سعودية تركت «التدريس» لتؤسس أول مطبخ نسائي متخصص في «الشعبي»

منال القناص مستثمرة لم يتجاوز عمر دخولها عالم الاستثمار أربع سنوات، نجحت في إنشاء مشروعها الخاص واستمراره، لتكون أول سيدة تؤسس مطبخا متخصصا في الأكلات الشعبية في المنطقة الشرقية. كما استطاعت أن تفتح فرصا وظيفية جديدة لفتيات وشباب المنطقة، لتصبح مديرة لمشروع تجاري بعد أن كانت معلمة في إحدى المدارس الأهلية. حملت القناص حلمها على مدى سبع سنوات لتجد فرصة من خلال صندوق الأمير سلطان لتنمية المرأة لإقامة مشروعها ''الحلم''، لتكون من أوائل السعوديات اللاتي وجدن في الصندوق ملاذا آمنا لتحويل أحلامهن إلى حقيقة ليتحولن من باحثات عن عمل إلى صانعات له بل وبوابة جديدة لفرص وظيفية لآخرين. تقول منال: ''عشقي لكل ما هو شعبي وتراثي جعلني أترك مهنة التدريس والبدء في التركيز على مشروعي الخاص، خاصة أن تخصصي الدراسي في مجال التاريخ ساعدني كثيرا في مشروعي بعد أن وجدت الطريق لتحقيقه''. واستطاعت أن تستفيد من مجال تعليمها وتخصصها في مجال ''التاريخ'' لابتكار كل ما هو جديد لمطبخها التاريخي الذي اطلقت عليه اسم ''الرحاة''، فكانت تميل إلى الابتكار في طريقة الإعداد والتقديم للأكلات خاصة الشعبية، واستفادت من دراستها في مجال التاريخ بالتعرف أكثر على شتى أنواع التراث القديم، حتى إنها استوحت تصميم ديكورات مشروعها من التراث المحلي. وتراهن القناص على استمرارية نجاح وشهرة مطبخها، لأنها وجدت من خلال زياراتها الاستطلاعية للمطاعم والمطابخ الشعبية أن ظاهر الأكلات شعبية في شكلها ولكن تفتقد للطعم والنكهة الحقيقية، لأن من يعدها في الأصل لا يتقنها ولا يعرف الأكلات المحلية، فأغلب المطاعم والمطابخ في السوق طهاتها من العمالة الآسيوية، فلا يجهلون فقط أسس طهي الأكلات المحلية بل يفتقرون لأبسط أساليب النظافة. منال لم تضع في تشغيل السعوديات إلا شرطا واحدا، هو أن يكن ماهرات في الطهي أو لديهن رغبة في تعلم فنون الطهي الشعبي وحب الابتكار في التقديم والإعداد، وهذا ما تحقق لها اليوم، فلديها طاهيات سعوديات مميزات في طهي الأكلات الشعبية، بجانب مطعم مستقل مفتوح يقدم الوجبات الخفيفة، ''وسيعتمد مطبخي على الطلبات الخارجية بتأمين الحفلات والولائم''. وكان من طموحاتها التي بدأت تتحقق تدريجيا مع استمرار نجاح مشروعها وشهرته، جعل الأكلات المحلية الشعبية ضمن قائمة الأكلات التي تقدم في مطاعم أكبر الفنادق في المملكة، وافتتاح فروع لمطبخها بكادره النسائي من الطاهيات السعوديات في الفنادق المحلية.