أخبار اقتصادية

دراسة حديثة: تطبيق الجودة الشاملة في المنشآت السعودية لا يزال محدوداً

دراسة حديثة: تطبيق الجودة الشاملة في المنشآت السعودية لا يزال محدوداً

أكد الدكتور عبد اللطيف بن صالح النعيم أستاذ إدارة الأعمال في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الأحساء، أن التغيرات المتسارعة، التي يشهدها الواقع الراهن في شتى الميادين قد جعلت من الأساليب الإدارية التقليدية غير قادرة على تحقيق طموحات المنظمات والأجهزة الإدارية، التي أصبحت أكثر حاجة في أي وقت مضى إلى رفع مستوى أدائها وزيادة فاعليتها التنظيمية لتثبيت أقدامها في الأسواق المحلية والعالمية، ولتتمكن من تحسين جودة منتجاتها وخدماتها لإشباع حاجات عملائها بكفاءة عالية من جانب ولمواجهة المنافسة في الأسواق العالمية من جانب آخر. وقال الدكتور النعيم إن مفهوم إدارة الجودة الشاملة، وإن تم تطبيقه في بعض المؤسسات السعودية العامة والخاصة إلا أن تطبيقه لا يزال محدودا في السعودية، مقارنة بالإقبال الواسع، الذي لقيه بواسطة عديد من المؤسسات العالمية الغربية. وأضاف أن الدراسة ركزت على فئة من فئات المجتمع، وهم طلاب الأقسام في الجامعات باعتبارهم موظفي وإداريي المستقبل وشريحة مهمة من شرائح المجتمع، التي يتوقع نزولها إلى ميدان العمل مستقبلا، وذلك من أجل تقديم أوسع لواحدة من أهم أساسيات ومتطلبات تطبيقه بنجاح. وبين أن هذه الدراسة تسعى إلى معرفة وتحليل مواقف طلاب الأقسام الإدارية في الجامعات السعودية إلى تطبيق إدارة الجودة الشاملة كمفهوم إداري حديث أثبت نجاحات كثيرة في عديد من دول العالم، ما يعطي الفرصة لأصحاب القرار في المنظمات والأجهزة الإدارية لفهم وإدراك دور الأفراد والموظفين في تطبيق مفاهيم الجودة بفاعلية، أما البعد الاستراتيجي فيكمن في إكساب طلاب الأقسام الإدارية في الجامعات الثقافة والمعرفة في مجال الجودة الشاملة، لتتكون لديهم صورة واضحة عن أهمية المفهوم الإداري الحديث في تحسين أداء المنظمات والأجهزة الإدارية بشكل عام لخلق مستوى من التأييد والحماس لديهم لهذا المفهوم من أجل تطبيقه بالفعالية المطلوبة في المستقبل. وأشارت نتائج الدراسة إلى تدني مستوى انتشار مفهوم إدارة الجودة الشاملة بين أوساط طلاب الجامعات بنسبة 47 في المائة من مجموع المشاركين في الدراسة، كما أفادت النتائج بأن نسبة الطلاب الذين استفادوا من برامج العمل الصيفي، التي تقدمها الأجهزة الحكومية ومنظمات القطاع الخاص تمثل نصف عينة الدراسة، وقد أفاد معظم هؤلاء بعدم تطبيق المنظمات، التي عملوا بها لإدارة الجودة الشاملة. وأشارت نتائج الدراسة إلى أن الموقف العام لطلاب الأقسام الإدارية في الجامعات السعودية مؤيد بدرجة قوية لتطبيق إدارة الجودة الشاملة وأن العبارة المتعلقة باستخدام الأساليب الحديثة في التدريب قد حازت أعلى درجة تأييد من قبل الطلاب من بين العبارات الأخرى تليها العبارة الخاصة بأهمية التزام الإدارة العليا ودعمها لبرامج التحسين والتطوير، وبأهمية الحوافز وتشجيع الموظفين في دعم برامج الجودة. وقدمت الدراسة البحثية عددا من التوصيات المهمة ومن أبرزها تفعيل دور الغرف التجارية الصناعية باعتبارها المشرف على نشاط قطاع الأعمال بحيث تعمل على رفع مستوى العلاقة بين الجامعات والقطاع الخاص، ليكونا أكثر التصاقاً ببعضهما من ذي قبل، وذلك من خلال حث منظمات القطاع الخاص على تبني برامج توعوية بين أوساط طلاب الجامعات لنشر الوعي بأهمية إدارة الجودة الشاملة، وتعريف الجامعات باحتياجات القطاع الخاص من أجل تلبيتها، سواء من خلال تعديل خططها الدراسية أو من خلال الاهتمام بتطوير وتحسين أساليب التعليم المستخدمة، أن تقوم الغرف التجارية الصناعية السعودية بتنظيم المؤتمرات والندوات المحلية والعالمية حول إدارة الجودة الشاملة، وذلك في مقار كليات العلوم الإدارية في الجامعات للمساهمة في نشر ثقافة الجودة بين أوساط الطلاب، تكثيف الزيارات الميدانية للطلاب إلى تلك المنظمات .
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية