ثقافة وفنون

الدراما السعودية تذوب في الأعمال الخليجية المشتركة

الدراما السعودية تذوب في الأعمال الخليجية المشتركة

الدراما السعودية تذوب في الأعمال الخليجية المشتركة

إن أمعنت النظر فيما يجري من حركة إنتاجية تلفزيونية في المواسم الأخيرة، خصوصا هذا الموسم مع غياب المنَتج السعودي الأبرز ''طاش ما طاش''، يمكنك ملاحظة التالي: لم يعد يوجد فعليا منتج سعودي خالص باستثناء تلك الأعمال التي ينتجها التلفزيون السعودي ويعرضها على قناته الوطنية، عدا ذلك فهناك فنانون سعوديون في أعمال فنية مختلطة، وفي المحصلة هناك فنانون سعوديون لأعمال فنية سعودية. المخرج المسرحي والممثل السعودي عبد الإله السناني أكد الأسبوع الماضي في نادي ''أدبي الرياض'' أن المسلسل الدرامي ''طاش ما طاش'' يمثل تجربة مهمة قدمت على مدى أكثر من عقدين من الزمن كونه المسلسل السعودي الوحيد المتواجد داخل مكتبة الكونجرس الأمريكي كمرجع لخلفيات المجتمع السعودي وما يعيشه من قضايا، في حين يرى أن الدراما الخليجية بشكل عام خارج سياق العمل الدرامي الحقيقي على الرغم من المبالغ المالية الضخمة التي تضخ للإنتاج الدرامي، حيث يشكل المال السعودي دائما العمود الفقري لذلك الإنتاج. #2# وبشهادة أحد أكثر المتخصصين في العمل الفني محليا فإن المجال الدرامي السعودي يفتقر إلى وجوه جديدة، وإلى كتّاب متخصصين في النصوص الدرامية إلى جانب حاجته لكلية للدراما لتطوير كادر العمل التلفزيوني بحسب عبد الإله السناني الذي يشير إلى أن الواقع الحالي للدراما في المملكة والخليج بشكل عام ليس مثاليا، ودائما ما يميل إلى تفضيل الممثل ''البطل'' على باقي عناصر العمل الفني، وتشترك في هذه الصفة الفنية غير المحمودة ـــ بحسب آخرين ـــ الدراما المصرية التي غالبا ما يتم من خلالها تلميع نجوم الفنانين على حساب العمل وواقعيته. وبالعودة إلى الدراما السعودية التي يتهمها الكثيرون بتكرار نفسها وإعادة إنتاج أخطائها، فإن الملاحظ في الفترة الأخيرة هو اتجاه الممثلين السعوديين الموهوبين إلى نقاط إنتاج خليجية أكثر خبرة وفاعلية، ويقف عبد الإله السناني وأسعد الزهراني وحبيب الحبيب كأمثلة حية على هذا الاتجاه من خلال برنامج ''واي فاي'' الذي يعرض حاليا في قنوات عربية بارزة، وهو الأمر الذي فضله بشير الغنيم مع عدد من النجوم المحليين في الانضمام إلى دائرة أكبر من نجوم الخليج في مسلسل ''مضارب بني قرقاص''. ويعكس الوضع الحالي للدراما الخليجية القائمة على تعدد الجنسيات في العمل الفني الواحد طبيعة الاقتصاد القائمة حاليا على الخصخصة، إذ تقوم شركات قطاع خاص تابعة لقنوات فضائية خاصة بإنتاج مثل هذا النوع من العمل غير القائم على جنسية واحدة كالذي كان يحصل في العقود السالفة، حيث كانت التلفزيونات الحكومية هي من تنتج أعمالها الوطنية مفضلة دوما طواقم عمل محلية، خصوصا في مجال التمثيل، غير أن الممثل والمخرج المسرحي عبد الإله السناني طالب بأن يقوم التلفزيون السعودي بتنويع إنتاجه من خلال استحداث مراكز لتطوير الكوادر القائمة عليه، مع مراعاة تطور الذائقة الفنية عند المشاهد العادي. جانب مهم وكبير مغيب في الدراما السعودية سمح للغير بملء فراغه وهو الدراما التاريخية، كما تشير الناشطة الثقافية والشاعرة ميسون أبو بكر التي أدارت حوار النادي الأدبي مع الممثل عبد الإله السناني مؤكدة أهمية مناقشة الدراما الرمضانية، خصوصا تلك المتعلقة بالتاريخية والوثائقية التي أكد الكثيرون غيابها عن خارطة الدراما التلفزيونية السعودية، وعن خطة التلفزيون البرامجية، ما يشكل فراغا يجد الباقون إمكان ملئه بالطرق التي تناسبهم وتناسب قوى الإعلان المسيطرة على التلفزيونات الخاصة، وقد لا تناسب في الوقت ذاته الرسالة التي لا تستطيع حملها سوى التلفزيونات الوطنية التي بدا دورها في الانحسار مع تركها لهذا المجال للقنوات الخاصة. أيا كان، فإن العمل الدرامي سواء التاريخي أو المعاصر يتعرض بشكل واضح لاختراق صارخ لخصوصية المجتمعات بشكل يبرره المؤيدون للعولمة التي تفرض نفسها على المجتمعات، فيما يرفضه المحافظون بدعوى أنه يحاول أن يذيب خصوصية المجتمعات التي تعتز بتقاليدها. يتبع في الأسبوع المقبل ـــ بإذن الله ــــ.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون