منوعات

الرياض: الحرفيات السعوديات يتنافسن في 26 مركزا للتسوق

الرياض: الحرفيات السعوديات يتنافسن في 26 مركزا للتسوق

الرياض: الحرفيات السعوديات يتنافسن في 26 مركزا للتسوق

الرياض: الحرفيات السعوديات يتنافسن في 26 مركزا للتسوق

استطاع عدد من السعوديات ما بين مسنّة وشابة أن يلفتن بإبداعاتهن الحرفيّة أنظار آلاف الزوّار من العائلات الذين تقاطروا منذ بداية إجازة الصيف إلى مراكز التسوق في مدينة الرياض، للاستمتاع بفعاليات مهرجان الرياض للتسوق والترفيه في عامه الثامن، الذي تنظمه الغرفة التجارية الصناعية في الرياض بدعم من أمانة منطقة الرياض والهيئة العامة للسياحة والآثار، لجعل العاصمة مقصداً سياحياً عالمياً لمحبي التسوّق والترفيه العائلي. واستعرض الحرفيات في أجنحة "معرض الحرف اليدوية للأسر السعودية المنتجة" الذي وزعت فروعه في 26 مركزاً للتسوق في الرياض، مهاراتهن في صناعة الحِرف القديمة التي كانت تمتهنها المرأة السعودية في الماضي، واستثمر في بعضها حالياً الخامات الحديثة مثل: غزل ونسج الصوف (السدو)، ونقش الحناء، والخياطة والتطريز، وتصميم الأشكال والمجسمات، والرسم بأنواعه، وتنسيق الزهور، وتلوين الفخار، والإكسسوارات الرجالية والنسائية، والبخور والعطور، والتحف الخشبية، والألعاب الشعبية. #2# وبرز إقبال الفتيات على منافسة المسنّات في إتقان هذه الحِرف، بل وأضحن لها متمرّسات، نتيجة معرفتهن بأدوات التقنية الحديثة التي أسهمت في بلورة جهود أمهاتهن وجدّاتهن في الصناعات التي كانت تعتمد على حرفة اليد، وتطوير آلياتها ومزجها بتقنيات العصر، لتواكب ذائقة الجمهور بمختلف شرائحه، مع الحفاظ على تاريخ وتراث أبناء المجتمع السعودي، لتخرج للمتسوقين في أصناف صناعية متعدّدة ذات صبغة محليّة. وأوضحت "أم مشعل" المتخصّصة في صناعة العطور التقليدية، أنها تعلّمت هذه الحرفة من أمها التي ورثت بدورها أصول الصنعة من الجدّة "أم سالم"، الذي ارتبط اسمها قبل 40 عاماً بصناعة "معمول العنبر" و"مخلط دهن العود"، مفيدة في حديثها لوكالة الأنباء السعودية، أنها بدأت في تدريب ابنتها على صناعة العطور والمعمول، وخرجن من تجاربهن العديدة بخلطة عطر جديد، أطلقن عليه اسم (رحمة). #3# وأشارت إلى أن إنتاجها الوفير من العطور المختلفة قد وجد قبولا لدى مرتادي مراكز التسوق في أرجاء مدينة الرياض، ساعدها على زيادة دخلها اليومي الذي تجنيه من المشاركة في هذا المهرجان، وأعانها على سداد أقساط إيجار المسكن، وتلبية متطلبات الحياة. وفي أحد الأجنحة، وقفت بكل شموخ مزهوة بأعمالها إحدى طالبات الكلية التقنية في الرياض "الهنوف العريبي"، وقالت في حديث مماثل لـ"واس" إنها شاركت في هذا المهرجان بأشغال الخياطة اليدوية، وعمل المفارش والأغطية والملابس، مبينة أنها بدأت هذه المهنة منذ أن كانت تدرس في الصف الخامس الابتدائي. وأفادت بأن أعمال خياطة التريكو والكروشيه الذي تعلمته في المدرسة، لفت نظرها إلى هذه المهنة، وبعد أن كبرت عملت على تطوير مهاراتها عن طريق المواقع العالمية المتخصصة في ذلك المجال على شبكة الإنترنت، حتى أنتجت بفضل الله الحرف المختلفة التي وجدت إقبالاً كبيراً من مرتادي المهرجانات في المملكة سواء من المواطنين أو المقيمين. أما إذا كنت من عشّاق الألوان، فإنك حتماً ستجد في حرف الأسر المنتجة من يتلمس هذه الذائقة، إذ برزت موهوبة شابة تُدعى "خيرية عسيري"، وهي صاحبة إنتاج إبداعي في الرسم والخط على مدى 17 عاماً، قدمت من خلالها العديد من اللوحات الفنية المتميزة والمعبّرة عن مشاعر الإنسان، كما زيّنت الأواني الفخارية والأكواب بعبارات وأسماء خُطّت بأنواع مختلفة من الخط العربي، في حين أشارت عسيري إلى أنها تفضل المشاركة في المهرجانات المختلفة كونها أرضا خصبة لبيع إنتاجها، ولا تستنزف الوقت والمال كما في البازارات. وفيما يتعلق بفن التصميم والإكسسوارات، فقد قالت المصممة "دلال اليعقوب" إنها عملت على تصميم الإكسسوارات النسائية وطباعة الأسماء والصور عليها منذ ست سنوات، مستهلة مشوارها في ذلك المجال كهاوية إلى أن تحولت فيما بعد إلى حرفية ثم إلى مستثمرة بسيطة، تستقي من صنعتها الممزوجة بالحداثة لقمة العيش، موضحة أنها تعمل حالياً على تطوير حرفتها هذه من خلال الدخول إلى فنّ تصميم إكسسوارات الملابس الرجالية والعطور والحلي. وفي جناح ليس ببعيد، قالت الشابة سها النعماني، التي تجاوزت بطموحاتها حاجز المستحيل: "تركت وظيفتي التي أمضيت فيها ست سنوات لأتفرغ لتحقيق طموحي الذي راودني منذ الصغر، وذلك بأن أكون مصمّمة عباءات نسائية محترفة"، مشيرة إلى أنه بعد خمسة أشهر من تاريخ تركها الوظيفة، بدأت في نقل أفكارها لمشاريع ملموسة تتلاقفها الأيادي الناعمة في المهرجانات والفعاليات التي تُنظّم في مدينة الرياض تحت جناح "الأسر السعودية المنتجة". وأكدت النعماني أن الطموح وحده لم يكن كفيلاً بتحقيق هذا العطاء الذي وجدت منه دخلاً مالياً أعانها على تحمل أعباء الحياة، بل عملت على صقل هذه الموهبة من خلال متابعة المعارض والمهرجانات المتخصصة في مجال صناعة وتطريز العباءات وموضاتها المختلفة، علاوة على ما يطرح في الإنترنت من مواهب متعدّدة في ذلك الجانب، لتذهب في الأخير إلى مزج هذه الخبرات في منتج محلي يلبي ذائقة النساء دون المساس بتصميم المنتج الأصلي. وتعزّز هذه اللفتات الجميلة أهداف مهرجان الرياض للترفيه والتسويق 1433هـ، الذي يسعى إلى رفع المكانة السياحيّة لمدينة الرياض على مستوى المنطقة، وإبراز الدور الحيوي للمراكز التجارية والترفيهية في دعم السياحة المحلية، مع إضفاء جو من المتعة والمرح خلال فترة المهرجان، والمساهمة الفاعلة في دفع وتنشيط عجلة التنمية الاقتصادية ودعم الاقتصاد الوطني لا سيّما في قطاعي التجزئة والترفيه، ودعم الجمعيات الخيرية الناشطة في المملكة وتفعيل الدور التوعوي الاجتماعي فيما يتعلق بهذه الجمعيات. ولم يكن "مشروع الأسر المنتجة"، منحصراً تنظيمه على مهرجان مدينة الرياض فقط، بل هيأت له مناطق ومحافظات المملكة مساحات مختلفة في المهرجانات الصيفية التي تنظمها، من منطلق الحس الوطني الذي يسعى للنهوض بمستوى المواطن والمواطنة وتعزيز مبدأ الشراكة المجتمعية، ورفع المستوى الاقتصادي للأسر وتفعيل دورها في عملية التنمية، فلا تكاد تخلو مناطق ومحافظات المملكة من إقامة هذا المشروع في مختلف فعالياتها. من جانب آخر، فإن لوزارة الشؤون الاجتماعية ممثلة في وكالة الوزارة لشؤون الضمان الاجتماعي، مشروعاً متميّزاً في ذلك الجانب للمستفيدين من الضمان، تحت مسمّى "مشروع الأسر المنتجة"، تهدف من خلاله إلى تحسين الوضع الاقتصادي للأسر المحتاجة وتحقيق الاستقرار الاجتماعي لها، لتنمو معه الطموحات فيصبح لكل أسرة مشروع اقتصادي تسعى إلى تحقيقه، لزيادة قدرتها التنافسية مع المنتجات الأخرى المماثلة في السوق المحلية والخليجية. وفي ذلك السياق، أكد المتحدث باسم وزارة الشؤون الاجتماعية محمد بن إبراهيم العوض، أن الوزارة ترحب بدعم الحرفيات السعوديات من الأسر المنتجة، ضمن مشروع الوزارة القائم، لمن يستحقون الزكاة، ويشمل ذلك النساء المعلقات أو من يعانين ظروفا اقتصادية كبيرة تعوقهم عن كسب لقمة العيش. وأشار في تصريح لوكالة الأنباء السعودية إلى أن الوزارة تقدم للمستفيدين من الضمان دعماً مالياً عبر مشروع الأسر المنتجة يراوح بين عشرة آلاف ريال و30 ألف ريال، لتتمكن المستفيدة أو المستفيد من البدء في المشروع، وتحقيق الريع المادي الذي يكفل الحياة الكريمة للأسرة، مبيناً أن صرف الضمان لا ينقطع عن المستفيد طالما أنه يستحق الزكاة الشرعية التي أمر الله - عزّ وجل بها. وكانت الجمعية التعاونية النسائية (حرفة) التي ترأس مجلس إدارتها صاحبة السمو الأميرة نورة بنت محمد بن سعود، أول جمعية تعاونية نسائية في المملكة تطلق حملة (حرفة وطن) الخاصة بدعم الأسر المنتجة والحرفيات السعوديات ورعاية شؤونهن وتطوير العمل. وأبرزت حملة "حرفة وطن" منذ تدشينها في آذار (مارس) الماضي، الأسر المنتجة عبر سلسلة من الإجراءات التي تتخذها الجمعية التعاونية النسائية في سبيل تطوير آليات عمل هذه الأسر، وحفظ الحرف اليدوية السعودية التي تزخر بها بلادنا في شتى مناطقها.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من منوعات