقى إلى التطهير العرقي والجرائم ضدّ الإنسانية.
وقال الاتحاد الذي يضم أكثر من 400 هيئة ومنظمة وجمعية إسلامية في أوروبا في بيان له في بروكسل أمس: إن التقارير التي توالت خلال الشهرين الماضيين عن موجة من الاستهداف الجماعي الجائر لهذه الأقلية المضطهدة شملت القتل والاعتقال والاغتصاب، وحرق المنازل والمنشآت والمساجد، والحرمان من ممارسة الشعائر الدينية حتى في شهر رمضان، علاوة على التهجير من البلاد.
وأوضح البيان أن مسلمي الروهينجيا يعانون من الحرمان التامّ من حقوقهم في المواطنة، ومن أبسط الحقوق المدنية والحريات الأساسية، بينما تتبنّى الدولة أيديولوجية متعصِّبة ضدّهم تنادي بطردهم جماعياً وتهجيرهم عن البلاد، وهو ما تتولّى أجهزة الأمن ترجمته على الأرض في انتهاكات جسام، وما يزيد من القلق صدور تصريحات عن رئيس ميانمار تين سين يُنكِر فيها على مسلمي الروهينجا حقّهم في المواطنة، وإبداء زعيمة المعارضة السيدة أونغ سان سوكي الحائزة على جائزة نوبل للسلام مواقف متراخية إزاء الفظائع الجارية.
وأعرب بيان اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا عن استغرابه من أن يحدث هذا التصعيد بعد أن استبشر العالم أخيرا دخول ميانمار عهداً من الحرية والانفتاح الديمقراطي، وقال: إنّ التطوّرات الجديدة الحافلة بالفظائع والانتهاكات بحقّ مسلمي الروهينجيا مع بدايات شهر يونيو 2012 جاءت صادمة لتعيد إلى الأذهان موجات الاستهداف الجائر التي تكرّرت بحقّ هذه الأقلية على مدى السنوات الـ 30 الماضية.
ودقّ اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا ناقوس الخطر من أنّ استمرار هذا النمط من الخروق والترويع يهدِّد بالاستئصال الكامل لهذه الأقلية من موطنها وبافتعال قضية لاجئين ذات أبعاد مأساوية في واحدة من أشدّ مناطق العالم فقراً وحرماناً.
وعبر الاتحاد عن تضامنه مع مسلمي الروهينجيا في هذه المرحلة العصيبة من تاريخها، وطالب سلطات ميانمار بالكفّ عن هذا النهج الذي لا ينبغي السماح له في العالم المتحضِّر، وقال: إنّ المُنتظر من الاتحاد الأوروبي والهيئات الدولية اتخاذ مواقف صارمة تردع هذه الفظائع التي لا يصحّ غضّ النظر عنها أو الصمت حيالها، وتعلّم المجتمع الدولي دروساً عدّة بخطورة التراخي إزاء ممارسات كهذه من العقوبات الجماعية المروِّعة، أو معالجتها قبل فوات الأوان.
ودعا اتحاد المنظمات الإسلامية مسلمي أوروبا إلى تنظيم نشاطات تضامنية مع المُضطهَدين في ميانمار، وتقديم مساعدات إغاثية لصالح المشرّدين وذوي الضحايا، مع الدعاء إلى الله في شهر رمضان المبارك بأن يخفِّف معاناتهم ويرفع هذه المحنة عنهم سريعاً.
من جهته، دعا مجلس الشورى المصري المنظمات الدولية وفي مقدمتها مجلس الأمن والمجلس الدولي لحقوق الإنسان لإيفاد بعثات لتقصي الحقائق للجرائم التي ترتكب ضد المسلمين في ميانمار، ومراقبة كل أشكال الانتهاكات التي ترتكب هناك وتقديم المسؤولين عن تلك الجرائم للمحكمة الجنائية الدولية.
وطالب المجلس في بيان أصدره أمس، منظمات الإغاثة المصرية والإسلامية والعالمية بالتحرك السريع لتقديم جميع أشكال الإغاثة لمضطهدي بورما وتوفير أماكن إيواء آمنة ضد أي هجمات أو أعمال قتل أو تعذيب جديدة، مشددا على ضرورة قيام السلطات المختصة في ميانمار بمنع جميع أشكال الانتهاكات والمذابح الموجهة ضد المسلمين هناك وفق سياسات ممنهجة.
وأهاب المجلس بدول جوار ميانمار والمنظمات الدولية ممارسة دور الوساطة في التوصل لصيغة تضمن الوقف الفوري لتلك المذابح وترسيخ حقوق جميع العرقيات باعتبارهم مواطنين لهم حقوق سواء أكانوا أقلية أو أغلبية.
