سوداوية وجلد للذات في هاشتاق «لو كان سعوديا»

سوداوية وجلد للذات في هاشتاق «لو كان سعوديا»

لو كان بيل جيتس سعوديا لحوّل مشروعه الطموح الذي أنجز من خلاله بناء أكبر شركات التكنولوجيا في العالم إلى سلسلة من مطاعم المندي والمثلوثة بينما سيكون مصير ستيف جوبز مرهونا بقرض بنك التسليف لتمويل فكرة صناعة أجهزة الماكنتوش، هذا إن لم يكن بائعا لأغطية الهواتف الذكية وتركيب برنامج ''جيل بريك'' الخاص بقرصنة هواتف الآيفون، عينة من كمية غير منتهية من جلد الذات مارسها مغردون سعوديون وقرع مستمر على باب السلبية والإحباط خلقت بقصد أو بغير قصد عقبة أمام أي مشروع كان مفترضا أن يكون طموحا. وفي أبرز الهاشتاقات العربية التي تسجل حضورها على حساب الهاشتاقات الإنجليزية أطلق مغردون على تويتر هاشتاق (#لو_كان_سعودي) تناول بسخرية المصير المتوقع لشخصيات عالمية وفاعلة فيما لو كانت سعودية، وتناوب فيه المشاركون على جلد ذواتهم دون أن يكون هناك أي استنثاء لما اعتبروه قاعدة الفشل التي تحيط بأفراد المجتمع وهو الأمر الذي لا يبدو مرتبطا بالواقع مع وجود شخصيات سعودية سجلت حضورها العالمي على مستويات عدة. وطرحت أسماء أبرز الشخصيات الشهيرة في تاريخ العلم في الهاشتاق وصورت على أن نهايتها غالبا بألا تحقق شيئا يذكر، فلن يكون أمام نيوتن إن كان سعوديا سوى أن يأكل التفاحة بعد وجبة دسمة وهو الذي تفتق ذهنه عن نظرية الجاذبية لأنه فقط ليس سعوديا بحسب وصف المغردين، فيما لن يكون السائق الألماني الشهير وبطل الفورميولا 1 مايكل شوماخر إلا أحد المفحطين التائبين، ويتساءل أحد المشاركين في الهاشتاق عن سبب هذه السلبية قائلا: حين ننظر إلى من يجلدون غيرهم ويخلقون حالة الإحباط نجدهم هم أنفسهم السلسلة التي منعت فلانا من الناس أن يكون ذا علم بتعميم هذه الحالة من كبت الموهبة التي وإن كان ظاهرها ساخرا إلا أنها ملاحظة عموما في المجتمع وإن كان الحديث في تويتر قد ساهم في كشفه للعموم. وأضاف: كل من تحدثوا عنهم من علماء ومفكرين ورياضيين كانوا سيكتبون الكلام ذاته المتداول في الهاشتاق لو كانوا سعوديين لأن الإنسان مهما علت قيمته يحتاج إلى يد تدفعه وكلمة تشجعه وهو بالتأكيد لن يجدها في ظل هكذا أجواء. الغريب أن كثيرا من المغردين عمدوا إلى إضافة هذا الهاشتاق وغيره إلى تغريداتهم بهدف إبرازها رغم عدم تعلقها بمضمون ما يتحدث عنه المشاركون في الهاشتاق وهي ظاهرة برزت بشكل أوضح مع ظهور الهاشتاق العربي في محاولة للحصول على مزيد من المتابعين فيما يبدو.
إنشرها

أضف تعليق