Author

عندما يشطح آية الله

|
في بلد تنهشه الأزمة الاقتصادية حتى أغلقت ١٢٠٠ مصنع ومنشأة خلال عام، وفي بلد يعيش فيه أكثر من ٣٠ مليونا تحت خط الفقر النسبي، يأتي من يدعي أنه آية الله، خطيب جمعة طهران أحمد خاتمي، ليزعم أن السعودية ستحترق بسبب سياستها، مدعيا أنها '' بؤرة الفتنة'' وأنها الخط ''الأول لإثارة التفرقة في العالم الإسلامي''، لكن ما تهمة السعودية؟ لأنها وقفت في وجه النظام الأسدي المجرم وساندت الشعب السوري في محنته هذه. فلك الحمد ربي طالما أن تهمة السعودية هي مما تتشرف بها أمام شعبها قبل العالم أجمع، بينما نظام الملالي يدعم الأسد لأسباب طائفية لا غير، حتى ولو كانت على حساب عشرة آلاف قتيل وأكثر من ٥٠ ألف مفقود وبلد على حافة الحرب الأهلية. خاتمي، وهو بالمناسبة عضو الهيئة الرئاسية في مجلس خبراء القيادة، يصر كما هم بقية ملالي النظام، على أن تفضحه طائفيته، فيعتبر أن البحرين ''تحولت إلى سجن كبير للمسلمين''، وأن الله ''سينتقم منكم (السعوديين) بسبب أحداث البحرين''، في حين أن سوريا ''تدفع ثمن مقاومتها الباسلة أمام الكيان الصهيوني''، نعم كلامه صحيح! والدليل الصواريخ السورية التي لم تتوقف باتجاه إسرائيل. أكثر من أربعة عقود لم تطلق رصاصة واحدة، ويأتي ليبيع هذه العبارات التي مل منها الشعب السوري، كما مل منها الشعب الإيراني، ولا يصدقها إلا كل من غاب وعيه وإدراكه وحواسه جميعا، عن حكاية المقاومة المزعومة. كل كلمة تحدث بها خطيب الجمعة في طهران كانت تنقط طائفية وبغضا، فهو اعتبر'' البحرين محتلة''، بينما ''النظام السوري صمد بقوة''، وماذا عن العراق المحتل إيرانيا؟ بالتأكيد فإن خاتمي يرى أن ''الأمن يسود في العراق وأن عقد القمة (العربية) كان مكسبا سياسيا''، ولم يقل ما إذا كان الكسب يجير لبغداد أم لطهران. بدلا من أن تلتفت إيران لشعبها الذي يئن تحت وطأة العقوبات التي تسبب فيها نظام الملالي، يوجه سهامه البغيضة لجيرانه على الضفة الأخرى من الخليج العربي. لكنها السياسة البليدة المعروفة والتي تبرع طهران في اتباعها، وهي تصدير المشاكل للخارج لإلهاء الداخل، وإلا أليس حريا بملالي إيران الحديث عن ٧٠ في المائة من العمال الإيرانيين يعيشون تحت خط الفقر، أليس أهم من مهاجمة دول الجوار بلغة طائفية، بحث حل لنصف الشباب الإيراني العاطلين عن العمل. أليس من الأفضل معالجة ارتفاع الأسعار التاريخي الذي لم يسبق له مثيل في جميع المدن الإيرانية، حتى أن موقع ''كلمة'' الإيراني يكشف أن أسعار القبور ارتفعت إلى أرقام خيالية بعد أن وصل سعر القبر العائلي من مليار ونصف المليار إلى ملياري ريال إيراني (١٠٠ ألف دولار أمريكي)، مشيرا إلى أن نقل المتوفى بالإسعاف يكلف ما يقارب مليون ريال إيراني. يقول خاتمي إن السعوديين سيحترقون بالنار التي يشعلونها، بينما الجميع يعلم من هو الذي اشتعل الحريق في طرف ثوبه، وهو يجاهد لإطفائه!
إنشرها