أخبار

الجيش الحر يعلن وقف تقدم قوات الأسد في حلب.. والقصف يستمر

الجيش الحر يعلن وقف تقدم قوات الأسد في حلب.. والقصف يستمر

أعلن مسؤول عسكري في الجيش السوري الحر أنه تم وقف هجوم الجيش السوري النظامي الذي بدأه صباح أمس لاستعادة بعض أحياء مدينة حلب التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون، وأكد تواصل القصف المدفعي الذي يستهدف هذه الأحياء. وأعلن قائد المجلس العسكري لمدينة حلب في الجيش السوري الحر العقيد عبد الجبار العكيدي في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس أن ''الجيش الحر أوقف هجوم القوات النظامية بعدما تكبدت خسائر كبيرة''، مشيرا إلى ''تدمير خمس دبابات وعربات وآليات عسكرية ومقتل عشرات الجنود بالإضافة إلى انشقاق طاقمي دبابتين''. وأكد العكيدي أن ''الهجوم الذي بدأ منذ نحو 12 ساعة توقف ولم تحقق القوات النظامية أي تقدم لا بل هي تراجعت إلى مواقعها السابقة في حي الحمدانية''، موضحا أن ''(أوتستراد) يفصل بين حي الحمدانية (الذي يسيطر عليه الجيش النظامي) وحي صلاح الدين (الذي يتحصن فيه الثوار)''. ولفت إلى أن الوضع مساء أمس ''كان يقتصر على قيام قوات النظام بقصف الأحياء الخارجة عن سيطرتها بالمدفعية والدبابات والمروحيات انطلاقا من حي الحمدانية وكلية المدفعية''. وأشار العكيدي إلى أن ''استراتيجية الجيش الحر في حلب تقوم على سياسة التقدم من حي إلى حي، أي السيطرة على حي وتنظيفه من الأمن والشبيحة ومن ثم الانتقال إلى الحي الآخر''. ورأى أنه إذا استطاع الجيش الحر ''أن يغنم عتادا كافيا من القوات المهاجمة يمكن عندها أن نشن هجوما شاملا لتحرير حلب''. من ناحيته، أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن ''معركة حلب بدأت وقد يكون وقف الاقتحامات إجراء تكتيكي'' من قبل الجيش النظامي. واعتبر أن ''توقف التقدم في حي صلاح الدين لا يعني بالضرورة انكفاء''، موضحا أن ''سياسة القوات النظامية تقوم على محاولة التقدم في حي ما وقصفه ما يؤدي إلى نزوح المواطنين وبعدها يتم الاقتحام بشراسة أكبر''. وأضاف أن هذا الأسلوب اعتمدته القوات النظامية في دمشق. وقال عبد الرحمن ''إن الوضع في حلب حاليا أكثر هدوءا مما كان عليه صباحا مع استمرار القصف المتقطع وانتشار القناصة''. من جانبه، دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند السبت مجلس الأمن إلى التدخل سريعا لتجنب وقوع مجازر جديدة في سورية، في الوقت الذي يشن فيه الجيش السوري هجوما على مدينة حلب. وقال هولاند في تصريح صحافي خلال زيارة له إلى مدينة مونلوزان في جنوب غرب فرنسا ''إن دور دول مجلس الأمن هو التدخل في أسرع وقت ممكن'' لوقف إراقة الدماء في سورية. وأضاف الرئيس الفرنسي ''أتوجه مرة أخرى إلى روسيا والصين لكي تأخذا في الاعتبار أن سورية ستكون عرضة للفوضى والحرب الأهلية في حال لم يتم وقف بشار الأسد في أسرع وقت''. واستخدمت روسيا والصين الفيتو ثلاث مرات في مجلس الأمن لمنع صدور قرار يدين النظام السوري لقمعه الحركة الاحتجاجية المناهضة له. ويتزامن كلام هولاند مع بدء هجوم للجيش السوري النظامي على مدينة حلب التي كانت المعارضة السورية المسلحة سيطرت على بعض أحيائها قبل أيام. وتابع الرئيس الفرنسي ''إن نظام بشار الأسد يدرك أنه في حكم المقضي عليه، لذلك سيستخدم القوة حتى النهاية''، مضيفا ''أن الحل الوحيد الذي سيتيح إعادة جمع السوريين ومصالحتهم مع بعضهم البعض، يكمن في رحيل بشار الأسد وتشكيل حكومة انتقالية''. وتابع هولاند ''الوقت لم يفت بعد إلا أن كل يوم يمر يحدث فيه قمع واحتجاجات وبالتالي مجازر''. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس أن عدد القتلى في سورية منذ بدء الحركة الاحتجاجية في آذار (مارس) 2011 تجاوز العشرين ألفا. وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أنه ''حتى منتصف ليل 27 يوليو الجاري بلغ عدد القتلى في سورية نتيجة الاحتجاجات 20028 قتيلا''، مشيرا إلى أن بينهم ''13978 مدنيا ومقاتلا معارضا، بالإضافة إلى 968 منشقا، و5082 من القوات النظامية''. ويحصي المرصد القتلى من المقاتلين المعارضين أي المدنيين المسلحين ضمن حصيلة القتلى المدنيين. ويصعب التأكد من حصيلة القتلى من مصدر مستقل منذ توقفت الأمم المتحدة عن إحصاء الضحايا في أواخر عام 2011، كما يتعذر التحقق من الوقائع الميدانية بسبب الوضع الأمني والقيود المفروضة على تحركات الإعلاميين. من جهتها، أعلنت مذيعة سورية تدعى علا عباس انشقاقها عن النظام الذي وصفته بأنه ''يحاول إيقاظ وحش الطائفية'' لدى الطائفة العلوية. وقالت علا في بيان تلته بنفسها، إن ''الشعب السوري بقي نحو 40 عاما ينتظر اكتمال مواطنته التي كان النظام ولا يزال حريصا على سلبها منه لمنع انتقالنا كشعب إلى دولة الحريات''. ولفتت إلى أن ''40 خريفا انقضت والنظام يتغول في شرخ إنسانيتنا ويتفنن في رصد الخلل فينا، وها هو اليوم يعيد توليد آليات وأساليب استبداده، مستخدما الجزء المضلل من الشعب السوري، ومستعملا إياه كحاضنة أساسية لتنفيذها، مستغلا العوامل النفسية والاجتماعية لإيقاظ الوحش الطائفي أو الأقلوي من ثباته''. وحذرت روسيا أمس من خطر وقوع ''مأساة'' في حلب ثاني مدن سورية معتبرة في الوقت نفسه أنه ''من غير الواقعي'' تصور أن تبقى الحكومة السورية مكتوفة الأيدي فيما يحتل مسلحون معارضون المدن الكبرى. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي عقده في سوتشي ونقله التلفزيون الحكومي ''نحن بصدد إقناع الحكومة بأن عليها القيام ببعض البادرات الأولى لكن عندما تحتل المعارضة المسلحة مدنا مثل حلب حيث يلوح خطر وقوع مأساة أخرى على ما أفهم فمن غير الواقعي تصور أنهم (الحكومة) سيقبلون بذلك''. وتساءل لافروف ''كيف يمكن أن تنتظروا في مثل هذا الوضع أن تكتفي الحكومة ببساطة بالقول (حسنا لقد أخطأت. تعالوا وانقلبوا علي غيروا النظام)''. وأضاف ''هذا ببساطة غير واقعي - ليس لأننا متمسكون بهذا النظام - ولكن ببساطة لأن هذا الأمر غير ممكن''. وترفض روسيا اتهامها بدعم نظام بشار الأسد مؤكدة أنها تعتمد نهجا متوازنا. وتنتقد موسكو الغرب لانحيازه إلى جانب المعارضين. فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن اشتباكات هي الأعنف منذ بدء الثورة دارت صباح أمس في عدة أحياء من مدينة حلب شمالي البلاد بين الكتائب الثائرة المقاتلة وقوات الرئيس السوري بشار الأسد. وقال الناشطون إن قوات النظام السوري بدأت عمليتها العسكرية في حلب باقتحام حي صلاح الدين. وثارت مخاوف دولية متعددة من وقوع مذبحة بشرية جديدة في مدينة حلب العاصمة الاقتصادية لسورية عقب تمركز قوات مكثفة من الجيش النظامي السوري داخل المدينة وحولها. وناشد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حكومة الرئيس بشار الأسد التخلي عن مهاجمة المدينة. وقال بان كي مون أمس الأول بعد لقاء مع وزير الخارجية البريطاني ويليام هيج في لندن: ''أشعر بقلق شديد بسبب تزايد استخدام العنف في حلب''، مشيرا إلى أن القوات الحكومية يجب أن توقف الهجمات على المدينة. من جانب آخر اتهمت الحكومة الفرنسية نظام الأسد بأنه يريد أن يرتكب مذبحة أخرى في حلب. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية بيرنار فاليرو في لقاء مع وكالة الأنباء الفرنسية: ''بشار الأسد يستعد لارتكاب حمام دم جديد ضد شعبه، حيث يحشد معداته العسكرية الثقيلة حول حلب''. وطالب فاليرو الحكومة السورية بوقف استخدام الأسلحة الثقيلة ووقف ممارسة العنف ضد الشعب. من جهتهم قال الثوار السوريون في حلب أمس إنهم يستعدون لما وصفوه بـ ''أم المعارك''، في الوقت الذي دفع فيه الثوار والقوات الحكومية بتعزيزات إلى المنطقة. وقال أبو عمر الحلبي، أحد قادة الجيش السوري الحر المنتشر بالقرب من منطقة صلاح الدين جنوب شرق حلب، في تصريحات: ''مستعدون لأم المعارك''. وأضاف الحلبي أن أكثر من ثلاثة آلاف من المقاتلين الثوار من أنحاء سورية انضموا بالفعل إلى الثوار الموجودين في حلب منذ الخميس والبالغ عددهم ألفين و500.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار