أبو علي .. عَشِق التاريخ فجاور «المصمك» بمحل لبيع التراثيات

أبو علي .. عَشِق التاريخ فجاور «المصمك» بمحل لبيع التراثيات

''أحن للماضي كما يحن الرجل لأبنائه.. لذا أحب أن أكون يوميا بجوار قصر المصمك''.. هكذا بدأ محمد اليوسف الشهير (بأبو علي) -في العقد السادس من عمره- حديثه عن عشقه للتراث الشعبي، إذ مارس هوايته الممتعة منذ عام 1410هـ، ودفعه عشق التاريخ والتراث إلى افتتاح محل لبيع التراثيات بجوار قصر المصمك ليكون يوميا أمام هذا المعلم التاريخي الذي يحتوي على إرث تاريخيّ مهم للمملكة. يقول أبو علي: ''ارتبطت بهذا القصر الذي له مكانة كبيرة في نفسي تاريخيا لأنه يمثل المركز الرئيس لتاريخ المملكة، ونقطة تأسيسها وانطلاقتها، كذلك منطقة الديرة التي شُيد فيها القصر كانت تمثل في الماضي قلب الرياض النابض بالحياة، ومركز حركتها النشطة اجتماعيا وتجاريا وسياسيا''. أبو علي وقع اختياره للمنطقة المجاورة للقصر لافتتاح محله، كي تتناسب المعروضات التراثية مع أهمية المكان التاريخية، فضلا عن حبه الشديد لمنطقة الديرة وتاريخها وتراثها وقيمتها التاريخية لدرجة أنه يذهب يوميا لمتجره مستمتعا بما يمارسه من مزاولته للتجارة، ويقول: ''وجودي هنا في هذا المكان يوميا بغرض مشاهدة التاريخ، والالتقاء بزوار القصر من جميع الجنسيات، أشرح لهم تاريخ هذا المنطقة وتراثها، هو المتعة الحقيقة بالنسبة إلي، وأنا أتابع حركة الزوار اليومية وهم يطلعون على تاريخنا وتراثنا، وهذا أمر أعتز به كثيرا، لذلك تجدني هنا يوميا في هذا المكان أتأمل هيبته عندما كان مركزا للحكم، وأتمعن في فنون العمارة والتصميم الهندسي''. ويضيف: ''أنا أحن للماضي كما يحن الرجل لأبنائه، وأعتز بالتراث وله مقام أولادي، لذلك أحب أن أكون يوميا بجوار قصر المصمك وألتقي بمن هم في سني وأكبر مني من مختلف مناطق المملكة، حيث نلتقي ونجلس على سجادة كبيرة على الأرض ونتبادل الذكريات، ونسترجع تاريخ المنطقة التي أقيم عليها قصر ''الديرة''، كذلك نتناقش في الأحداث التي شهدتها المنطقة عامة وقصر المصمك خاصة، فهذه النقاشات أستفيد منها كثيرا لمعرفة ما أجهله من أناس كبار في السن على اطلاع بتاريخ القصر''. كذلك يقوم أبو علي بدور المرشد لكثير من أبناء المملكة، نظرا لإلمامه بتاريخ قصر المصمك وأحداثه، فهو مهتم جدا بمعرفة التاريخ، لذا تجده يتوسط الجلسة التي تقام من بعد صلاة العصر يومياً في الساحة المواجهة لقصر المصمك، ويظل حريصا عليها، بل يعمل على تجهيز المكان. ويشير إلى أن الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود استخدم القصر مستودعا للذخيرة والأسلحة، ثم حوله إلى سجن خلال تلك الفترة، في عهد الملك فهد بن عبد العزيز وبالتحديد في عام 1400هـ تحول القصر إلى متحف، افتتحه الأمير سلمان بن عبد العزيز عام 1416هـ، ومنذ ذلك التاريخ أصبح متحفا لتراث المملكة وتاريخها. ويؤكد أبو علي أنه لن يستطيع الابتعاد عن القصر وتحويل متجره لأنه يتنفس عبق الماضي ويجتر ذكرياته يوميا، لذلك أصبح يرتبط نفسيا بهذا المكان ولن يبتعد التراث قيد أنملة. ويعتز كثيرا بأنه أصبح جارا لهذا المعلم التاريخي الذي يحوي تراث وطن بأكمله، ويطالب أبو علي الشباب بالحرص على الالتقاء بالمهتمين بالتراث، وزيارة المعالم التاريخية والأماكن التراثية، وكذلك المهرجانات التي تعنى بالتراث لمعرفة قيمة بلادهم وتاريخها، وماضي أجدادهم.
إنشرها

أضف تعليق