أخبار

إجماع أوروبي لسنِّ عقوبات على النظام السوري وتقديم المسؤولين عن الجرائم الإنسانية للعدالة الدولية

إجماع أوروبي لسنِّ عقوبات على النظام السوري وتقديم المسؤولين عن الجرائم الإنسانية للعدالة الدولية

تتجه الدول الأوروبية إلى اتخاذ المزيد من الخطوات العملية المحددة لتصعيد الضغوط على النظام السوري وجره إلى وقف أعمال قمع المدنيين. وبين مصدر دبلوماسي أوروبي في بروكسل أن اتصالات جارية بين الدول الأعضاء لاتخاذ تدابير إضافية محددة، مشيرا إلى أن 12 دولة أوروبية قررت طرد السفراء والدبلوماسيين السوريين وأن عدة دول أخرى تريد مزيدا من التنسيق لوقف التعامل الدبلوماسي مع النظام السوري. وتدرس الدول الأوروبية حاليا سن حزمة إضافية من العقوبات على النظام والدفع نحو تقديم المسؤولين عن التجاوزات والجرائم المرتكبة في سورية أمام العدالة الدولية وفرض دخول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين والتفكير في إقامة ممرات تحت الحماية إلى جانب توفير الحماية للمراقبين. كما يتحرك الدبلوماسيون الأوروبيون في اتجاه كل من روسيا والصين، حيث يجري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات غدا في باريس مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، كما يجتمع مع أعضاء الاتحاد يومي الأحد والإثنين المقبلين في سانت بطرسبرغ. وأشار وزير خارجية بلجيكا ديديه راندرس في تصريح صحافي له أمس في بروكسل، إلى أن هناك حاجة ملحة لانتشار عسكري في سورية. وقال "إنه في ظل غياب تدخل عسكري يحظى بإجماع كافة الأطراف فإنه من الضروري التفكير في حضور عسكري يضمن إرساء مناطق آمنة ويضمن توفير الحماية للمراقبين الدوليين". من جهته، أكد مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان في تصريحات صحافية مشتركة مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة عقب لقائهما في عمان أمس، أن القضية السورية قضية معقدة وتحظى باهتمام كبير في المنطقة والعالم. وبين أن العمل في هذه القضية جاد ويبذل لها قصارى الجهد لإيجاد حل ووقف معاناة الشعب السوري، مؤكدا أهمية إعطاء الأولوية للشعب السوري وحمايته في مختلف المباحثات والجهود التي تبذل لهذه الغاية. ودعا إلى تضافر الجهود والتعاون مع مختلف الجهات والدول لمواجهة هذا الوضع وإيجاد طرق لإنهاء ووقف القتل. وأعرب كوفي عنان عن تقديره لدعم الحكومة الأردنية والحكومات الأخرى لمهمته في سورية لتمكينه من تنفيذ خطته وبنودها الستة. من جانبه، أكد وزير الخارجية الأردني ناصر جودة أن لقاءه بكوفي عنان أمس، كان مثمرا جدا وأنه اطلع على آخر مستجدات الأمور وما تم خلال زيارة المبعوث كوفي عنان إلى سورية، إلى جانب الحديث عن المجزرة الأخيرة واستهداف المدنيين. إلى ذلك، أوضح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أنه سيسعى لإقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتأييد عقوبات من مجلس الأمن الدولي على سورية. وأكد في تصريح لقناة "فرانس 2" التلفزيونية أمس، إن التدخل العسكري ممكنا إذا أيد بقرار من الأمم المتحدة، مشددا على أنه ليس من المقبول السماح للنظام السوري بذبح شعبه. وقال الرئيس الفرنسي "إن موسكو وبكين هما العقبة الرئيسية أمام الموافقة على تشديد العقوبات على الحكومة السورية ولذا يتعين على الجميع إقناع روسيا والصين، إلى جانب إيجاد حلول أخرى وليس بالضرورة أن تكون عسكرية". وكان فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قد بحثا هاتفيا تطورات الأزمة السورية أمس ونددا بمذبحة الحولة واتفقا على العمل معا لتكثيف الضغوط على دمشق. وقال الرئيس الفرنسي "سنمارس ضغوطا على سورية في ضوء ما يفعله رئيسها لسحق شعبه"، معبرا عن حزنه بما شاهده في مجزرة "الحولة" حيث فقد الأطفال حياتهم في ظروف فظيعة. وبين أنه لا يزال مؤيدا لخطة كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية لسورية، مشيرا إلى أن بلاده ستستضيف بحلول بداية يوليو اجتماع مجموعة أصدقاء سورية وهي تحالف دول لإنهاء حكم الأسد. من جهة أخرى، أعلن مجلس حقوق الإنسان عقد جلسة طارئة في الأول من شهر يونيو المقبل حول التدهور الخطير لأوضاع حقوق الإنسان في سورية ومذبحة الحولة. وأوضح المجلس أن عقد الجلسة الطارئة يأتي بعد طلب رسمي من قبل سفراء كل من قطر وتركيا والولايات المتحدة والكويت والدنمارك والاتحاد الأوروبي بدعم من 51 دولة منها 21 دولة عضو في مجلس حقوق الإنسان و30 دولة لها صفة المراقب. من جانب آخر، زار وفد من المراقبين الدوليين أمس، منطقة الحجر الأسود وبلدة رنكوس بمحافظة ريف دمشق والتقى الأهالي هناك. كما زارت وفود أخرى من المراقبين الدوليين فرع منظمة الهلال الأحمر في مدينة حمص ومدينتي الرستن والحولة في ريف المحافظة. وزار وفد من المراقبين المستشفى العسكري في مدينة حلب ومدينتي حيان والسفيرة بريف المحافظة ومناطق مختلفة من مدينة حماه. ولقي ما لا يقل عن تسعة أشخاص حتفهم في اشتباكات وأعمال عنف متفرقة في سورية. وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أصوات انفجارات شديدة سمعت صباح أمس في مدينة دوما بريف دمشق والمناطق المحيطة بها، ووردت معلومات عن سقوط خمسة قتلى، كما قتل آخر في مدينة داريا بريف دمشق إثر إصابته بإطلاق رصاص من قبل القوات السورية. وبين أن اشتباكات عنيفة دارت بين القوات السورية ومقاتلين من المعارضة في منطقة المشتل بضاحية السيدة زينب بريف دمشق. وفي حماه دارت اشتباكات عنيفة بين القوات السورية والجيش السوري الحر، وقال المرصد إنها أسفرت عن تدمير ناقلة جند مدرعة وسقوط خسائر بشرية في صفوف القوات السورية يصعب إحصاؤها، كما قتل اثنان من الكتائب المقاتلة المعارضة أحدهما عسكري منشق. وفي حمص قتل شخص إثر إطلاق قذيفة على سيارته من قبل القوات السورية. من جهة أخرى، نفذ مئات من أبناء الجالية السورية في الأردن اعتصاماً أمس، أمام السفارة السورية في عمان بعد مرور عام وشهرين وسقوط أكثر من 15400 قتيل على يد قوات النظام السوري. وشارك في الاعتصام، الذي دعت إليه الهيئة الأردنية لنصرة الشعب السوري فعاليات شعبية وحزبية أردنية. واستنكر المشاركون مجزرة الحولة التي ارتكبتها القوات السورية التي خلفت 108 قتلى. وطالب المعتصمون الحكومات العربية والإسلامية بسرعة التحرك لإنقاذ الشعب السوري، الذي يتعرض للقتل والتشريد من قبل قوات النظام السوري. من جهتها، طلبت اليابان من السفير السوري في طوكيو مغادرة البلاد وذلك حسبما أعلنته وزارة الخارجية اليابانية أمس. وأوضح مسؤول في وزارة الخارجية اليابانية أن الحكومة اليابانية طلبت من السفير السوري مغادرة البلاد في أسرع وقت ممكن. وبين المسؤول أن هذا التحرك هدفه أن تظهر اليابان احتجاجها الشديد لسورية ليس فقط على العنف وإنما على الانتهاكات الفاضحة لحقوق الإنسان. وأكد أن اليابان اتخذت هذا القرار بالتنسيق مع دول أخرى. كما قررت الحكومة التركية طرد جميع الدبلوماسيين السوريين من أنقرة وأمهلتهم 72 ساعة لمغادرة البلاد. وقالت الخارجية التركية في بيان لها اليوم إن هذا القرار يأتي عقب المجازر اللاإنسانية التي ارتكبها النظام السوري خاصة ما وقع في الحولة أخيرا وراح ضحيته أكثر من مئة شخص بينهم أطفال ونساء. ووصف البيان تلك الجريمة باللاإنسانية التي لا يمكن أن تمر دون عقاب. وأكد أن تركيا والمجتمع الدولي على استعداد لاتخاذ خطوات أكثر صرامة إذا واصل النظام السوري استخدام العنف ضد المدنيين ورفض تنفيذ إصلاحات ديمقراطية.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار