Author

الدخول أو الخروج وإنصاف المتعامل

|
يركز كثيرون، وفي الفترة الحالية على قرار الدخول والخروج من زاوية هل وصل السوق إلى القاع، وبالتالي الطريق سيكون صعودا لباقي الفترة؟ ولعل التركيز ناجم من رغبة الكل في الاستفادة من الفرص المتاحة، وتحقيق الربحية من خلال استثماراتهم وهو حق مشروع لهم، ولكن ننسى أن الجموع هم من يقودون السوق صعودا وهبوطا، واتفاق الأهداف يوحد الاتجاه، في حين أن اختلاف الآراء عادة ما يثري السوق. القضية نابعة من أن أهداف المتعاملين في السوق هي التي تشكل سلوكياتها وتجعلها بشكلها الحالي، فأهداف المتعاملين عادة ما ينجم عنها مجموعة قرارات لترسيخ وتنفيذ الأهداف، وبالتالي يتكون منها سلوكيات السوق التي نراها اليوم، لذلك فالحل الدائم لمعضلة سوقنا وتفهمنا لها ينبع من نوعية الأهداف التي يستند إليها المتعاملون في السوق وبالتالي يبنون عليها قراراتهم، فحاليا لو سألت عددا من المتداولين الأفراد في السوق عن هدفهم لوجدته ينحصر في الرغبة في تحقيق "تدبيلة" أو اثنين لا أكثر، وعلى مدى لا يتعدى أياما قليلة، وإذا أجبر على الجلوس في السهم بسبب السعر وانخفاضه، وعدم رغبته في تحقيق خسائر وأنه ينتظر الارتفاع حتى يحقق ما يرغب، فليس من أهدافنا تحجيم الخسائر، وليس من أهدافنا الفرصة البديلة، وليس من أهدافنا أن تكون طويلة الأجل. على ذلك ومن خلال سلوكيات سوقنا مع تزايد تداول الأفراد ورغبتهم في الربح السريع لا نستغرب النمط الحالي الممارس في السوق، ولا نقول إن سوقنا تختلف عن العالم أو إن لنا خصوصية كما هو دارج حاليا (خصوصية السعودي) واختلافه عن العالم. الحقيقة التي يجب أن نعيها إذا رغبنا في تغير شكل وهيكل سوقنا أننا يجب أن ننظر لأهدافنا ومدى معقوليتها ومنطقيتها وقدرتنا على تحقيقها. المفترض وفي سوقنا المالية أن تكون أهدافنا واضحة وسهلة التطبيق، حيث إن الرغبة هي النمو والربح وهي سهلة التطبيق، إذا وضعت في قالبها الصحيح، فمثلا مع أن هدفنا الربحية، لكننا لا نهتم بالربح الموزع ونرغب في تحقيق 100 في المائة خلال فترة لا تتعدى الأيام وإن كانت تحققت في الماضي بسبب سلوكياتنا لتحقيق الهدف، الربح السريع غير ممكن في السوق المالية في أي مكان في العالم، وإن حدث صدفة فهي لا تتكرر كثيرا. لننس الخصوصية، ولنبن أهدافا استثمارية واضحة، الكل يستصغر أن الاستثمار يمكن أن يكون بدفعات صغيرة على المدى الطويل مقارنة بربح كبير على المدى القصير.
إنشرها