أخبار اقتصادية

المصارف المحلية تتصدى لقراصنة «الكاميرات الرقمية» بتحديث أجهزتها

المصارف المحلية تتصدى لقراصنة «الكاميرات الرقمية» بتحديث أجهزتها

تصدت المصارف السعودية أخيرا لعمليات احتيال جديدة من نوعها محليا تتم من خلال استعانة اللصوص أو ''قراصنة'' أجهزة الصرف الآلي بكاميرات رقمية دقيقية لسرقة بيانات وأرقام عملاء أجهزة الصرف، وذلك بتحديث بنيتها من أجهزة الصرف، سواء عبر استبدالها كليا، أو من خلال عمليات تحديث لمساحة وتصاميم أجهزة الصراف الآلي. وأكدت لـ ''الاقتصادية'' مصادر مصرفية مطلعة، أن المصارف السعودية تمكنت بالفعل من الحد من حدوث حالات سرقة حسابات وبيانات عملاء أثناء استخدامهم أجهزة الصرف الآلي، بعد أن تبين لها انتشار عمليات احتيال تتم من خلال وضع كاميرات رقمية صغيرة الحجم لتصوير بيانات العملاء خلال إجرائهم عملياتهم المصرفية عبر أجهزة الصرف. وقالت المصادر إن مصارف سعودية حاولت منذ بداية العام الجاري استبدال أجهزة الصراف الآلي. في مايلي مزيد من التفاصيل: أكدت لـ "الاقتصادية" مصادر مصرفية مطلعة، أن المصارف السعودية قد تمكنت من الحد من حدوث حالات سرقة حسابات وبيانات عملاء في أثناء استخدامهم أجهزة الصرف الآلي، بعد أن عمد عدد من المحتالين إلى وضع كاميرات رقمية صغيرة الحجم لتصوير بيانات العملاء خلال إجرائهم عملياتهم المصرفية عبر أجهزة الصرف الآلي. وقالت المصادر إن مصارف سعودية حاولت منذ بداية العام الجاري استبدال أجهزة الصراف الآلي التابعة لها بعد انتشار عمليات جديدة لسرقة العملاء، من خلال زرع كاميرات رقمية في أجهزة الصرف الآلي التي تشهد نموا في عدد مستخدميها، حيث تجاوز حجم المبالغ المالية من خلال هذه الشبكات أكثر من مليار ريال. وأوضح مصدر مصرفي لـ "الاقتصادية" أمس، أن عملية وضع أجهزة الكاميرات الرقمية الصغيرة في أجهزة الصرف الآلي كنوع جديد من عمليات السرقات الجديدة، لم تسجل حالات كثيرة لتصل إلى ظاهرة، خاصة أن المصارف تنبهت إلى ذلك في وقت مبكر، وحاولت أن تقلل أو تحد منها قدر الإمكان. وقال إن المصارف أصبحت تغذي الأجهزة بشكل يومي وخلال تغذيتها لتلك الأجهزة تقوم بعملية الكشف عليها، كما عمدت بعض المصارف إلى تغيير تصميم أجهزتها، بحيث لا تسمح مساحتها بإخفاء تلك الكاميرات، منوها إلى أنه تم هذا العام تغيير الأجهزة في معظم المصارف أو التعديل على فتحة إدخال بطاقة الصرف الآلي، ما يمنع وضع قارئ مصاحب للكاميرات، وذلك من خلال تغيير غطاء منفذ البطاقة، حيث أعيد تصميمها بشكل غير مسطح، الأمر الذي يمنع تركيب أجهزة تعطل أو تقرأ عمل البطاقات. ونوه إلى أن تركيب الكاميرا غالبا ما يستغل في أجهزة الصراف الآلي في الغرف وتمارس في أجهزة المناطق النائية، وقد تم تقليل عدد هذه الأجهزة والكشف عنها بشكل دوري من قبل المصارف، مؤكدا أنه صعب جدا تطبيقها هذا العام لاعتماد مؤسسة النقد السعودي لنظام مصرفي متقدم في المملكة على مستوى التقنيات. من جانب آخر، لم ينف مسؤول في مؤسسة النقد العربي السعودي "ساما" ممارسة عمليات الاحتيال المصرفي والسرقات من خلال أجهزة تقنية متطورة، إلا أنه أكد أن المصارف والجهات الأمنية في وزارة الداخلية تتصدى لمثل هذه الممارسات التي لا يمكن وصفها بالظاهرة؛ لأنها محدودة في ظل تطور أنظمة مصرفية متقدمة لحماية المصارف وعملائهم من أي عمليات احتيال أو سرقات. وقال لـ "الاقتصادية" طلعت حافظ أمين عام لجنة الإعلام والتوعية المصرفية في المصارف السعودية إنه واكب التطور التقني على مستوى العالم وبالذات المصرفي، وفي المملكة تحديدا ظهرت أنماط متعددة ومختلفة من عمليات الاحتيال المالي أو المصرفي سواء على مستوى العالم أو المنطقة نتيجة التطور التقني، إلا أنه في المملكة تنبهت الجهات المصرفية ومؤسسة النقد لهذه العمليات، وبادرت منذ وقت بتطبيق أفضل المعايير المتعارف عليها عالميا في أمن المعلومات، مشيرا إلى أن ما دار في الوسط السعودي أن هنالك عمليات احتيال مالي ومصرفي تنوعت من اتصالات مشبوهة وانتحال شخصية موظفي البنوك أو زرع كاميرات رقمية في أجهزة الصرف الآلي، هذا نوع من الممارسات الاحتيالية الأخرى، صاحبتها مبادرات أطلقتها المؤسسة من خلال حملات توعية بهذا الخصوص عبر الإعلانات ورسائل نصية تحذيرية وتوعية لعملاء المصارف. وأضاف: "وما انتشر من أن هنالك محاولات للعبث في أجهزة الصراف الآلي، وذلك من خلال وضع نوع من أنواع الكاميرات التي تلتقط الرقم السري أو تعمل على تعثر بطاقة الصرف الآلي، فقد احتاطت البنوك السعودية لمثل هذه العمليات، فهي تقوم إلى جانب الصيانة الدورية وتغذية أجهزتها للصراف الآلي بتفقد أجهزتها لتتأكد من عملها بكفاءة، وأن تكون من الناحية الأمنية سليمة". وكشف حافظ عن وجود أشخاص من جنسيات آسيوية يحاولون العبث ببعض الأجهزة بوضع كاميرات لاقطة للأرقام السرية، أو وضع نوع من اللاصق الذي يحتفظ بالبطاقة، إلا أنه تم أخيرا القبض على هذه العصابة، ولكن التحذيرات ما زالت مستمرة من قبل الجهات المعنية التي تطالب العملاء بأهمية توخي الحيطة والحذر عند إجراء أي عمليات مالية من ضمن الرسائل هذا العام، وقد نبهنا عند ذهاب العميل لأجهزة الصرف أن الوضع آمن سوى غرفة الصراف الآلي أو أجهزة صراف السيارات. وأكد أن خطة التوعية مستمرة في تقديم التوعية لعملاء المصارف، في مجال التوعية البنكية، مؤكدا أن ما نعيش من عمليات احتيال مالي ومصرفي لم يصل إلى أن يكون ظاهرة، إلا أنه أمر مقلق عند ظهور حالات تعرضت لمثل هذه العمليات الاحتيالية، مشيرا إلى أنه من هذا المنطلق عمدت المصارف السعودية إلى تطبيق أفضل المعايير لحفظ وحماية عملائها وأنظمتها، كما بادرت بحملات توعية مصرفية التي تستهدف مختلف الفئات العمرية، مضيفا: "أن الحملة التي تخص هذا العام تركز على توعية كبار السن وأخرى تستهدف الشباب والمتسوقين عبر الشبكات الإلكترونية". وبين حافظ أن إطلاق التحذيرات لا يعني أن يقلق العميل، إنما تعتبر نوعا من أنواع التوعية خاصة مع النمو الكبير لمستخدمي الخدمات الإلكترونية والمصرفية، مشيرا إلى أن العام الماضي ارتفع عدد العمليات المنفذة من أجهزة الصراف الآلي ليتجاوز حجم الأموال المتداولة من خلالها حاجز المليار ريال وهو إضعاف عدد سكان المملكة. يشار إلى دوريات الأمن تمكنت قبل أيام من ضبط آسيويين يقومون بتركيب أجهزة كاميرات رقمية بأحد أجهزة الصرف الآلي في محافظة جدة، وتتولى الكاميرا المثبتة تصوير الرقم السري والاحتفاظ به في ذاكرة خاصة بها ثم تسحب بطاقة العميل، في جهاز الصراف عن طريق قطعة معدنية مثبتة في فتحة إدخال البطاقة. وكانت مواقع التواصل الإلكترونية قد تداولت أخيرا مقاطع جديدة لتركيب أجهزة كاميرات رقمية على أجهزة الصراف الآلي الخاصة في السيارات.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية