أخبار اقتصادية

النفط الإماراتي يبدأ في التدفق بعيدًا عن مضيق هرمز

النفط الإماراتي يبدأ في التدفق بعيدًا عن مضيق هرمز

قال مسؤول إماراتي إن نفط بلاده بدأ في التدفق أمس، على المرفأ النفطي الرئيس في الفجيرة بعيدا عن مضيق هرمز الذي تسيطر إيران على ضفته الشمالية ويشهد توترات جيوسياسية. ومن المقرر أن تبدأ الإمارات لأول مرة مطلع تموز (يوليو) المقبل تحميل النفط للتصدير من خارج الخليج عبر خط أنابيب يتجاوز مضيق هرمز. وأضاف المسؤول الإماراتي ''مليون برميل يومياً تدخل المرفأ.. من المقرر تحميل الناقلة الأولى في الأول من يوليو''، وأكد مصدر آخر بدء تدفق النفط إلى المرفأ، ما يقلل اعتماد الإمارات على مضيق هرمز في صادراتها. وكانت أعمال إنشاء الأنبوب الذي يمتد على طول 360 كيلومتراً قد بدأت في 2008 بهدف السماح بتصدير النفط الإماراتي دون المرور عبر مضيق هرمز. وفي مايلي مزيدا من التفاصيل: تبدأ الإمارات لأول مرة مطلع تموز (يوليو) المقبل تحميل النفط للتصدير من خارج الخليج عبر خط أنابيب يتجاوز مضيق هرمز، من المقرر أن يضخ مليون برميل في ميناء الفجيرة. ونقلت "رويترز" عن مصدر على صلة مباشرة بالمشروع قوله "اعتباراً من الساعة 09:30 اليوم بدأ تدفق النفط على المرفأ النفطي الرئيس في الفجيرة". وأضاف "مليون برميل يومياً تدخل المرفأ.. من المقرر تحميل الناقلة الأولى في الأول من يوليو". وأكد مصدر آخر بدء تدفق النفط إلى المرفأ ما يقلل اعتماد الإمارات على مضيق هرمز في صادراتها. وكانت أعمال إنشاء الأنبوب الذي يمتد على طول 360 كيلو متراً بدأت في 2008 بهدف السماح بتصدير النفط الإماراتي دون المرور عبر مضيق هرمز الذي تسيطر إيران على ضفته الشمالية ويشهد توترات جيوسياسية. وتبلغ "سعة التصدير 1,8 مليون برميل لكن الأنبوب سيضخ 1,5 مليون برميل"، أي القسم الأكبر من النفط الإماراتي. وتنتج الإمارات 2.5 مليون برميل من الخام يومياً. وتمر الصادرات النفطية البحرينية والقطرية والإماراتية والإيرانية جميعها حالياً عبر مضيق هرمز، إضافة إلى القسم الأكبر من النفط السعودي والعراقي. وتصدر السعودية قسماً من نفطها عبر البحر الأحمر. وهذا الخط الذي يعتبر الأطول في الإمارات هو الإجابة الإماراتية على التهديدات الإيرانية المتوصلة بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي الذي يعتبر الممر الوحيد أمام صادرات أبوظبي من النفط الخام إلى الأسواق العالمية. وكان من المقرر الانتهاء من هذا الخط الذي تبلغ طاقته مليوني برميل يوميا بنهاية العام الماضي، إلا أن هذا الموعد تأجل أكثر من مرة نتيجة صعوبات فنية وتغييرات في التصميم وإدخال أجهزة قياس إضافية. ويربط خط أنابيب حقول حبشان التابعة لشركة بترول أبوظبي الوطنية (ادنيك) في ميناء الفجيرة الإماراتي، وهو مركز رئيسي لتزويد السفن بالوقود أثناء دخولها ومغادرتها مضيق هرمز. وكان من المقرر وفقا لمصادر في شركة الاستثمارات البترولية الدولية "آيبيك" المشرفة على المشروع ضخ النفط في خط الأنابيب نهاية ديسمبر الماضي بواقع مليون برميل يوميا في بادئ الأمر ترتفع تدريجيا إلى مليوني برميل، إلا أن الخطوة تأجلت "لأسباب فنية"، ما تأجل الضخ للأسباب نفسها في آيار (مايو) الماضي. وكانت الشركة ومقرها أبوظبي قد وقعت في 2007 اتفاقية مع المؤسسة البترولية الصينية للهندسة والبناء تتعلق بتنفيذ وإنشاء خط أنابيب لنقل النفط الخام من حبشان في إمارة أبوظبي إلى إمارة الفجيرة بكلفة 2.7 مليار دولار.ووفقا لخادم القبيسي العضو المنتدب لـ"آيبيك" فقد بدأ العمل في المشروع عام 2008 بكلفة عشرة مليارات درهم ويستوعب نقل ما بين المليون و1.5 برميل يومياً عبر خط بطول 360 كيلو متراً وبقطر 48 بوصة مع إمكان رفعها إلى مليون و800 ألف برميل، أي ما يعادل نحو 60 في المائة من إجمالي صادرات أبوظبي من النفط الخام. وأوضح القبيسي أنه بالموازاة مع هذا المشروع ستنفذ "آيبيك" هذا العام مشروع مصفاة الفجيرة بطاقة تكريرية تصل إلى 200 ألف برميل يومياً وبتكلفة قدرها نحو 2.9 مليار دولار، وسيوفر المشروعان أكثر من 1400 فرصة عمل.وأجرت الشركة قبل أكثر من عام عمليات ضخ تجريبي لكميات من النفط الخام من الحقول البرية التابعة لإمارة أبوظبي، عبر مشروع خط الأنابيب. ويعد خط حبشان - الفجيرة أطول وأضخم خط أنابيب في الدولة، حيث يتمتع بطاقة استيعابية لنقل 1.5 مليون برميل من النفط الخام يومياً مع إمكانية رفعها لمليوني برميل، ما يعادل نحو 70 في المائة من إجمالي صادرات أبوظبي من النفط الخام.ويأتي تدشين خط الأنابيب الاستراتيجي هذا في وقت تدرس فيه دول الخليج إنشاء خط أنابيب مشترك لنقل صادراتها النفطية بدلا من الاعتماد على مضيق هرمز وهو الشريان الرئيسي والوحيد الذي ينقل صادرات السعودية والبحرين والكويت وعمان وقطر والإمارات إلى الأسواق العالمية. وقالت مصادر إن الهدف الرئيس من مد الأنابيب من دول الخليج إلى بحر العرب هو ضمان استمرار تدفق صادرات النفط التي تعتمد عليها هذه الدول بشكل كبير في أي حال من حالات الطوارئ كإغلاق المضيق، خاصة أنه لا يوجد منفذ آخر ينقل الصادرات النفطية الحيوية لاقتصادات دول الخليج.وتنتج دول الخليج نحو 15 مليون برميل من النفط الخام يوميا، معظمه يأتي من السعودية، ويتم نقل صادرات النفط والصادرات الأخرى لدول الخليج حاليا عن طريق ناقلات ضخمة تقوم بنقله إلى الأسواق العالمية تمر عبر المضيق الذي تسيطر عليه إيران. ويشكل دخل النفط في بعض دول الخليج نحو 90 في المائة من مجموع إيرادات دول الخليج التي لديها مخزون يصل إلى نحو 50 في المائة من المخزون العالمي من النفط. ووجدت دول الخليج العربية صعوبات في تصدير النفط عبر هرمز أثناء الحرب العراقية -الإيرانية بعد الهجمات التي كانت تشن على ناقلات النفط التي تمر عبر مضيق هرمز. وعسكريا، دشنت الإمارات في الفجيرة قاعدة عسكرية تمتاز بموقعها الحيوي، حيث تم اختيار موقع القاعدة البحرية بإمارة الفجيرة التي تمتاز بموقعها الاستراتيجي المهم الذي يربط الدولة ببحر العرب والمحيط الهندي. ووفقا لتصريحات كبار القادة العسكريين في الإمارات فإن القاعدة تتميز بأهمية استراتيجية سواء من حيث الموقع أو من حيث الأهداف التي أنشئت من أجلها، وأهمها حماية سواحل الدولة البحرية وتأمين حركة الملاحة في منطقة مضيق هرمز الاستراتيجي، الذي يعد شريان الحياة الذي تعبر منه ناقلات النفط العالمية وهي تحمل أكثر من 60 في المائة من استهلاك العالم من البترول.وأكد قائد القاعدة البحرية في تصريحات سابقة أنها ستسهم في رفع قدرات القوات البحرية على تنفيذ مهامها في هذا الجزء من المسرح البحري للدولة ضمن الخطط الاستراتيجية الدفاعية الشاملة، التي تتلخص في حماية المياه الإقليمية والمنشآت الحيوية التي تشملها، وتوفير الأمن البحري والمحافظة على أمن وسلامة طرق التجارة المؤدية من وإلى الدولة ضمن القانون الدولي، وتقديم الاستجابة الفورية للكوارث الطبيعية والصناعية التي تحدث في البحر. وأنشأت إمارتا أبوظبي التي تملك احتياطات نفطية ضخمة والفجيرة الواقعة على خليج عمان مرفأ سيتيح تصدير حتى 70 في المائة من الخام الذي تنتجه الأولى دون المرور بمضيق هرمز الاستراتيجي. ويمثل هذا المرفأ صفعة ضمنية للتهديدات الإيرانية المستمرة بإغلاق مضيق هرمز، ويمكن أن يتحول إلى نافذة حيوية لتصدير النفط بالنسبة إلى بقية دول المنطقة إذا ما أمكن مد أنابيب التصدير إليه في المستقبل. ويرى محللون أن نقل النفط عبر هذا المرفأ سيوفر على المصدرين تكاليف الإبحار على امتداد مسافات طويلة نسبيا داخل مياه الخليج العربي.وتبلغ قيمة الاستثمارات في المرفأ 245.2 مليون دولار وهو سيحوي عند انتهاء جميع مراحله 17 حوضا لتخزين النفط وتحميله إلى السفن عبر أنابيب في البحر. وهناك أنبوب يربط بين إمارتي أبوظبي والفجيرة حاليا، إلا أنه يستخدم لنقل كميات ضئيلة من النفط. وسبق لمسؤولين إيرانيين أن هددوا أكثر من مرة بإغلاق مضيق هرمز في حال تعرضت لضربة عسكرية أو تعرضت مصالحها للخطر.وتقدر احتياطات الإمارات الاستراتيجية من النفط بـ100 مليار برميل، أي عشر الاحتياطات العالمية تقريبا، وهي تنتج حاليا نحو 2.2 مليون برميل من الخام. وعلى مدى السنوات الماضية، بات الإنتاج النفطي الإماراتي مركزا في إمارة أبوظبي بعد أن تلاشت الثروات النفطية في باقي الإمارات.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية