Author

ما لا يقوله الخبر

|
نحتاج أحيانا للتريث، وربما التوقف، والنظر إلى الخلف من أجل معرفة المسافة التي قطعناها في مشوار الحياة القصير. هذه الحاجة ضرورة فردية وجماعية أيضا. كل فريق يحتاج إلى أن يلتقط الأنفاس، وينعش ذاكرته بما كان ينوي أن ينجزه عندما بدأ المشوار. عندما تفتتح صباحاتك بقراءة الصحف، وتقليبها، يصدف أنك تجد دعوات مكرورة: مجالس عليا لكل شيء، كل وزارة تطالب بمجلس أعلى، حتى مجلس الشورى يطلب مجالس عليا، الناس أيضا يطالبون بمجالس عليا، وأحيانا يقترحون وزارات جديدة، أو إلغاء وزارات قائمة. وقد يتحرقون ألما وهم يقرأون أن راتب هذا المدرب أو ذاك اللاعب تجاوز حدود المنطق من وجهة نظرهم. لكنهم غالبا قد لا يدركون أنهم يتحدثون فيما لا يدخل في دائرة مسؤولياتهم أحيانا. ومع ذلك يواصلون الحديث،... ليس لديهم أي وقت للرجوع للماضي قليلا، استعادة كلماتهم، أو كلمات سواهم. مطابقتها مع واقعهم الحقيقي. طرح السؤال الصعب: هل نحن صادقون وجادون فيما نقول؟ ظاهرة الكلام في الهامش وفي هامش الهامش، والدوران في عجلة الساقية التي لا تتوقف ولا توصل إلى شيء، تجعل الجهود والنشاطات تخرج عن مضمون التكليف إلى ما ليس له علاقة بالواجب. لذا يحتاج كل فرد وكل مجموعة إلى التوقف والتأمل ومراجعة خط السير. الميل درجة واحدة عن الطريق يجعل الجهود رغم قوتها صوتيا، تبدو وكأنها مجرد نفخ في بالون مثقوب. استقيموا يرحمكم الله.
إنشرها