أخبار اقتصادية

صغار المستثمرين يهجرون الأسهم ويتوجهون إلى الاستثمار السياحي المؤقت

صغار المستثمرين يهجرون الأسهم ويتوجهون إلى الاستثمار السياحي المؤقت

تشهد سوق الأسهم تحركا كبيرا من صغار المستثمرين لتسيل محافظهم والتوجه إلى الاستثمار في القطاعات السياحية المؤقتة، خاصة مع تزايد زوار المناطق السياحية في المملكة من المواطنين والخليجيين في صيف هذا العام، نظرا لاستمرار الاضطرابات في الدول العربية السياحية التي كان يقصدها كثير من ذوي الدخل المتوسط إضافة إلى البرامج والفعاليات التي تنافس بها مناطق المملكة في الصيف. وأوضح عدد من صغار المستثمرين أن الإجازة الصيفية تطرح فرصا استثمارية مؤقتة تحقق عائدات ربحية عالية مقارنة مع سوق الأسهم الآن، واصفين الاستثمار في سوق الأسهم خلال الثلاثة أشهر المقبلة بأنه استثمار غير مجد، فاجتماع ثلاثة مواسم خلال الفترة المقبلة "الإجازة ورمضان والعيد" يزيد الضغط على المستثمرين الصغار بالالتزامات الأسرية ويخفض حجم التداولات ويدخل السوق في مرحلة ركود نوعا ما. وقال خالد الريمي متداول في السوق: إن البقاء والاستمرار في التداول في سوق الأسهم خلال الفترة الحالية غير مجد خاصة مع التذبذبات التي تشهدها سوق الأسهم جراء تأثرها المباشر بالانخفاضات الحادة في الأسواق العالمية التي بدورها تضر إلى حد كبير صغار المستثمرين، مبينا أن الإجازة الصيفية أصبحت قناة استثمارية موسمية حيث تطرح فرصا استثمارية مغرية لكثير من القطاعات الحيوية، مثل قطاع الإيواء الشقق والفنادق إضافة إلى القطاعات المكملة للفعاليات والمهرجانات كمطاعم الشعبية والعروض المسرحية والبرامج الصيفية في المخيمات التي تستقطب أكبر قدر من الزوار خلال الفترة المقبلة. ووصف الريمي تجربته باستئجار مبنى وإعادة تأجيره شققا مفروشة في محافظة الطائف العام الماضي بالناجحة حيث استطاع تحقيق عائدات ربحية مجزية تدفعه إلى معاودة الاستثمار في القطاع ذاته والخروج المؤقت من سوق الأسهم خلال فترة الصيف، وقال: "لكل قطاع موسم تزدهر فيه التجارة". فيما قال علي السبتي متداول في سوق الأسهم: "دخلت في الاستثمار في سوق الأسهم مع مجموعة من المستثمرين في شهر كانون الأول (ديسمبر) الماضي بغرض جمع رأس مال والاستثمار في الصيف بالمشاركة في الفعاليات والمخيمات الصيفية بفتح محل لبيع المأكولات الشعبية يعمل خلال الصيف، حيث يحتاج إلى رأس مال، خاصة مع ارتفاع الإيجارات في بعض المخيمات الصيفية"، متوقعا أن تشهد المملكة انتعاشا كبيرا خلال الإجازة الصيفية هذا العام نظرا لتزايد الاضطرابات في الدول العربية السياحية التي تعد مقصدا لذوي الدخل المتوسط وتوجههم للسياحة الداخلية إضافة إلى موسم العمرة في رمضان الذي يستقطب عددا كبيرا من الزوار الخليجيين. فيما أشار طلال الشرعبي إلى التوقف عن التداول في سوق الأسهم وسحب جزء من رأس المال بغرض السفر إلى الخارج في الإجازة الصيفية لزيارة ابنه المبتعث في بريطانيا وقضاء الإجازة الصيفية هناك، وقال: "عدم التفرغ والارتباطات الأسرية خلال الفترة المقبلة تجعلني أوقف التداول إضافة إلى أن وضع السوق خلال الفترة الحالية غير مشجع على الاستمرار في التداول الآن فاجتماع ثلاثة مواسم: رمضان والصيف والعيد يزيد الضغط على الالتزامات الأسرية خاصة لصغار المستثمرين". وأوضح الدكتور على التواتي - محلل اقتصادي - أن الانخفاضات خلال الفترة المقبلة أمر طبيعي تسمى بـ"التأثيرات الموسمية" حيث تجتمع ثلاثة مواسم رئيسة: الإجازة ورمضان والعيد وتستهلك أكبر قدر من ميزانية الأسرة، مبينا أن كثيرا من صغار المستثمرين ينتهزون الإجازة الصيفية في الاستثمار في القطاعات الصيفية وجمع أكبر قدر من روؤس المال لاستثمارها وتنميتها مثل استئجار المباني وتحويلها إلى شقق مفروشة أو الاستثمار في الأغذية، خاصة مع التوقعات هذا الصيف يتزايد عدد الزوار والسائحين داخل المملكة وخارجها. وتوقع التواتي أن ينخفض حجم التداولات في سوق الأسهم خلال الفترة المقبلة 30 في المائة وسيستقر المؤشر عند 6600 نقطة على أكبر تقدير، مبينا أن خروج المستثمرين الصغار يؤثر في حجم التداولات في السوق فقط، وليس الموجودات، حيث إن 70 في المائة من الموجودات تعود إلى ما لا يزيد على عشرة أشخاص في السوق. ولفت إلى أنه رغم خروج كثير من صغار المستثمرين من السوق إلا أنها تعد فرصة لكبار المستثمرين حيث يعملون على تملك أكبر عدد من الأسهم بأقل الأسعار، فقد يعملون على تعزيز انخفاض السوق لتجميع أكبر عدد من الأسهم دون إثارة السوق فوضع السوق يعد بالنسبة لهم فرصة موسمية كما يعد فرصة لترتيب مراكزهم وإعادة ترتيب المحافظ. وأشار تركي فدعق مدير الأبحاث والمشورة في شركة البلاد للاستثمار إلى أن قرب موسم الصيف يقلل متابعة فئة من المتداولين للسوق بشكل يومي ولكن هذه الفئة في معظمها متداولون صغار بينما المتداولون الكبار يستمرون في متابعة السوق بغض النظر عن المكان والزمان، فعن طريق وسائل التداول الإلكتروني بإمكان هذه الفئة التداول في السوق في أي مكان، لذا فمن غير المتوقع أن تؤدي فترة الصيف إلى انخفاض حجم وقيم التداول بمعزل عن الأمور الأخرى ذات العلاقة بنفسيات السوق بشكل خاص والأوضاع الاقتصادية العالمية بشكل عام.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية