Author

اتحاد خليج عربي أو الخطر

|
لا تزال شعوب الخليج تنتظر اتحادا حقيقيا من أجل القوة التي تلجم كيد الأعداء، وفي الخليج العربي أرضا وشعوبا كل مصادر وإمكانات القوة، فالوقت ينفد بسرعة في التحولات الصاخبة في المنطقة، واتحاد خليجي سيضع ثقل الخليج العربي أكثر فاعلية ويردم هوة الفراغ السياسي الذي خلقته التحولات في البلاد العربية، وسيقلل حاجة الدول الخليجية لأي مظلة دولية لحماية مكاسب الاقتصاد المحلي والرخاء الخليجي. أتمنى أن يكون شعارنا في الخليج للسنين القادمة الحكمة التي تقول "السعيد من وعظ بغيره" فنحن إلى الآن نتلقى الموعظة تلو الموعظة من حال غيرنا، وهي ما يجب أن يعطينا الدروس لكثير من عمل اليوم نحو التماسك في اتحاد له ثقله الدولي، فقد وعظتنا الأحداث بما يكفي، وهي مواعظ جدير أن تسجل وشما على راحة اليد لنطالعها عدة مرات في اليوم، فقدرنا نحن وإخوتنا أهل الخليج العربي أننا في قارب واحد يتأثر بميل جنباته، وبالنسبة لنا فالوقاية خير من العلاج، والوقاية ليست بأي حال هي الحل الأمني، فالحلول الأمنية تسقط في تفاقم المشكلات، ولكن وقايتنا في الخليج عامة هي العمل على قوة الجسد الخليجي، تلازما مع شعوب الخليج في عالم لا يعيش فيه إلا القوي الأمين العادل. لدينا نماذج كافية في العالم مثلنا بل تشبهنا، ومشكلاتنا كلها تقريبا مشخصة بوضوح في كل الدراسات والتحليلات الاستراتيجية، فهي تجمع على أهمية حث إرادة التغيير، لتسريع التنمية المستدامة، وتقوية عضلات الإدارة الدنيا فشعوب الخليج حقيقة في حاجة لتجاوز حالة الانتظار الطويل للبدء في إعادة بناء الحياة حسب وصفة عالمية غير سرية، وصفة شائعة نقلت دولا في منتهى التخلف إلى مستوى الرقي والتقدم. وصفة النمو المستدام بعنصرين هما أولا: ضرب الفساد ضربة قاضية، وثانيا: البدء في تنمية مستدامة تقوم على فكرة علاج جذري يعالج المرض المستشري للتخلف، ولا يستهين به، وعندما نقول تنمية مستدامة لا نقصد تنمية صناعات الاستهلاك والترفيه، بل تنمية البنيات الأساسية، وصناعات أساسية في الموارد المتاحة تضمن للدول الخليجية القوة، وللناس العيش الكريم دون خوف من المستقبل. قلت إن السعيد من وعظ بغيرة وفي دولنا في الخليج .. إذا لم نستفد من هذه المواعظ بمعرفة أن الوطن للمواطن العادي الصالح، وليس للمستغل ولا الفاسد، وأن مسؤولية الحكومات توظيف الموارد للتنمية الدائمة التي يعمل فيها المواطن دون منافس من أجنبي أو مستغل هنا نكون أخذنا الموعظة من حال غيرنا. شعوب الخليج العربي في انتظار اتحاد بأوسع قدر ممكن من التكامل يؤسس لقوة عسكرية دفاعية قادرة على احتواء المشكلات المستوردة من أحوال منطقتنا المضطربة، وتنمية حقيقية تقوم على المعرفة، وبيد المواطن، إنه اتحاد لمصلحة الجميع، واتحاد المصالح ليس فيه كاسب أو خاسر، وموارد الخليج الضخمة كافية لصنع قوة دولية قادرة لمواجهة المخاطر.
إنشرها