تطوير بيئة العمل ممارسة يومية لا يمكن فصلها عن هوية الشركة

تطوير بيئة العمل ممارسة يومية لا يمكن فصلها عن هوية الشركة

كشف عبد العزيز السويلم الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة لإرنست ويونغ الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن شركة إرنست ويونغ في السعودية تضم نخبة من المحاسبين المواطنين ممن يحملون أعلى المؤهلات العلمية والمهنية والمرخصين من الهيئة السعودية للمحاسبين القانونيين. وأكد في حوار مع ''الاقتصادية'' أن نجاحات الشركة المتتالية ونموها المتصاعد يعود إلى بيئة أعمالها المتميزة وخبرات موظفيها وقدراتهم الجيدة على حسن قراءة وتبني الواقع الجديد، إضافة إلى ثقافة الشركة وقيمها التنظيمية والإدارية الداخلية.. فإلى محاور اللقاء: يُعزى نجاح إرنست ويونغ عالمياً إلى بيئة أعمالها المتميزة وخبرات موظفيها ومنظومة قيمها التنظيمية والإدارية المتقدمة.. ما خططكم لتعزيز وجود وفاعلية القوى العاملة المواطنة ضمن شركتكم العالمية؟ تعتبر إرنست ويونغ من وجهات العمل الرائدة التي تضم في صفوفها نخبة من المواهب المحلية في قطاعنا بالمملكة العربية السعودية. وتفخر الشركة بكونها تضم عشرة شركاء محاسبين سعوديين ممن يحملون أعلى المؤهلات العلمية والمهنية والمرخصين من الهيئة السعودية للمحاسبين القانونيين. لذلك نحرص كل الحرص على إتاحة المجال أمام المواهب المتميزة للارتقاء بمهاراتها من خلال تعيينهم في مختلف مكاتبنا حول العالم لكي يتم تدريبهم على أعلى المستويات وتتاح لهم فرصة ممارسة العمل المهني في بيئة متميزة ومتنوعة، وبالتالي يعودوا محملين بالمعارف والأفكار الجديدة التي تصب في النهاية في مصلحة القطاع المحلي. إن ما تشهده السوق السعودية من انتعاش اقتصادي أتاح فرصا كثيرة أمام الكفاءات الوطنية المتخصصة في المجال المالي والمحاسبي، ما يدعم مسعى الشركة لتحقيق رأسمال بشري عالي الإنتاجية عبر تأهيل خريجي وخريجات الجامعات من الطاقات السعودية الشابة من ذوي الكفاءات العالية، ومنحهم برامج تدريبية متخصصة من أجل تأهيلهم وتطويرهم لكي يعتلوا مناصب مهنية عالية بعد تنمية مهاراتهم المهنية والعملية. والواقع أننا في إرنست ويونغ نسعى بجد واجتهاد ووفق خطط مدروسة لتحقيق تنمية طويلة الأجل لرأس المال البشري المواطن، وقد خصصنا موارد كبيرة لمساعدتنا على تحقيق هذا الهدف. كيف تنظرون في الشركة إلى سياسة ''التوطين والسعودة'' وبرامج التطوير والتدريب للكفاءات الوطنية؟ إن اهتمام إرنست ويونغ بقطاع التطوير والتدريب للكفاءات الوطنية، هو جزء من سياستها العالمية ومساهمتها في تنمية الاقتصادات المحلية، لذا كان العنصر البشري الوطني من أهم أولوياتنا، فضلاً عن أننا بحكم طبيعة عملنا المهني مرتبطون ارتباطاً وثيقاً بالمجال المعلوماتي والمعرفي، ونعطي الكفاءات الوطنية اهتماما خاصاً في عمليات التأهيل والتدريب والتطوير ونقل المعرفة، لذلك نجح عدد من الكفاءات السعودية المتميزة عن جدارة واستحقاق في تقلد مناصب الشركاء المسؤولين عن مكاتب الشركة في السعودية في كل من الرياض وجدة والخبر، إضافة إلى المناصب الرفيعة والوظائف الكبيرة. وفي هذا الجانب، تتعامل إرنست ويونغ مع مسألة ''التوطين'' كجزء مهم من توجهها الاستراتيجي، لا باعتبار أن الهدف الأساسي هو توظيف الشباب السعودي وضمان تطويرهم لكي يترقوا في سلم الوظيفة وحسب، ولكن أيضاً توطين قيم ومعايير الشركة المهنية وهويتها العالمية والمهم توطين ''المعرفة والمنهجية'' التي حصلت الشركة عليها عبر تاريخها الطويل من خلال نقل هذه الخبرات والمعارف إلى الموظف السعودي. من خلال تجربتكم.. ما أهم مكونات صناعة نظام إداري ناجح في بناء بيئة عمل جاذبة ومحفّزة للنمو؟ إن وضع نظام إداري متطور يتكيف مع الخصائص الثقافية والاجتماعية المحلية هو الذي يضمن إلى درجة كبيرة نجاح الشركة في الحفاظ على الجودة الاستثنائية للخدمات التي تقدمها لعملائها، لذلك ينبغي النظر إلى موضوع الاهتمام ببيئة العمل في إرنست ويونغ على أنه موضوع أساسي ومحور جوهري ضمن استراتيجية الشركة حتى تلك التي تصبو إلى أهداف تجارية واقتصادية، لذلك فإن ترقية وتطوير وتحسين بيئة العمل ضمن هذا التوجه، لا يجعل منه عبئاً، بقدر ما يجعل منه ممارسة يومية ممتعة ولصيقة لا يمكن أن نفصلها عن هوية الشركة ذاتها وما ترمز إليه''. إن طريق النمو والتقدم الذي تسير عليه الشركة كان بفضل الله ثم الولاء والتعاون الذي يكنه موظفوها تجاهها وعملائها المنتشرين في المنطقة، ولعل في ذلك تأكيدا على أن القوى البشرية هي الأساس الذي تستمد منه الشركة قوتها، لذا تسعى دوماً إلى معرفة وَقْعِ بيئة العمل على موظفيها، وتقوم بفهم وقياس بيئة العمل على أساس رضا الموظفين، كون بيئة العمل لدى إرنست ويونغ تحمل شعارا راسخاً هو ''الموظف أولاً''. ولعل اهتمام الشركة الكبير بقيمها المهنية، وربطها بكل الأنشطة التي يقوم بها موظفوها، هو ما كرّس لبيئة عمل مهنية راقية المستوى، تميّزها عن غيرها. وإضافة إلى ذلك خلق بيئة عمل فاعلة في نقل المعرفة والخبرات بين الموظفين ذاتهم وبين موظفيها وعملائها ومجتمعها الذي تعمل في محيطه، بحكم أنها شركة مهنية تعمل في نطاق التداول المعرفي المهني، وتحمل رسالة مهمة في هذا المجال. كيف تصنفون أنفسكم بين الشركات المنافسة في هذا القطاع بالمنطقة؟ نعبّر عن فخرنا واعتزازنا لكوننا في إرنست ويونغ نحتل المركز الأول في الخدمات الاستشارية في المنطقة، بحسب آخر تقرير من كينيدي للاستشارات والبحوث الذي يصدر بشكل دوري حول سوق الاستشارات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويشمل مناطق دول مجلس التعاون الخليجي، ويغطي مجموعة واسعة من الخدمات الاستشارية بما تتضمنه من وضع الاستراتيجيات، والعمليات، وإدارة تكنولوجيا المعلومات، إضافة إلى استشارات الموارد البشرية وإدارة المخاطر. كما يغطي الخدمات الاستشارية للصفقات، والاستشارات الضريبية، وتحقيقات عمليات الاحتيال. لكم تاريخ وتجربة طويلة في أسواق المنطقة.. كيف أمكنكم بناء علاقات متينة ومتطورة مع عملائكم؟ الواقع أن إرنست ويونغ من أولى الشركات العالمية في المنطقة التي أبدت التزاماً عميقاً وأصيلاً بتطوير المعارف والمهارات لفرق عملها الوطنية المتخصصة من أجل بناء علاقات متينة مع العملاء المحليين الرئيسين والحكومات، بما يعزز نهج الشركة في تقديم خدمات استشارية نوعية تركز على مساعدة العملاء في التطور والنمو والحفاظ على أداء أعمالهم، مع التركيز على إدارة المخاطر والعمليات التجارية، إلى المشاركة في تطوير الحلول. إننا فخورون بتاريخنا الطويل في هذه المنطقة، الذي يمتد إلى ما يقرب تسعة عقود. كما أننا نتمتع بفهم عميق للسوق، مدعوم بالمعارف والمهارات الدولية من خلال خبرائنا في منطقة أوروبا والشرق الأوسط والهند وإفريقيا. ونعتقد أن هناك مجالا أكبر لنا للنمو في هذا السوق، حيث نمضي قدماً في خططنا الطموحة. كيف توفق الشركة في مسارها العملي بين سياسة ''التوطين'' ونهج العالمية التي تتبناها؟ إن توطين القيم والمعارف وتنمية الكوادر في إرنست ويونغ هو جزء واضح ضمن منظومة العمل العالمية الشفافة والبيئة المحفزة والجاذبة التي ترتكز على تفهم وتقدير التراتبية الإدارية وإفشاء ثقافة الاحترام المتبادل ما بين الرئيس والمرؤوس، وذلك من خلال هدم الحواجز التي توجد عادة وتفصل بينهما، والتواصل المستمر لا في شؤون العمل المحضة، ولكن أيضاً التواصل في شؤون مشكلات الموظفين، وذلك عبر قنوات رحبة ومرنة تتيح التعبير بكل حرية وشفافية. وفي ظل هذا ''التوطين'' الموسع يبرز دور الشركة في خدمة المجتمعات المحلية، ومراعاة ما يميزها والمساهمة في ذلك، ويشمل هذا أيضاً، العمل بجد لتوظيف العنصر النسائي، مع الأخذ في الحسبان الخصوصيات الثقافية، وقد نجحت الشركة في السعودية في أن تنجز ذلك وهي في طور التوسع في هذا الجانب لكي تعكس تميز وخصوصية ''المجتمع السعودي''، وتسهم في المسائل التي تعنى بالتنمية المحلية. إذاً كيف يمكنكم وصف تجربة عملكم في المملكة والمنطقة بشكل عام؟ تعتبر شركة إرنست ويونغ رائدة في مجال تقديم الخدمات المهنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وكانت قد بدأت العمل في المنطقة عام 1923. ويعمل لدى الشركة حالياً أكثر من 4200 موظف في 20 مكتبا في 15 دولة عربية، جميعهم يعملون بقيمنا المشتركة والالتزام الثابت بالجودة. ونفخر في السعودية بالمساهمات التي قدمناها لتطوير الاقتصاد المحلي وتعزيز نمو قطاع الأعمال على مدى عقود عديدة من وجودنا هنا. وإضافة إلى عملنا التنظيمي والمحاسبي، دأبنا على تقديم الخدمات الاستشارية للمشاريع والمبادرات الكبيرة للمؤسسات الحكومية والقطاع البنكي والخدمي والشركات العائلية العريقة. نبذة عن إرنست ويونغ تعتبر شركة إرنست ويونغ من أكبر الشركات العالمية في مجال المحاسبة، والاستشارات الضريبية والعمليات التجارية والخدمات الاستشارية. ويمتاز موظفوها حول العالم والبالغ عددهم 152 ألفا بأنهم متضامنون من خلال القيم المشتركة والالتزام الثابت بالجودة والرغبة في إحداث التغيير للأفضل من خلال مساعدة الموظفين والعملاء والمجتمع لتحقيق الأهداف المنشودة. أما بخصوص شركة إرنست ويونغ الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فقد بدأت العمل في المنطقة عام 1923.. وعلى مدى أكثر من 89 عاماً، استطاعت الشركة أن تطور عملياتها بما يتواكب مع التطورات التي شهدتها المنطقة على الصعيد التجاري والقانوني. ويعمل لدى الشركة حالياً أكثر من 4200 موظف في 20 مكتبا ينتشرون في 15 دولة عربية.
إنشرها

أضف تعليق