قطاع التجزئة 90 % بيد العمالة الوافدة والفرص الاستثمارية أمام الشباب

قطاع التجزئة 90 % بيد العمالة الوافدة والفرص الاستثمارية أمام الشباب

قطاع التجزئة 90 % بيد العمالة الوافدة والفرص الاستثمارية أمام الشباب

قطاع التجزئة 90 % بيد العمالة الوافدة والفرص الاستثمارية أمام الشباب

قطاع التجزئة 90 % بيد العمالة الوافدة والفرص الاستثمارية أمام الشباب

دعا مختصون ومحللون إلى أهمية توجه الشباب وأصحاب الرساميل الصغيرة للاستثمار في قطاع التجزئة الذي يعد واحدا من أكبر القطاعات الاقتصادية، مؤكدا أنه قطاع واعد بالفرص الاستثمارية والوظيفية في ظل هيمنة العمالة الوافدة على هذا القطاع. وتوقع المختصون أن يشهد قطاع التجزئة تطورا وتوسعا في المرحلة المقبلة، مدعوما بارتفاع أسعار النفط والإنفاق الحكومي الذي سينعكس بالإيجاب على دخل الفرد الذي سيزيد من الطلب على الاحتياجات الاستهلاكية، عطفا على مكافأة برنامج حافز التي سيذهب الجزء الأكبر منها إلى سوق التجزئة. وبين المحللون أن الفرص واعده ومتعددة في مختلف المجالات لقطاع التجزئة، ولكنها تحتاج إلى جهد ومثابرة ومبادرة من الشباب في ظل المحفزات المتاحة أمامهم في هذا الوقت. وقال عبد اللطيف مسفر الزهراني الرئيس التنفيذي لمجموعة حسن مسفر الزهراني وشركاه، إن قطاع التجزئة من أهم وأكبر القطاعات التي تخلق فرصا استثمارية لا حدود لها للشباب الطموح وأصحاب المبادرات الجريئة، مشيرا إلى أنه في ظل هذه الفرص العمالة الوافدة مع كل أسف تسيطر على هذا القطاع بغطاء من مواطنين سعوديين مقابل مبالغ زهيدة، بينما الأرباح والفائدة الكبيرة تذهب للوافد، الذي يعمل بطريقة غير مشروعة كونه وجد من يتستر عليه. #2# #3# #4# وطالب الزهراني بإصدار تشريعات وأنظمة مشددة للحد من هذه الظاهرة، مؤكدا أن السماح للمستثمرين حتى من يملكون رساميل متوسطة أمر إيجابي كي يكون عمل الوافد في قطاع التجزئة واضحا، بينما قد يفتح ذلك مجالات أوسع للشباب السعودي للاستثمار والعمل في هذا القطاع متى ما كانت الأنظمة واضحة وصريحة. وأشار الزهراني إلى أن استثمار الفرص المتاحة في هذا القطاع يتوقف على إرادة وعزيمة الشباب أنفسهم في المقام الأول، لأن هذا القطاع بقدر ما هو مصدر عوائد جيدة، يحتاج لكثير من الجهد والعمل المتواصل والصبر، والبدء من الصفر كي يكبر الشاب مع مشروعه، مؤكدا أهمية التخطيط الجيد وربط رأس المال بدراسة الجدوى، لأنه ليس من المقبول أن يغامر أحدهم بفتح مشروع وضع له ميزانية مع التكاليف والتشغيل لا تتجاوز بضعة أشهر، ومن يجد نفسه غير قادر على مواصلة العمل، وهذه من الأخطاء التي يقع فيها الشباب، بينما التخطيط طويل المدى وتحديد ميزانية للمشروع لفترة طويلة قد تعود عليه بالفائدة مع مرور الوقت ويجد نفسه وقد وضع له بصمة في هذا المجال وسيصبح أمامه مجال كبير للتوسع. ولفت عبد اللطيف الزهراني إلى أن بعض الأنظمة والبيروقراطية الحكومية قد لا تساعد الشباب على العمل والاستثمار في مثل هذه القطاعات، والتركيز في الغالب على خلق فرص لمشاريع صناعية كبيرة، وهذا أمر جيد، ولكن لابد للالتفات إلى المشاريع التجارية التي نجد خلق الفرص ضعيفا جدا فيها خاصة للمشاريع الكبيرة، وقد يكون دور الحكومة في هذا الجانب ضعيفا. وأضاف أن التوجه الحكومي بإمكانه خلق الفرص مباشرة أو غير مباشرة خاصة في قطاع التجزئة في مجال الاتصالات الذي يعد من المجالات الجيدة، إضافة إلى المجالات الأخرى. وقال الزهراني إن هناك فرصا واعدة في قطاع السياحة الذي يعد من القطاعات المهمة والحيوية، ومن خلاله قد تخلق آلاف الفرص الاستثمارية، مؤكدا أن تنمية قطاع السياحة سينمو معها قطاع التجزئة بشكل كبير، وسيخلق الكثير من الفرص الاستثمارية والوظيفية للشباب السعودي، إضافة إلى قطاع السياحة الدينية الذي هو الآخر في حاجة إلى تفعيله سياحيا بشكل أكبر، لمنح السائح الديني الكثير من الفرص والخيارات السياحية في البلاد. وهذا سينعكس أيضا على دخل الفرد السعودي الذي يعمل في هذا القطاع. من جهته، دعا الدكتور محمد محمود شمس مدير مركز دراسة الجدوى الاقتصادية للاستشارات، الشباب السعودي ألا يرتكنوا لانتظار الفرص الوظيفية في القطاع الحكومي، مؤكدا أن المستقبل أمامهم لبناء أنفسهم وتأمين مستقبلهم بشكل أفضل، من خلال الاتجاه إلى الاستثمار في قطاع التجزئة والمشاريع متناهية الصغر، في ظل الكثير من الفرص الاستثمارية وكذلك أمكانية الحصول على قروض تمويلية. وقال إن توجه الشباب لهذه القطاعات من شأنه أن يعزز من دور هذا القطاع وانعكاساته الإيجابية على الدخل القومي ودخل الفرد، وخاصة أن سوق التجزئة يسيطر عليه نحو 90 في المائة من العمالة الوافدة. وطالب محمود شمس بعدم التردد والخوف في اقتحام مثل هذه المجالات التي ستفتح أفقا واسعة للشباب الطموح، منوها بأهمية التخطيط ودراسات الجدوى حتى لو تطلب الأمر الدخول في شراكات بين الشباب أنفسهم خاصة في حالة الحصول على قروض تمويلية كي تكون المخاطرة محدودة إلى درجة كبيرة. وأشار محمود شمس إلى أن (كورنيش) جدة على سبيل المثال يتميز بمقومات سياحية كبيرة، من شأنها أن تخلق فرصا للشباب السعودي، وخاصة في مجال (الأكشاك)، فلو بادر الكثير من الشباب بالتنسيق مع الأمانات إلى استئجار المحال الصغيرة، ومارسوا من خلالها نشاطهم التجاري الصغير سيعود عليهم بالفائدة وسيدفعهم إلى مشاريع أكثر وأكبر في المستقبل. مضيفا أن المولات أيضا فيها الكثير من الفرص من خلال المحال الصغيرة (كشك)، والحال نفسه ينطبق على النساء الراغبات في العمل، حيث إن الفرص أمامهن أكبر لبدء مشاريعهن الصغيرة عبر تلك المحال والتي تدر أرباحا جيدة، ولكن يشغلها الأجانب بنسبة كبيرة في ظل غياب الشباب السعودي. وأضاف شمس أن قطاع التجزئة فيه من الفرص الاستثمارية ما يمكن أن تستوعب آلافا عن الذاتية أو عبارة (نحن مين؟) بقدر التفكير في مصالحه الشخصية من خلال نشاطه وتركيز جهوده على تطويره وتنميته والذي قد يتيح له التوسع في هذه المشاريع مع تقادم الأيام. واعتبر أن الفكرة لا تكفي وحدها، حيث إن أديسون (مخترع الكهرباء) يقول إن الاختراع عبارة عن 1 في المائة منه تفكير و99 في المائة منه عمل، والكثير لديهم أفكار ولكن لا يمكن تطبيقها إلا بالعمل والجهد والصبر. وفيما يتعلق بالأنظمة وتحفيز الشباب للتوجه لمثل هذه القطاعات قال محمود شمس: أغلب الأنظمة فيها الكثير من المشكلات والقيود، ولكن مع العمل والبحث الجاد، فإن هناك الكثير من الطرق والفرص أمام الشباب السعودي ليطرقها ويصل إلى تحقيق أهدافه متى ما تولدت لديه الرغبة الشديدة في الاستثمار والعمل في هذا القطاع، وستفتح له أبوابا كثيرة كان يظن أنها مؤصدة أمامه. وأشار إلى أن قطاع التجزئة قطاع واحد حتى لأصحاب الشهادات الجامعية، وهناك الكثير من الأمثلة والتجارب الناجحة في السعودية أو في العالم فإن كثيرا من الأغنياء بدأوا بمشاريع صغيرة ومع الصبر والجهد والكفاح أصبحوا من أعلام قطاع المال والأعمال. والنجاح هو نتيجة العمل والجهد وهذا يتوقف على الشباب أنفسهم وقدراتهم، لأنه لا يمكن لأحد أن يصنعهم إذا هم لا يتحركون أو يبادرون لتحقيق طموحاتهم وآمالهم. وأشار إلى أهمية المبادرات وطرق الكثير من الأبواب التي تنير لهم الطريق مثل مراكز المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الغرف التجارية أو بعض القطاعات الأخرى التي تفتح المجال أمام الشباب لدعم مبادراتهم الناجحة مثل برنامج عبد اللطيف جميل (باب رزق) وغيرها من القطاعات التي تتبنى المشاريع الشبابية. وأكد أن التحرك والبحث يفتحان أبوابا لكل شاب طموح حتى لو كانت هناك معوقات أو محدودية في الفرص في بعض المجالات. وحول التمويل للمشاريع الصغيرة، قال هناك أكثر من جهة يمكنها أن تقدم التمويل، ولكن ذلك لا يعفي من عدم وجود ضمانات للبنوك، إضافة إلى أهمية دراسات الجدوى لتجنب المشاريع العشوائية التي قد تعود بالخسارة على المستثمر منذ البداية. وتوقع فارس بن إبراهيم الراشد نائب رئيس لجنة الأعمال في غرفة الرياض أن يشهد قطاع التجزئة تطورا وتوسعا كبيرا، مدعوما بالإنفاق الحكومي المتزايد في ظل ارتفاع أسعار النفط وهو ما سينعكس إيجابا على دخل الفرد، إضافة إلى دخول مستهلكين جدد بنحو 600 ألف شخص ممن حصلوا على مكافأة حافز، منهم 70 في المائة من النساء التي غالبا ما سينفقن مدخولهن في المواد الاستهلاكية والملابس وغيرها في قطاع التجزئة. وأشار إلى عزوف كثير من الشباب للدخول أو الاستثمار في هذا القطع كون الغالبية يبحثون عن العمل السهل، وقطاع التجزئة ليس من القطاعات السهلة لأن التعامل مع مختلف المستهلكين والأشخاص. وأشار إلى أن لجنة شباب الأعمال في الرياض بصدد تنظيم ورشة عمل برئاسة عادل فقيه وزير العمل كان مقررا لها الإثنين الماضي ولكن تأجلت لظروف الوزير العملية، وستتم إقامتها خلال الفترة المقبلة، وهذا تشجيع من اللجنة وسنعمل على تحديد الفرص الاستثمارية في كل القطاعات وتقديمها للشباب، ونتوقع أنه خلال ورشة العمل مع وزير العمل الكشف عن الفرص الاستثمارية في قطاع التجزئة. وأضاف أن مخاوف الكثير من الشباب للدخول والاستثمار في قطاع التجزئة تعود للأنظمة والبيروقراطية الحكومية. وأشار إلى أنه خلال لقاء شباب الأعمال الدكتور توفيق الربيعة وزير التجارة والصناعة قبل نحو أسبوعين، كان لقاء مشجعا، وليس من الأفضل أن يقول للشباب احضروا بطاقة الهوية ونصدر لكم السجل التجاري في الحال. ويبقى الدور الآن على القطاعات الأخرى مثل البلديات والدفاع المدني أن تحذو حذو وزارة التجارة والصناعة لإيجاد بيئة مشجعة للاستثمار. وبين الراشد أن قطاع التجزئة قطاع كبير ويشغله غالبية من الوافدين، لذلك تجد فيه منافسة كبيرة، والدخول فيه ليس بالأمر السهل، أما الشباب الذين دخلوا وتحملوا قوة المنافسة مع الوافدين نجحوا في هذا المجال، مع أنهم ما زالوا يشكلون نسبة قليلة في هذا القطاع، ولكن نجاحهم واضح، حيث إن أفضل قطاع تجزئة في الشوكلاتة تجده سعوديا، وكذلك قطاع الإلكترونيات وغيرها، وهذا دليل على أنه قطاع واعد بالفرص، ولكن يحتاج إلى صبر ومثابرة، وبقدر ما هو قطاع ماتع فإنه في الوقت نفسه قطاع فيه الكثير من التحديات.
إنشرها

أضف تعليق