Author

عفواً أمناء المناطق .. نريد مبادرات جريئة

|
اختيار موضوع (تجارب الأمانات في آلية تخطيط واعتماد المخططات) كأهم محور على أجندة اجتماع أمناء المناطق، الذي تستضيفه الدمام اليوم بحضور الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، يعطي انطباعا على جدية الوزارة في رسم استراتيجية تتواكب مع المتغيرات المتسارعة أمام تزايد النمو السكاني والحاجة لمزيد من المساكن وتوسيع النطاق العمراني لتتنفس المدن وخاصة الكبرى، التي يكاد بعضها أن تنفجر من الضغط السكاني بعد أن ظلت أسيرة لنطاق وهياكل عمرانية محددة لسنوات طويلة. ويقيني أن حرص الوزارة على إيجاد حلول عملية لكثير من التحديات، التي تواجهها في الفترة الحالية، خاصة فيما يتعلق بإيجاد أراضٍ سكنية لنحو 70 في المائة ممن لا يملكون سكنا، فإنه يتوجب على أمناء المناطق أن يكونوا على قدر المسؤولية في طرح مبادرات جريئة ورؤى للإسهام في إحداث نقلة نوعية في أعمال الأمانات بما ينعكس بالفائدة على المواطن، وذلك بإيجاد أحياء وخدمات نموذجية على امتداد الوطن. ومن حسن الصدف أن الاجتماع يعقد في المنطقة الشرقية، التي شهدت قفزات هائلة خلال الثلاثة العقود الماضية، وواكبت مشوار وبرامج التنمية الطموحة، وأصبحت هياكل عمرانية حضرية متشابكة، وتمثل تجربة حقيقية لآلية تخطيط واعتماد المخططات. وحيث إنه لا بد من أن ننظر للجانب المملوء من الكأس، فإن أمانة المنطقة الشرقية وهي تستضيف الوزير وأمناء المناطق اليوم فإنها تقدم نموذج أعمالها بكل فخر واعتزاز من خلال المشاريع العملاقة، التي تبنتها في السنوات الأخيرة، وروعة خططها التطويرية، التي تنسجم مع واقع المنطقة، حيث الاهتمام بكل الجوانب العمرانية والسياحية والطرق، وحولت كثيرا من المواقع القاحلة إلى مسطحات خضراء. وكون ''الاقتصادية'' تسلط الضوء اليوم على كثير من منجزات الأمانة الأخيرة في صفحاتها الداخلية. فإن تلك المنجزات لم تكن لتتحقق لولا العزيمة والإصرار والمبادرة الصادقة والتخطيط المدروس والتنفيذ المتقن، والمتابعة من الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية، الذي رسم خريطة التطور على مدى العقود الثلاثة الماضية، وجهود ومتابعة نائبه الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد وحرصهما وتشجيعهما للمبادرات الوطنية وغير المسبوقة. وللإنصاف فإن أمانة المنطقة الشرقية أطلقت مبادرات تطويرية منذ أن تولى المهندس ضيف الله العتيبي أمانتها متسلحا بخبرته كأحد أبرز القيادات في شركة أرامكو السعودية لسنوات طويلة سابقا، عطفا على تفانيه في العمل حيث لا يكل ولا يمل من العمل بشهادة المقربين منه، حيث إنه أول من يصل إلى الدوام ويغادر في ساعات متأخرة من النهار، وهو ما جعله ملما بتفاصيل أعمال الأمانة على الدوام. وقادت هذه المبادرات إلى اعتماد ميزانيات ضخمة لمشاريع جبارة حولت المنطقة الشرقية إلى ورشة عمل خلال السنوات الأخيرة، بيد أن المشاريع، التي تم الانتهاء منها للتو قد غيرت وجه وخريطة المنطقة وكستها جمالا. والجميل أن أمين المنطقة الشرقية أو فريق عمله في الأمانة لا يحبذون الهرولة نحو الأضواء بقدر ما تركوا المنجزات تتحدث عن نفسها، وأن ما يقومون به هو من باب الأمانة والواجب الوطني وما يحتمه الضمير عليهم تجاه وطنهم. فهذه الشرقية اتسعت طرقاتها وتجملت شواطئها، واكتست أحياؤها وميادينها اللون الأخضر.
إنشرها