مختصون لـ "الاقتصادية": القطاع السياحي الأكثر جذبا للاستثمارات الصغيرة

مختصون لـ "الاقتصادية": القطاع السياحي الأكثر جذبا للاستثمارات الصغيرة

مختصون لـ "الاقتصادية": القطاع السياحي الأكثر جذبا للاستثمارات الصغيرة

مختصون لـ "الاقتصادية": القطاع السياحي الأكثر جذبا للاستثمارات الصغيرة

أكد مختصون أن قطاع السياحة من أهم القطاعات الجاذبة للاستثمارات الصغيرة والمتوسطة، ومكان رحب لشباب الأعمال وأصحاب المبادرات الاستثمارية، مؤكدين أن القطاع السياحي يمثل أهم الفرص الواعدة للشباب في الوقت كونه من القطاعات البكر، التي تعج بالفرص، التي لا تتطلب رؤوس أموال باهظة في بعض المشاريع الصغيرة، بينما مردودها مغر للمستثمرين. وأشار المختصون أن اكتمال البنية التحتية في كثير من مناطق السعودية من شأنه أن يفتح فرصا استثمارية ووظيفية للشباب السعودي، بيد أن هناك حاجة قائمة للتخفيف من البيروقراطية الحكومية المعطلة لكثير من المشاريع الكبيرة والصغيرة، خاصة في القطاع السياحي، الذي يشهد توسعا وتطورا ملحوظا في ظل الجهود، التي تقوم بها الهيئة العليا للسياحة والآثار. في حين أن الدكتور عفيف بن فريج الصوراني الخبير والمستشار السياحي والإداري يرى أن الفرص المتاحة محدودة بالرغم من تسهيلات القروض الممنوحة من الدولة، مشيرا إلى أن المشكلة تكمن في أمرين أحدهما عدم وجود شباب متخصص في المجال السياحي راغب في مزاولته بسبب الفكرة المأخوذة عن السياحة بأنها خدمية، وليست صناعة عالمية مميزة ناجحة وواعدة، والأمر الآخر الاعتماد الكلي على الغير من العاملين، وهذه المهنة في الأساس تحتاج إلى رعاية مشروعها من قبل صاحبه من نقطة الصفر، حتى الاستمرار في النجاح مع الصبر والمثابرة والتعب، فهي مهنة إذا أعطيتها أعطتك. وقال الصوراني لـ ''الاقتصادية'' إن الفرص الواعدة قد تختلف بحسب نوعها وحجمها ورأسمالها عليه، فإنه إن توافرت الأسباب بعد توفيق الله، فإنهم إن بدأوا بمقهى صغير لتقديم القهوة والمشروبات الساخنة والباردة أو في محل لتقديم الشطائر والفطائر والمشروبات أو في مطعم متوسط الحجم لمأكولات متخصصة، وليست كثيرة أو بمشاريع ذات حجم أكبر وخدمات متعددة، كل ذلك مرتبط برأس المال والتطلع، مضيفا أن المعوقات في هذا المجال، التي يواجهها الشباب أو الكبار مشتركة منها غلاء الإيجارات، وعدم توافر العاملين المتخصصين، وكثرة الجهات المرجعية، وتكون الحلول في توحيد الجهة المرجعية وتقليل الإجراءات وتسهيل الخدمات والطلبات. وأضاف أن هذه المهنة بحاجة إلى معرفة دقائقها العملية في كل اتجاه من المسؤولين عنها إلى راغبي العمل فيها، مؤكدا أنه ما لم يتم تدريب جميع الشباب واستقطابهم الآن في المجالات السياحية المشتغلة في السوق المحلية ضمن خطة عملية منظمة تخدم البلاد، فيما بعد والعباد، فإنهم لن يستوعبوا ما أهمية هذه الصناعة ذات القطاعات المتعددة. وأشار الدكتور الصوراني إلى أن الشباب بحاجة إلى من يأخذ بيدهم ويوجههم ويفهمهم مدى أهميتهم كعنصر أساسي في المجتمع ما بقيت الحياة وبجميع الإيجابيات المهيأة لهم بعداً عن السلبيات. من جهته، قال عبد الرحمن أحمد القريعي عضو اللجنة الوطنية للسياحة لـ ''الاقتصادية'': (رغم أن الاستثمار السياحي مجال واسع جداً، إلا أن منظور الاستثمار لدى كثير منا ما زال قاصراً على النظرة التقليدية، وهي إنشاء الفنادق أو المجمعات التجارية أو الأسواق أو الألعاب، ويهمل العديد الجوانب المهمة للسياحة، التي من أهمها عناصر الجذب السياحي، التي تعد عادة من الأسباب الرئيسة، التي تجعل السائح ينتقل من بلدة إلى بلدية أخرى، مشيرا إلى أن السائح القادم من الرياض إلى أبها أو الباحة أو الطائف لا يستهدف الفنادق أو الألعاب أو المجمعات التجارية، التي تزخر بها مدينة الرياض، بل إن هناك عناصر جذبته لزيارة أبها أو غيرها، وما زالت تتركز تلك الأسباب في الأجواء الجميلة والمناظر الطبيعية فقط، فهناك عديد من الجوانب المهمة التي يمكن أن تثري عناصر الجذب السياحي لأي من تلك المناطق، ويعد القيام بها فرصة استثمارية كبيرة لشباب الأعمال، حيث لا يحتاج كثير منها إلى رأسمال كبير، بل إلى حركة وتكاتف وتضافر جهود مع الزملاء. فمثلاً سياحة المشي في الجبال بتسيير رحلات منظمة، التي أصبحت أوروبا وأمريكا تعج بها، وأصبحت هدفاً للسواح لا تحتاج إلى رأسمال كبير للقيام بها، بل كل ما تحتاج إليه هو قيام شباب متفتح ومتفائل بتنظيم تلك الرحلات، التي تعد واعدة من النواحي الاستثمارية. وأشار إلى أن هناك مجالات أخرى مثل سياحة الإثارة بتسلق الجبال مثلاً والتدريب عليه، التي أصبحت رياضة يستهدفها السواح في جميع أنحاء العالم باستثناء الشرق الأوسط، وأيضاً سياحة زيارة المزارع والسكن بها والتعامل مع حيوانات المزراع، التي ولا شك أن كثيرا منا يتشوق للقيام بها، فكم منا يتمنى أن يعيش، ولو ليوم واحد في مزرعة مليئة بالحيوانات والأشجار المثمرة، وكم من صاحب مزرعة يتمنى أن يزيد دخله بمداخل أخرى غير الزراعة، فأين من يستطيع أن ينظم العلاقة بين المزارع والسائح. وقال القريعي قد قمت شخصياً بزيارة إحدى المزارع في جنوب بريطانيا في منطقة دي فون، وكان بالنسبة لي يوما رائعا وجميلا وحلما تحقق، فقد لاحظت أن تلك المناطق لا يتركز اعتماد المزارعين بها على مدخول الزراعة، بل يعول كثير منهم على مدخول السواح القادمين من مدينة لندن وغيرها، فمثل هذه السياحة أصبحت رائجة في الغرب والشرق ومنتشرة، إلا أنها ما زالت مفقودة تماماً لدينا، مؤكدا أن هناك مجالات كثيرة لشباب الأعمال للقيام بها إلا أن التخطيط والاطلاع على ما يقوم به الآخرون والتعلم، وذلك بزيارة أماكن مماثلة لفكرة المشروع مطلب قبل الخوض في أي مشروع لإنجاح استثماراتهم، فإني أشجع كل من لديه فكرة على البحث أولاً في إحدى المكتبات والإنترنت، ليتعلم ما أمكن حيال فكرته، ويبدأ من حيث انتهى الآخرون. ويرى عبد الله مفرح القحطاني رئيس اللجنة السياحية في المنطقة الشرقية أنه في هذا الوقت يعد فرصة سانحة للشباب وأصحاب الاستثمارات الصغيرة لاستغلال الفرص الاستثمارية في القطاع السياحي، مؤكدا أن المجال مفتوح والبنية التحتية والمقومات والظروف المحيطة جميعها عوامل مشجعة ومحفزة للاستثمار، إضافة إلى وجود كثير من قوات التمويل للمشاريع الصغيرة والمبادرات الاستثمارية مثل صندوق الأمير سلطان بن عبد العزيز وبنك التسليف وغيرها، إضافة إلى أن الغرف التجارية لها دور في دعم وتسهيل الإجراءات للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وقال إن الفرص الاستثمارية متعددة في القطاع السياحي، ولكن يأتي في مقدمتها كثير من الاستثمارات الصغيرة، التي يشغلها العمالة الوافدة، خاصة في المحال والأكشاك على الواجهات البحرية على سبيل المثال، مؤكدا أن أمانات المناطق عليها دور كبير لتنظيم هذا القطاع، خاصة في المواقع، التي يرتادها كثير من الزوار، في حين أن الأماكن التراثية هي الأخرى تخلق فرصا استثمارية صغيرة مثل المقاهي والبوفيهات وغيرها من الخدمات التي يحتاج إليها السائح. وحل الأنظمة الحكومية فيما يتعلق بالإجراءات الاستثمارية قال القحطاني: يبدو أن المستثمرين ما زالوا يعانون البيروقراطية في الجهات الحكومية التي يقف كثير منها حجر عثرة أمام المشاريع السياحية، معللا ذلك لعدم التوجه الكامل لجعل السياحة صناعة كما يجب. وأشار إلى أن الهيئة العامة للسياحة والآثار بقيادة الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز تسعى إلى تحويل السياحة إلى صناعة، وهذا ما سيدعم التسهيلات والإجراءات، التي يتطلبها المستثمرون كحال التسهيلات، التي تحظى بها الصناعة. وأضاف أن المنطقة الشرقية تملك مقومات كبيرة للسياحة لا تختلف عن بعض الدول المجاورة، خاصة أن كثيرا من مشاريع الطرق والبنى التحتية على وشك أن تنتهي خلال فترة وجيزة، عطفا على الأجواء الرائعة وجمال الشواطئ الممتدة على ساحل الخليج العربي. وحول دور اللجنة السياحية في غرفة الشرقية قال: اللجنة دورها وسيط بين المستثمرين في قطاع السياحة والجهات المعنية، إضافة إلى المشاركة في تنظيم كثير من الفعاليات السياحية على مدار العام.
إنشرها

أضف تعليق