أخبار اقتصادية

تجار ذهب لــ"الاقتصادية": تناقص الصاغة السعوديين خلال السنوات المقبلة

تجار ذهب لــ"الاقتصادية": تناقص الصاغة السعوديين خلال السنوات المقبلة

دعا تجار ذهب ومجوهرات في الشرقية إلى أهمية تدارك عدم وجود صاغة محليين بعد أن أخذت أعدادهم في التناقص بشكل ملحوظ، حتى وصل إلى أقل من عشرة صياغ، مما يحتم إعداد كوادر وطنية قبل اندثار الصناعة المحلية خلال السنوات المقبلة. وقالوا إن نظام السعودة أضر بقطاع الذهب بشكل عام ولم يثمر كما كان يتوقع منه لعدم توافر العاملين الأكفاء من السعوديين ولعدم استمرار الجيدين منهم، مؤكدين على وجود مؤشرات تدل على زيادة انتعاش السوق ونمو القوة الشرائية خلال الأيام القريبة المقبلة. وحذر عبد الغني المهنا رئيس لجنة الذهب والمجوهرات في غرفة الشرقية من تداعيات تقلص صاغة الذهب في الشرقية باعتبارها غدت أكبر المشاكل التي تتعرض لها السوق، بعد تقلص الجيل الذي توارث مهنة صياغة الذهب أبا عن جد يوما بعد يوم حتى وصل عدد الموجودين منهم أقل من عشرة أشخاص، وهو مؤشر لحجم الخطر المترتب عليه مستقبلا خلال الخمس إلى العشر سنوات المقبلة وأثره في فقدان الصناعة المحلية، إضافة إلى أن الأنظمة التي وضعتها وزارة العمل عززت هي الأخرى من تفاقم مشاكل السوق وأسهمت بتعريض أصحاب المحال للاختلاسات من قبل الوافدين غير النظاميين حتى عزف كثير من السعوديين من الدخول في قطاع الذهب وصناعته. وقال المهنا لـ" الاقتصادية ": نأمل من وزارة العمل تعديل لائحة السعودة وأنظمتها في قطاع الذهب الذي يعد ثروة اقتصادية مهمة، وذلك بخفض نسبة سعودة الصائغين من 15 إلى 20 في المائة إلى 5 في المائة أسوة بقطاع المقاولات، بسبب أن صياغة الذهب لا يجيدها أي شخص وإنما تتطلب الحرفية منذ الصغر وتشترط توافر خامات معينة في صائغها كأن يكون فنانا، أو نحاتا، أو رساما، أو تشكيليات، خاصة أن خسائر الذهب في الأعوام السابقة أخرجت 60 في المائة من تجارها فيما حافظ المتبقي منهم على مهنة آبائه وأجداده، وجزء منهم بقي في السوق خشية وخجلا من فقدان مكانته الاجتماعية التي اشتهر بها، مبينا أن مردود مهنة الذهب لم يعد كالسابق وليس بجاذب لدخول التجار أو الشباب كعاملين في القطاع في ظل وجود محفزات ومعطيات من قبل جهات أخرى بإمكانها تقديم القسط الأوفر من الراحة وتتطلب النشاط الأقل والمجهود الأيسر لموظفيها مع تزويدهم بالبدلات والمكافآت العالية التي يطمحون لها. وعن الحركة الشرائية للذهب خلال شهر رمضان أوضح المهنا أن الأيام العشرة الأولى كانت هادئة وراكدة نوعا ما إذ لم تشهد إقبالا وقوة شرائية رغم نزول سعر الذهب في الأسبوع الماضي إلى 191 ريالا لعيار 24 الخام مقارنة بما ارتفع عليه إلى 196 ريالا للعيار ذاته في الأسبوع الثاني دون حسبان قيمة المصنعية، وأن السوق منذ السنوات الأخيرة عهد توجه الناس إليه من بعد منتصف شهر رمضان إلى قبيل العيد بيومين إلى ثلاثة أيام بغض النظر عن أسعاره المرتفعة أم المنخفضة التي تتماشى مع الأسعار الدولية، لافتا إلى أن ثقافة الشراء لدى المرأة تنقصها ثقافة المتابعة للأسعار كونها تتسوق تبعا للحاجة أوالمزاجية، وليس كمراقب لأسعار الذهب واختلافه في الهبوط والصعود. وتابع المهنا أنه يستثنى من عامة النساء، السيدات العاملات في كلا القطاعين العام والخاص كونهن أكثر دراية بمعرفة الأسعار والاطلاع العام بحركة الأسواق نتيجة متابعتهن وتصيدهن للفرص والبحث عن الأنسب تكلفة لإحساسهن أكثر بقيمة ما يدفعنه من مالهن الخاص، بخلاف ربات البيوت، مؤكدا في الوقت ذاته على ترحيب أصحاب محال الذهب لسؤال السيدات واستفساراتهن حول الأسعار والأنواع والأعيرة، مما أدى الترحيب من قبل تجار الذهب مع اطلاع السيدات ووعيهن إلى وجود شريحة مثقفة بثقافة الشراء والبيع والتسوق الذكي بدلا عن تأخير المشتريات حتى وقت الازدحام في آخر شهر رمضان. من جانب آخر، أفاد طارق أحمد علي القحطاني مدير عام مؤسسة درع الجزيرة للذهب والمجوهرات في حفر الباطن أن الركود في الشراء وهدوء الحركة في شهر رمضان أمر معهود سنويا منذ ما يقارب السبع سنوات الماضية حتى الآن إذ لا تمثل مبيعات شهر رمضان تفوقا عن بقية الأشهر مقارنة بما كان عليه سابقا عندما كان الأعلى مبيعات دون غيره من الأشهر الأخرى في حين غدت الأشهر الأولى من الإجازة السنوية هي الأعلى مبيعات لسوق الذهب في السنوات الأخيرة، كاشفا عن وجود مؤشرات جيدة تدل على تصاعد القوة الشرائية لمبيعات شهر رمضان هذا العام، منها أنه تضمن سيولة محركة ومنشطة لتفعيل السوق من خلال صرف إعانة حافز إلى جانب إيداع الرواتب الشهرية ورجوع الناس من الإجازات في وقت مبكر. ويتفق القحطاني مع رأي سابقه بأن قرار السعودة أضر بقطاع الذهب بشكل عام بعكس المتأمل منه، نتيجة ندرة وجود الأكفاء من ذوي الصفات المتكاملة وفق متطلبات المهنة المغرية التي تحتاج إلى الأمناء في التعامل مع المصوغات الذهبية والمرأة، وأنه في حال وجد السعودي المناسب وتم تدريبه فمن الصعب استمراريته في المهنة بسبب حصوله على وظيفة أفضل في القطاع الحكومي، منوها إلى أن من أبرز ما يعانيه أصحاب المحال مع الموظفين السعوديين عدم الالتزام بالعمل وكثرة خروجهم لارتباطاتهم الأسرية والعلاجية وغيرها، وصولا إلى اشتراط البعض منهم بإعفائهم من العمل في أوقات مباريات كرة القدم. ولفت القحطاني إلى مطالبات أخرى لتجار الذهب منها حاجة المحال إلى وجود أحد عمالهم من ذوي الخبرة التي تفوق 25 عاما في المعارض المشاركين فيها لتمكنهم من المهنة مع انضباطهم بأوقات العمل ، مشيرا إلى أن مسألة إثبات الهوية لمن ترغب في بيع مصوغاتها الذهبية أصبح هاجسا يؤرق المرأة بشكل عام والمطلقة أو من تفتقد حمل الهوية معها بشكل خاص ما يؤدي إلى وقوع كثير من الإحراجات لأصحاب المحال الذين لا يمانعون من الشراء لتحميلهم للنساء عناء الذهاب والإياب حتى يجلبن الهوية أو ما يصدق امتلاكهن للقطع كالفواتير أو وجود الرجل معهن.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية