FINANCIAL TIMES

سقوط فيسبوك يغذي مخاوف صغار المستثمرين

سقوط فيسبوك يغذي مخاوف صغار المستثمرين

تتزايد المخاوف في وول ستريت من تخلي مستثمري التجزئة عن المشاركة بنشاط في أكبر سوق للأسهم في العالم بعد البداية المحبطة لأسهم فيسبوك. ومع وجود 900 مليون شخص يستخدمون فيسبوك، أوجد تفاعل الشبكة الاجتماعية مع وول ستريت جمهورا هائلا تابع ما تعد واحدة من أسخن عمليات إدراج الأسهم في التاريخ، لكن الآمال التي صاحبت عملية الطرح العام الأولي تحولت إلى هباء الآن، بعد الأداء الضعيف لأسهم فيسبوك في السوق. يضاف إلى ذلك أن مستثمري التجزئة شعروا بإحساس بالمرارة إثر اتهامات بحدوث تخفيضات سرية في مستوى العائدات قبل أيام من عملية التعويم، فضلا عن تصور بأن داعمي فيسبوك الأوائل والمجموعة المصرفية التي أشرفت على التعويم اتسموا جميعا بالجشع. وقال أحد مديري الصناديق: ''كثير من الناس غير المرتبطين بالتمويل يستخدمون الموقع، حتى أن ابنتي المراهقة أرادت شراء أسهم في الاكتتاب العام الأولي، لكن ليس الآن بعد أن تراجع سعر السهم إلى 32 دولاراً''. وجرت عملية التعويم بسعر 38 دولاراً للسهم، لكن السعر تراجع إلى 30.94 دولار في الأسبوع الماضي، وجرى تداوله بسعر 31.80 دولار يوم الجمعة، أي أقل كثيرا من سعر ما قبل الاكتتاب العام الأولي الذي بلغ 45 دولاراً. وبيع 421 مليونا من أسهم فيسبوك كان عملية تستهدف عددا كبيرا من مستثمري التجزئة. وكان منتظرا أن تؤدي توقعات متفائلة حول الاكتتاب العام إلى دفعة إيجابية تعزز سوق الأسهم بشكل عام وتخرج بها من ضغوط عانتها في الأسابيع الأخيرة بسبب مخاوف من انتشار عدوى منطقة اليورو. وقال أوليفر بيرش، مدير المحافظ في غاري فولدبيرغ للخدمات المالية: ''كان إصرار فيسبوك على أن نسبة عالية من أسهمها المعومة يجب أن تذهب إلى مستثمري التجزئة أمرا يتسم بنية حسنة، لكنه ببساطة لم ينجح''. ولا يخطط بيرش لشراء هذه الأسهم، على الرغم من كونه مستثمراً منتظماً في الأسهم المرتبطة بالتكنولوجيا. كذلك بداية فيسبوك المخيبة للآمال تصيب بالأذى جهود وول ستريت لإغراء مستثمري التجزئة للعودة إلى السوق مرة أخرى، بعد أن أدى ''الانهيار الخاطف'' في أيار (مايو) 2010 إلى هروب شامل من الأسهم في وقت كان فيه الناس أقل ميلاً إلى الثقة في الإجراءات الداخلية لهذه الصناعة. وقال كينيث بولكاري، المدير العام لـICAP NYSE: ''جلب فيسبوك مئات الملايين من الأسهم إلى السوق وكان يمكنه أن يجذب كذلك عدداً كبيراً من مستثمري التجزئة''. وأثار الاكتتاب العام الأولي لهذه الشبكة الاجتماعية كذلك انتقادات تتعلق بمسائل تكنولوجية في بورصة ناسداك، كما أثار أسئلة حول دور تنفيذيي فيسبوك والبنوك الضامنة بقيادة مورغان ستانلي. وقال جيمس أنجل، الأستاذ المشارك في مدرسة ماكدونو لإدارة الأعمال في جامعة جورج تاون: ''إن مستثمري التجزئة بحاجة إلى الاطمئنان إلى أن هذه لعبة عادلة، وأن السوق تعامل تداولاتهم بصورة سليمة، وأنهم لن يكونوا في مركز ضعيف أمام الفتى الكبير''. وأضاف: ''رد الفعل بين مستثمري التجزئة هو أن هذه سوق الرامي الماهر، وهم ليسوا كذلك، ولذلك من الأفضل لهم البقاء في منازلهم وعدم التداول''. ومنذ عام 2009، حين تراجعت الأسهم إلى أدنى أسعار لها بعد الأزمة، سحب المستثمرون 214 مليار دولار من صناديق الأسهم المتبادلة في الولايات المتحدة، وفقاً لبيانات EPFR التي تتابع تدفقات الأموال العالمية. وتسارع ذلك الاتجاه بعد الانهيار الخاطف في أيار (مايو) 2010. وقال بولكاري: ''مستثمرو التجزئة غاضبون تماماً ومنزعجون. لقد عايشوا الكثير من ذلك في السنوات الأربع، أو الخمس الماضية وتلقوا صفعات خلال الأزمة المالية''. وبعد عامين من الانهيار الخاطف ودعم جهود البورصات والمنظمين لتحسين مرونة التكنولوجيا والأسهم المتداولة، تعني مشكلات إدراج أسهم فيسبوك أن مستثمري التجزئة يظلون قلقين بشأن وول ستريت. وحسب بورش، من غاري غولدبيرغ للخدمات المالية: ''هذا مُؤذٍ تماماً لأننا ربما ندفع بجيل من المستثمرين الأفراد الأصغر خارج الأسواق''. وتابع: ''هذا الإخفاق أدى إلى زيادة إدراكهم أن النظام موجه ضدهم، فلماذا يهتمون؟''.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES