أخبار

مصدر فرنسي لـ "الاقتصادية" : المفاوضات مع إيران لم تفشل

مصدر فرنسي لـ "الاقتصادية" : المفاوضات مع إيران لم تفشل

أكد مصدر فرنسي رفيع المستوىلـ"الاقتصادية" أن مفاوضات الدول الست الكبرى مع إيران والتي أطلق عليها (5+1) "لم تفشل وإن لم تحقق تقدماً يذكر"، مشيرا إلى محاولة إيران، خلال المفاوضات مع الدول الست الكبرى في بغداد يومي الأربعاء والخميس الماضيين، إقحام ملفي البحرين وسورية فيها وهو ما تم رفضه، لافتا إلى أن وفداً من الدول الست توجه للرياض لإطلاع المسؤولين على نتائج المفاوضات. وإن كانت الدول الست قد قدمت تنازلاً كبيراً لإيران بالقبول بأن تعقد المفاوضات في بغداد، فالمراقبون يرون في هذه المسألة إقراراً من الدول الست بالنفوذ الإيراني في العراق، وما يدعوهم إلى هذا الاعتقاد هو أن المصدر الفرنسي قال لـ"الاقتصادية"، إنه من شبه المستحيلات أن تتوجه الدول الست الكبرى إلى العاصمة العراقية، لأن بغداد ليست المكان الأنسب من الناحية الأمنية، مؤكدا أن الإيرانيين اعتبروا موافقتنا على إجراء المفاوضات في بغداد تعكس مدى التزامنا الفعلي بالمفاوضات. وقال المصدر الفرنسي إن المفاوضات لم تفشل وإن لم تحقق تقدماً يذكر، لافتا إلى أن وحدة موقف الدول الست هي أفضل ما أظهرته المفاوضات، خاصة أن ممثلي الصين وروسيا كانا صارمين، بعد أن هددا الوفد الإيراني بأنه عليه أن يكون حذراً لأن العرض الذي تقدمه الدول الست الكبرى قد أعددناه سوياً، وهو عرض جدي. وبيّن أن موقف سعيد جليلي كبير المفاوضين الإيرانيين اتسم بالغموض حيال مقترحات الدول الست، وهي: تجميد تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة، ووقف النشاط كلياً بمفاعل "قم"، وإخراج مخزون اليورانيوم المخصب من إيران وتسليمه لأحد البلدان، وإعطاء وقود نووي مباشرة لمفاعل الأبحاث العملية، وتقديم مساعدات لإيران في مجال الطب النووي، إضافة إلى الأخذ بالاعتبار ثلاثة مطالب لإيران في مجال التعاون النووي، وهي بحث التعاون بإمكانية إنشاء مفاعل للأبحاث العلمية النووية، والتعاون في مجالي الأمن والانصهار النووين، والالتزام بعدم إصدار قرار يتعلق بإيران من مجلس الأمن حول أسلحة الدمار الشامل، وتوافق الولايات المتحدة الأمريكية بتخفيف العقوبات الأمريكية أحادية الجانب خاصة في مجال الطيران المدني. وهذا يعني السماح للدول الأوروبية بتزويد إيران بمحركات طائرات إيرباص تدخل فيها قطع مصنعة في أمريكا. ورد جليلي عليها بمقترحات مضادة ومفاجأة. فهو لم يتحدث عن رفع العقوبات، ولم يتطرق كثيراً إلى الاتفاق الذي أعلن أنه سيبرم بين إيران والوكالة الدولية، وقال إننا على استعداد بتجميد التخصيب بنسبة 20 في المائة، لكن هناك ثمن تريد طهران الحصول عليه دون أن يفصح عنه. وشدد المصدر الفرنسي على أن الوفد الإيراني كان يركز على حق إيران بتخصيب اليورانيوم. وأن الدول الست الكبرى قد رفضت ذلك، لأن هناك خمسة قرارات صادرة عن مجلس الأمن وعن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تطلب من إيران التوقف عن التخصيب. وهم يحاولون إلغاء هذه القرارات أو نفيها من خلال الحديث عن استعادة الثقة والاعتراف بهذا الحق. وأن طهران لم تعد تثق بالدول الكبرى، لأنها توقفت عن التخصيب في عام 2003 وعندما عادت إليه في عام 2006 لجأنا إلى مجلس الأمن، إضافة إلى المطالبة بالاعتراف بحق الشعب الإيراني بالتكنولوجيا النووية، وطالب الوفد الإيراني الدول الست بالاعتراف بالفتوى الإيرانية بتحريم استخدام الأسلحة النووية، والاعتراف بالتعاون مع الوكالة الدولية، والمفاوضات حول المسائل غير النووية والقضايا الإقليمية وتحديداً سورية والبحرين. وقال المصدر إن أهم ما خلصت إليه مفاوضات بغداد هو إرادة إيران والدول الست الكبرى على مواصلة المفاوضات وإبقاء الباب مفتوحاً. وعن الأسباب التي تحمل الإيرانيين على إبقاء باب المفاوضات مفتوحاً بالرغم من رفض الدول الست الكبرى أعرب المصدر عن اعتقاده أن هناك ثلاثة أسباب: العقوبات الاقتصادية والتهديدات الإسرائيلية بالقيام بضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، وإحكام المرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي قبضته على البلاد يجعله في وضع يمكنه من التفاوض. وكشف المصدر أن البعض يرى أن المفاوضات مع إيران معطلة دائماً والبعض الآخر يعد أن البطء فيها مسألة طبيعية، لكن هناك مسألة أكيدة يقول المصدر الفرنسي إننا نعرف والإيرانيون يعرفون أننا لا نملك كثيراً من الوقت.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار