عالم الموسيقى عريض مع مرور 125 عاما على إختراع التسجيلات

عالم الموسيقى عريض مع مرور 125 عاما على إختراع التسجيلات

على مدى مائة عام كاملة ظلت الموسيقى تأتى إلى المستمع أما حية أو كصوت خلفي. فقد بدت تقريبا مثل فتح نيران حارة عندما ينزل الذراع برفق على مكان الأبرة على حافة القرص الأسود. وكانت النتيجة موسيقى للملايين بل والمليارات لم يستطع الكثير منهم حضور حفل مباشر. فالتسجيل أضاف صبغة الديمقراطية على الموسيقى ، وسمح تقريبا للجميع بالاستماع إلى الموسيقى تقريبا في كل مكان.وتحتفل الآن بذكرى مرور 125 عاما على مولدها. وسجل الصوت لأول مرة في عام 1857 ، لكن الفونوجراف الذي أخترعه الفرنسي ادوارد - ليون سكوت دي مارتينفيل لم يتمكن من إعادة تشغيل الصوت الذي أحدثه على الورق أو الزجاج. وتم هذا الانجاز للمرة الأولى بعد مرور 20 عاما في ورشة المخترع الأمريكي توماس ألفا إديسون ، لكن أسطوانات الفونوجراف البطيئة كان بها عيبان أساسيان: غير ملائمة للإستعمال ومن الصعب جدا إنتاجها بكميات كبيرة. وسرعان ما طرأت فكرة لأمريكي أخر هو تشارلز تاينتر بوضع شرائط تحدث الصوت على الأسطوانة. وكان لدى إيميل بيرلينر الذي هاجر من هانوفر في ألمانيا إلى الولايات المتحدة نفس الفكرة وأستطاع ابتكار شكل يمكن تسويقه وسجله باسمه في عام 1887 . وقد ظهر الجراموفون إلى جانب نظيره الأساسي التسجيل ، وأستمر الأمر حتى ثمانينات القرن الماضي حيث كانا هما الوسيلة الأساسية لتسجيل وإعادة تشغيل الموسيقى. فالتسجيلات لا تزال ذات قيمة رمزية وأنها مرت بشئ ما من إعادة الميلاد. ويقول مهندس الصوت جيرت ريدليش "في البداية كانوا شيئا ما مخصص للأغنياء فقط". والتسجيلات القديمة تكاد بالكاد تكون جديرة بمصطلح هاي فاي - وهو مصطلح أكتسب قيمة فقط في منتصف الستينيات - حيث أنها "كان يمكن أن تتعرض للخدش بسهولة ويمكن استعمالها فقط لمرتين. وعلاوة على أن المتعة كانت قصيرة ، يقول ريدليش "إنها استطاعت تسجيل أربع دقائق فقط على كل جانب". وجاء التطور في عام 1931 عندما ظهر التسجيل طويل العمر أو إل بي . وكانت أجهزة الجراموفون أو أجهزة التسجيل كما كانت معروفة لا تزال مرتفعة السعر بالنسبة للجماهير ويتم تأجيرها ، ولكن في نهاية المطاف حول جهاز إل بي الموسيقى إلى ظاهرة جماهيرية. وهناك حتى أجهزة تسجيل للسيارات تعمل تقريبا مثل مشغل الأسطوانات. وأصبح التسجيل موضوع رغبة ورمز للمرح والثقافة وحتى الثورة. وتقول هيكي زنيكر "إن زوجي ذهب إلى البحر في أيام ألمانيا الشرقية الشيوعية من أجل أن يتمكن من شراء تسجيلات". وأنشأت عائلة زنيكر متحفا للتسجيلات والذي يضم حاليا أكثر من 50 ألف تسجيل تتراوح من الموسيقى من خلال تمرينات الألعاب الرياضية للسيدات الحوامل إلى دروس في اللغة الأسبانية. وتقول "كل الوسائط الأخرى مجرد مخازن للمعلومات ، ولكن التسجيل هو قطعة ثقافية". وتمتلك زينكر مجموعة كبيرة من الأسطوانات ، وتقول "لكن التسجيل هو عمل فني كامل".
إنشرها

أضف تعليق