Author

أنت سعودي .. فكن متفائلاً

|
قد يستغرب البعض من اختياري هذا العنوان، ولكني لاحظت أن هناك موجة بدأت تنتشر من قِبل بعض المثبطين والمنهزمين يصورون الإنسان السعودي وكأنه إنسان مستسلم يهتم فقط بالشكليات ولا إنتاج ولا تميُّز يُرجى من ورائه ويحاولون بكل وسيلة أن يزرعوا الانهزامية والفشل والإحباط في داخله، لذلك أقول صدقاً إني أفتخر بك أيها السعودي وأتفاءل بأن المستقبل يشرع أبوابه لك وسأخبرك لماذا؟ حين تقارن بين منجزات دولة عظمى مثل الولايات المتحدة التي مضى على استقلالها أكثر من 235 عاماً ومنجزات وطنك الذي مضى على توحيده 80 عاماً فقط ستجد أن الكفة تميل لمصلحة بلدك بكل قوة وحيادية، ولك أن تتخيل هذا التقدم العمراني والتعليمي والمعلوماتي والطبي والصناعي المذهل الذي طرأ على وطن كان قبل 80 عاماً مجرد صحراء تتقاتل بين ربوعها القبائل المتناحرة، ثم أطلق العنان لتصوراتك لتتخيل إلى أي مدى سيصل التقدم بوطنك بعد 155 سنة، وهي المدة الزمنية الفاصلة تاريخياً بين استقلال أمريكا والسعودية، إذن تفاءل فأنت تملك قدرة عالية على الإنتاجية المتميزة والعطاء اللامحدود والرغبة الصادقة في تقدم وطنك! حين يهزأ بك البعض ويعتقدون أنك مواطن نفطي كسول غير قادر على تحمُّل ضغوط الحياة وقسوة العيش ويتفاخرون بقدرتهم على العمل للساعة الخامسة في بلدان أنعم الله عليها بروعة المناخ ومناظره الربيعية فلا تستمع لقولهم فإني أجزم بأنه لو قدر لأحدهم العيش في مناخ صحراوي مثل مناخنا والذي تكاد درجة حرارته تصل الـ 50 درجة لما تجاوز الحد الأقصى للعمل لديهم 12 ظهراً، فحتى "الضب يتبطح" في جحره بلا حراك إلى أن تغيب الشمس، فأنت تملك من الصبر وتحمُّل الظروف البيئية ما لا يملكه غيرك، إذن تفاءل فأنت تملك قدرة مذهلة على التكيُّف البيئي! من رحم وطنك أيها السعودي خرج أثرياء عالميون، بفضل الله، ثم كفاحهم وعملهم الجاد كالراجحي والعليان وصالح كامل، ومن رحم وطنك خرج رجل كوزير البترول الدكتور علي النعيمي الذي كان مجرد عامل بسيط في شركة أرامكو رفض المهندس الأمريكي أن يجعله يشرب ماء من "البرّادة" بحجة أنها لكبار الموظفين فعزم هذا المكافح السعودي أن يثبت له وللعالم أجمع أن السعودي لا يقل شأناً عن غيره فأكمل دراسته بعزيمته وإرادته وسجّل قصة نجاحه الباهرة، ومن رحم وطنك خرج أول رائد فضاء مسلم عربي، ومن رحم وطنك خرج العلماء والفقهاء الذين يحظون باحترام العالم أجمع وتستعين بآرائهم الأمة الإسلامية بأكملها، ومن رحم وطنك خرج أطباء جرّاحون يُشار إليهم بالبنان في التميُّز والبراعة، ومن رحم وطنك خرج مشاهير الكتاب والأدباء والشعراء والقصصيين والمخترعين الذين أبهروا العالم باختراعاتهم، ومن رحم وطنك خرجت المرأة المعلمة، الطبيبة، الممرضة، الشاعرة، الأديبة، الكاتبة، المهندسة، سيدة الأعمال، ودون أن تتنازل عن حجابها أو تساوم في أخلاقها..! إن مَن حقَّق كل هذه الإنجازات التي نراها الآن في فترة زمنية قصيرة مقارنة بالدول الأخرى لهو إنسان طموح متميز ذو إنتاجية عالية وقادر ـــ بإذن الله تعالى ـــ أن يسهم في تقدم بلده نحو مصاف الدول العظمى قريباً ..! ولكن بشرط .. أن يُحسن الظن بربه ولا يقلل من شأن نفسه أبداً. لذلك أقول لك أنت سعودي فكن متفائلاً ..!

اخر مقالات الكاتب

إنشرها